كتاب " في مرايا حانة " ، تأليف حسن ناصر ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2010 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
هو غريب مثل حمام الساحات
أنت هنا
قراءة كتاب في مرايا حانة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
في مرايا حانة
هو غريب مثل حمام الساحات
لا نهر العابرين يشبهه، ولا سقوف المحطة القديمة الملبدة بالسخام، ولا القطارات.
...............
...............
السيدة، ذات القبعة الطويلة المزركشة، عائدة في المساء من عملها البهلواني في سيدني هاربر.
لا تفهم مغزى ابتسامته ولا ما يحسُّه من تشابهٍ بينهما.
بم يدخل المدينة؟
بأي شيء يكسر ما يحيطه من هالات الانفصال؟
بأي أذن يستقي الأصوات؟
هو الذي ترده إليه انعكاساته على الزجاج..
الذي يستعين بالنبيذ على الخرائط.
يجرُّ الغريب خلفه في حقيبة ضخمة
ذاكرةً قديمة، حالماً بالذهاب إلى حانة المدينة
يستحضر حياة ظلال
عبرت في المرايا هناك،
ينثر حقيبته على سرير في فندق،
أو ينتظر الباص ويراقب العشب!
كل ما يريده هو أن يسهو بسلام في حانة يضيء كراسيها الشاغرة ضوء النهار،
يحفّ به ندمان غائبون من أبناء الأبد.
يرافقه كائن خفي.. يمد أصابعه إليه علَّ مؤازرةً تصعد إلى عروقه.
هو: مجموعة من الأشجار، العصافير، الأغاني، الشموس
الليالي، الانفجارات، الحطام.. عبرت حياة قصيرة..
بقايا ألق على قدح مكسور،
أو المدينة تكتشف غرائبيتها بعينين صغيرتين.
هو.. أسماءٌ تحلم حلمها من خلاله،
يجر الحقيبة صاعداً السُلًّـم إلى يومٍ آخر.
ح. ن 1996