أنت هنا

قراءة كتاب علماء النهضة الأوروبية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
علماء النهضة الأوروبية

علماء النهضة الأوروبية

كتاب " علماء النهضة الأوروبية " ، تأليف د. أيوب أبو دية ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2011 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 4

وتشير بعض اللوحات الفنية التراثية إلى أن نهر التايمز في لندن كان يتجمد سنوياً في فترات متفاوتة، حيث كانت تقام "مهرجانات الجليد" فوقه، وبخاصة خلال السنوات الواقعة بين عامي 1680 - 1700، إذ كان الطقس شديد البرودة في أوروبا، كما كان خلال العقد الواقعبين عامي 1810 - 1820، وبخاصة في عام 1816 حيث لم ترَ أوروبا فصلاً للصيف في ذلك العام (6).

ويرجح العلماء أن تكون أسباب التغير المناخي في العصور الوسطى والحديثة (قبل القرن التاسع عشر) ناتجة عن تغيرات النشاطات الإشعاعية على سطح الشمس، وعن تغير مدار الأرض حول الشمس وحول نفسها. إذ يؤكد العلماء أن نتائج مراقبة شدة الإشعاع الشمسي عبر آلاف السنين تشير إلى تزايد شدة الطاقة الشمسية المنبعثة من الشمس عبر العصور، وهناك مؤشرات أيضاً على ضعف شدتها في فترات ما، كفترة العصر الجليدي المصغـّر التي تلت ارتفاع درجة حرارة الأرض خلال العصور الوسطى المظلمة.

مع تقدم عقود القرن الثامن عشر، بدأت دورة جديدة من دورات الدفء المناخي تجتاح العالم استمرت حتى نهاية القرن التاسع عشر، تبعتها فترة باردة حتى عام 1925، ومنذ ذلك الوقت يتوقع بعض العلماء أن تستمر الدورة الدافئة حتى عام 2010، حيث يتوقع أن تعود بعد ذلك الدورة الباردة من جديد، كما حدث في مطلع عام 2010 في شمال الكرة الأرضية حيث تدنت درجة الحرارة إلى مستويات لم تصل إليها منذ 30 - 40 سنة. وفي بعض مناطق اسكتلندا تدنت الحرارة إلى نحو 24 درجة تحت الصفر مقتربة بذلك من درجات الحرارة في القطب الشمالي.

ويتوقع العلماء أيضاً أنه ربما تمتد فترة البرودة إلى عام 2110؛ ولكن ذلك لا يعني أن البرودة ستشتد كثيراً، لأن تلوث الأرض قد رفع من درجة حرارة هذا الكوكب، ومن المتوقع أن يستمر ذلك خلال القرن الواحد والعشرين. فما الذي حدث للكرة الأرضية كي تتعرض لمثل هذا التلوث الهائل الذي رفع من معدل درجة حرارة كوكبنا؟

تناوب البرودة والدفء المناخي على الأرض (600-2000 للميلاد)

هيّأت الاكتشافات والاختراعات العلمية في القرنين السادس عشر والسابع عشر وما بعدهما، فضلاً عن تطور التكنولوجيا في نهاية القرن الثامن عشر وخلال القرن التاسع عشر، ليصبح القرن التاسع عشر تحديداً عصر الثورة الصناعية الكبرى الأولى التي قامت في مطلع القرن على الفحم الحجري والمحرك البخاري.

أما الثورة الصناعية الكبرى الثانية فقد قامت في نهاية القرن نفسه على النفط والكهرباء والمحرك ذي الاحتراق الداخلي، الذي سمح للإنسان بالتجول في العالم واكتشافه ونهب موارده الطبيعية، بوتيرة متسارعة تعاظمت بشكل رهيب؛ قياساً باكتشاف القارة الأميركية في نهاية القرن الخامس عشر، ونهب خيراتها من الذهب والفضة وتسخير سكانها لخدمة النهضة الأوروبية آنذاك.

وهكذا غدت نتائج الثورة العلمية الكبرى والثورات الصناعية اللاحقة واضحة جلية في تدمير البيئة العالمية. وكان منشؤها أوروبا في العصر الحديث، ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة الأميركية، فالصين والهند وأستراليا وغيرها من الدول الصناعية الأشد تلويثاً للكرة الأرضية.

وكبحاً لجماح رغباتنا في التوسع في تحليل ظاهرة الدفء المناخي وأثرها في صعود الحضارات الإنسانية أو هبوط أمجادها نعود لنتساءَل:

ماذا كان دور العرب والمسلمين في إذكاء نار النهضة الأوروبية التي أنجبت العلم الحديث، وكيف تم الاتصال بين الغرب والعرب، وماذا كانت النتائج المترتبة عن هذا الاتصال؟

الصفحات