أنت هنا

قراءة كتاب شعر الصراع بين الإسلام وخصومه في عصر النبوة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
شعر الصراع بين الإسلام وخصومه في عصر النبوة

شعر الصراع بين الإسلام وخصومه في عصر النبوة

موضوع هذا الكتاب ((شعر الصراع بين الإسلام وخصومه في عصر النبوة))، وهو بحث معنيّ بكشف أحداث ذلك الصراع الذي احتدم بين الإسلام ومناوئيه عندما ظهرت الدعوة إلى الإسلام، وبإلقاء الضوء على الدور الذي شارك فيه الشعر في ذلك الصراع.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 3

أما كتابه ((تاريخ النقائض في الشعر العربي)) فاسمه يدل عليه، إذ هو دراسة تاريخية للنقائض من الجاهلية حتى نهاية العصر الأموي، وقد خصص الباب الثاني من الكتاب لدراسة النقائض في صدر الإسلام، ثم قام بتقسيمه إلى ثلاثة فصول تناول في أولها: عصر النقائض الإسلامية الأولى، فرأى أن هذه النقائض تتغير معانيها وموضوعاتها وأساليبها وغاياتها، ولكنه مع ذلك رأى أنها تشبه النقائض الجاهلية من وجوه أخرى، ثم عرض لموقف القرآن من المناقضة، وأوضح دوره في ذلك.
وأفرد الفصل الثاني لدراسة النقائض والغزوات، فاتَّبعَ في دراسته التسلسل التاريخي، حيث بدأ بغزوة بدر وانتهى بغزوة حنين، ثم تحدَّث في نهاية الفصل عن الوفود والمناقضة، وخصص الفصل الثالث للدراسة الفنية فاعتبر أن فترة البعثة امتدادٌ لعصر الجاهلية فنياً، ولاحظ أن أسلوب التناقض فيها ما بين جاهلي محافظ وآخر مضطرب، وثالث: مبعوثٌ بعدما كان خافتاً.
ودراسة الأستاذ الشايب – على خطورتها – دراسة مجملة، فرضتها عليه طبيعة بحثه، ثم لم تدرس الفترة لذاتها وإنما تناولتها من خلال عرضها التاريخي للشعر السياسي، وشعر النقائض فاكتفت بإبراز أحداثها الهامة والحديث عن شعرائها المشهورين.
وتناول الدكتور شوقي ضيف شعر الفترة في أكثر من كتاب، فذكر في الجزء الأول[3] من كتابه ((الشعر الغنائي في الأمصار الإسلامية)) الحرب اللسانية بين شعراء الأَنصار وشعراء مكة ولاحظ أن هذه الحرب قد توقفت بعد الفتح واختتم حديثه عن الفترة بأن الشعر قد ضعف بسبب إقلاع بعض الشعراء عن قوله وانصراف الناس عنه إلى الفتوح وتمصير الأمصار، إلا طائفة قليلة أخذت تقوله كما كانت تفعل في الجاهلية وعلى رأسهم الحطيئة.
وتطرق إلى شعر الفترة في الجزء الثاني[4] من الكتاب نفسه، فرأى أن الصراع بين الإسلام وخصومه قد اتخذ مظهرين: أولهما حربيٌّ في بدر وأحد والخندق وغيرها من الغزوات، والثاني أدبيٌّ في أهاجٍ كانت مكة والمدينة جميعاً تتقاذفان سهامها ونيرانها، ثم ذكر أهم الشعراء والشواعر الذين شاركوا في الصراع دون أن يذكر شيئاً من أشعارهم، فيما عدا بيتين لعبد الله بن الزبعري ومقطوعة لقتيلة بنت النضر، ثم قرَّرَ بعد ذلك كثرة الشعر وغزارته، واستمراره على ذلك في عصر صدر الإسلام.
ومما هو جدير بالملاحظة أن هذا القول يناقض ما سبق أن قاله في الجزء الأول من الكتاب.
وفي التمهيد لكتابه ((التطور والتجديد في الشعر الأموي)) تحدث عن شعر الفترة حديثاً مجملاً قرَّر فيه بأن الشعر في عصر النبوة قد تأثر بالإسلام بقدر محدود، وأَرجع سبب ذلك إلى تمسك شعراء العصر بالمثالية الجاهلية في النظم والصياغة والتفكير مما أبقى على فنون الشعر على أسلوبها الجاهلي سواء في الهجاء أم في المديح ودلّلَ على صحة رأيه بمديح كُلّ ٍ من كعب بن زهير وحسان بن ثابت للنبي الكريم.
