أنت هنا

قراءة كتاب خطاب راكان في الزمان وأهله

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
خطاب راكان في الزمان وأهله

خطاب راكان في الزمان وأهله

كتاب " خطاب راكان في الزمان وأهله " ، تأليف باسل عبد الله ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 1

تـوطـئـة

تتناول هذه الرواية أحداثاً خياليّة تقع على جزيرة مُختلـقة. يروي فيها الأمير زايان (بطل الرواية) انفعالاته الإنسانية التي رافقت نموه في قصر مملكة الجزيرة، وتوقه الدائم إلى التفكير والبحث في أمور كثيرة ما كان يفترض به التعرض لها.

ورغم أنّ الرواية تتحدث عن ديانة يتبناها أهل الجزيرة، غير أن هذه الديانة هي من نسج الخيال، ولا تمت بصلة بتاتاً إلى تقاليد أي مجتمع من مجتمعات هذا العالم. وبالتالي لا يجوز تشبيهها بأية ديانة أو معتقد في عالمنا.

أُهدي هذه الرواية إلى كل من آمن على وجه هذه الأرض بقِيم إنسانية هَواؤها النقي الحرية وعمودها الفقري العدالة وانبعاثها السرمدي المحبة!

أهديها إلى كل من ترجم إيمانه بقيَمِه على أرض الواقع بطريقة عملية، وإلى كل من حاول ذلك أو ما زال ينتظر أن يتمكن يوماً من تظهير قيمه ونقلها من حيز التفكير إلى حيز التعبير!

أُهديها إلى كل باحثٍ عن حقيقة وجوده، لم يكتف في بحثه بتبني الثقافة المتداولة في مُحيطه الصغير، بل تعداها واستلهم من أعماق نفْسه ومن وجوه من أحاطوا به ومن مسار عالمه، طريقاً تُرشده إلى هذه الحقيقة!

وأخيراً، أُهديها إلى كل من مرّ بلحظاتٍ من الاضطراب والخوف والضعف والإحباط، واستفاد ممّا اختبره من مشاعر ليرتقي بشخصيته نحو الأفضل!

الـمؤلـف

المقدمة

روائحُ كريهة لا تُحتمل! وغبارٌ كثيف يتطاير أمام وجهي مع كل خطوة أخطوها متقدماً داخل هذا القبو!

باتت متابعة السير أمراً مزعجاً مع امتزاج الرائحة الكريهة المنبعثة من القبو برائحة اللهب المنبثق من المشاعل التي كنا نسترشد بها أثناء اختراق هذه السراديب الضيقة.

أشعر بضيقٍ في النفس مع بعض الغثيان. وما زاد الأمر سوءاً، أن مجموعة كبيرة من الجرذان، ترافق، بشكل مُفاجئ واحتفالي، خطواتنا وتقدمنا.

"كم من السنين قد مرَّت مذ دخل آخر بشري هذا القبو!" قلتُ لمرافقي مُتسائلاً، ثم ما لبثت أن أجبتُ بنفسي عن تساؤلي: "أكثر من مئة عام على ما أظن!".

من سوء حظي أنْ طلب مني المرشد نومان - المرشد الرابع للجزيرة- النزول إلى هذا القبو الذي يقع أسفل قصر مملكتنا للبحث عما قد تقع عليه يدي من مخطوطات أو كتب قد تُفيدني في استكمال موسوعة تاريخية، كلفني هذا الأخير أن أُحضِّرها، تقصُّ تاريخ الجزيرة القديم.

***

كان هذا القبو لا يزال مقفلاً منذ أعوام عديدة بأمر من جدِّ مرشدنا نومان واسمه نيزان (مرشد الجزيرة الثاني)، المتوفى منذ أكثر من سبعين عاماً.

إنّ معرفة المرشد نومان الوثيقة بي وثقته الكبيرة بقدراتي، أنا شوراس، جعلتاه لا يأتمن أحداً سواي على دخول هذا القبو!

لا أنكر أنني لطالما تمنيتُ أن توكل إليَّ مهمة وضع هذه المخطوطة، بصفتي مسؤول الأبحاث والأرشفة في الجزيرة، غير أنني لم أعرف أنها قد تتطلب مني دخول هذا القبو القذر.

***

هنالك كمٌّ هائل من المخطوطات والكتب، والبحث بينها أمر مضنٍ. ورغم مساعدة مرافقي لي، فإن طبيعة بحثي اضطرتني إلى أن أطلّع بنفسي وبالتفصيل على كل كتاب ومخطوطة نجدها، كي أُقدِّر مدى فائدة كل منها لبحثي.

بعد ثلاث ساعات من البحث داخل القبو، عثرتُ صدفة على خزنة صغيرة مقفلة بإحكام، زرعت في مكان غير ظاهر، في أحد جدران القبو.

طلبتُ من مرافقي أن ينزعوا أقفال الخزنة بانتباه وبشكل لا يُتلف ما تحتويه. فبادروا بعناية إلى تنفيذ ما طلبت واستطاعوا فتحها وأخرجوا منها مخطوطة قديمة جداً وممزقة بعض الشيء، بالكاد تمكنت، لشدّة اتساخها، من قراءة العنوان التالي المكتوب بخط كبير على صفحتها الأولى وهو:

"خطاب راكان في الله".

أخرجتُ هذه المخطوطة من القبو، لأنها أهم ما ظفرَت به يداي ذلك اليوم، وأخذتها معي إلى منزلي.

وبعد أن أزلت عنها بعض ما استطعت إزالته من غبار، جلست في مكتبي أقرأ ما احتوته صفحاتها.

الصفحات