أنت هنا

قراءة كتاب الأب والابن والروح التائهة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الأب والابن والروح التائهة

الأب والابن والروح التائهة

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: علاء حليحل
الصفحة رقم: 8
"كلا، أبدًا. لقد نذرتُ أن أقرأ لأبي الكتاب المقدس كلَّه وفاءً لروحه. سأنتهي من ذلك غدًا بعون الله."
 
"خيرًا تفعل."
 
"ألا تفعلون أنتم ذلك بختمة القرآن؟"
 
"بلى. ولكن تذكر أن الختمة عندنا هي خاتمة الأحزان. عليك أن تقلدنا في هذا أيضًا."
 
ابتسم الأب يوحنا وأغلق الكتابين بحذر وقام بهما إلى الرفوف المليئة بالكتب وأعادهما إلى مكانيهما. عبر الشباك الصغير المُطلِّ على الطريق الترابية الضيقة المحيطة بالمكتبة، من جهة السفح الملاصق، رأى الشيخ علي الأخت ماريا تنظر إليه بحذر. بادلها النظرة بحذرٍ أكبر ثم أشار لها بيده، فأشارت له واختفت في الظلام.
 
لم يلحظِ الاثنان إبراهيم "الأهبل"، حارس المكتبة، وهو يدخل بإبريق الشاي الحار، إلا عندما طغت رائحته على المكان. تنهد الاثنان وشَكَرا إبراهيم بحرارة. إبراهيم من جهته إبتسم لهما ونظر إلى السقف العتيق قلقًا وتمتم لنفسه:
 
"سيء.. سيء.. مطر.."
 
لم ينتبه الاثنان إلى ما قاله، فقد كانا مُنهمكين بتحريكِ السكر في كوبي الشّاي الحارين.
 
في الخارج، والأب يوحنا يغلق الباب بالمفتاح الكبير، كان المطر قد توقف والليل أسود مضيء بالنجوم والبدر مكتمل. نظر الاثنان بإعجاب إلى البدر المكتمل والنجوم المضيئة، وبعد أن شدّ الاثنان ياقتي معطفيهما حول رقبتيهما قالا معًا من دون تخطيط:
 
"ما شاء الله."
 
إبتسما لبعضهما البعض، وسارا معًا بهدوء.
 
"إلى أين؟"، سأل الأب يوحنا الشيخَ علي حين رآه يستمر في المشي معه على غير العادة.
 
"سأزور أبا محمد. قيل لي إنه مريض."
 
"سآتي معك."
 
"لا عليك. سنذهب غدًا معًا. أنت تعبان جدًا. إذهب للنوم."
 
"حسنًا، معك حق. سلّم لي عليه... ربما دخلت لشرب الشاي؟"
 
"لا، الوقت متأخر.. تصبح على خير."
 
"تصبح على خير."

الصفحات