وخصص بعض الفصل الثالث من الكتاب الأول من كتابه ((العصر الإسلامي)) لدراسة شعر الفترة، فأشار إلى كثرة الشعر والشعراء وذكر بعض شعراء المعارضة الذين وقفوا في وجه الإسلام من قريش واليهود وبعض القبائل ثم عرض لبعض فنون هذا الشعر وبخاصة المديح والرثاء فأورد نماذج شعرية لبعض الشعراء في مديح الرسول الكريم ورثائه، وفي رثاء قتلى المسلمين والمشركين، وانتهى من دراسته هذه إلى القول بأن الشعر في عصر الرسول الكريم كان كثيراً، وأن بعض هذا الشعر منحول، وختم حديثه بقوله[5]: ((.. وحينما يُصَفَّى ويُقابَلُ عليه ما ارتضاه ابن سلام وغيره من الرواة الموثوق بهم، نجدنا أمام ملحمة ضخمة تَعاوَن في صُنْعِها عشرات من الشعراء والشاعرات)).
ودراسة الدكتور شوقي لشعر الفترة دراسة موجزة وهي على إيجازها لم تقصد الفترة لذاتها، وإنما عرضت لها في صفحات قليلة من كل كتاب، تناولت فيها أهم شعرائها، كما تناولت بعض ظواهرها كظاهرة الانتحال، وظاهرة ازدهار الشعر أو ضعفه. أما الشعراء المغمورون، وأما خصائص هذا الشعر وبعض موضوعاته، ومدى تصويره للأحداث، فلا نجد لها ذكراً في هذه الدراسات.
ومن أشد هذه الدراسات صلة بالفترة، تلك الدراسة التي قام بها الدكتور يحيى الجبوري في كتابيه: ((شعر المخضرمين وأثر الإسلام فيه)) و ((الإسلام والشعر)) ففي الكتاب الاول نهج في دراسة شعر المخضرمين نهجين: أولهما: دراسة هذا الشعر من حيث موقفه من الإسلام، ومن حيث البيئة، والثاني دراسته زمنياً.
وحين عرض لبيئات شعر المخضرمين رأى أنها تنحصر في المدينة ومكة والطائف والبادية والقرى اليهودية، فوقف عند كثير من شعراء هذه البيئات، مبيناً أثر الإسلام في أشعارهم، وحين قام بدراسة هذا الشعر زمنياً، خصَّ الشعر زمن الرسول بالفصل الأول من الباب الرابع، فدرس هذا الشعر دراسة موضوعية مبيناً مدى تصويره للغزوات الكبرى كبدر وأحد والخندق والفتح وحنين، وللأحداث الهامة كالوفود ووفاة الرسول ويوم السقيفة.
ولاحظ من خلال دراسته أن هناك ثلاث ظواهر تبدو على شعر الفترة هي: ضعفه وطمسه والشك فيه، ثم الْتَمسَ الأسباب التي أدت إلى ذلك.
وعلى أهمية هذه الدراسة، فإن منهجها في البحث قد ألزمها بتعقب شعر المخضرمين وأثر الإسلام فيه، فصرفها هذا المنهج عن دراسة شعر الصراع بين الإسلام وخصومه دراسة مستانية مقصودة لذاتها، فأغفلت لذلك، ذكر بعض الشعراء المشهورين كأبي طالب ابن عبد المطلب، وكثيراً من الشعراء المغمورين، كما أغفلت مبلغ تصوير هذا الشعر لكثير من الأيام والغزوات، كيوم الرجيع ويوم بئر معونة وغزوة بني النضير، وبدر الآخرة ومؤتة وغيرها. ومدى تصويره لبعض الأحداث الهامة كالبيعة والهجرة. وصرفها منهجها أيضاً عن معالجة خصائص شعر الصراع معالجة عميقة فعرضت لهذه الخصائص عرضاً موجزاً، وتخفَّفَتْ من الحديث عمّا جَدَّ من موضوعاته الشعرية، وصمتت عن ذكر أشكاله وأوزانه وصوره.
أما في كتابه الثاني ((الإسلام والشعر)) فقد عرض لموقف الإسلام من الشعر فلاحظ أنَّ هذا الموقف قد سار في مرحلتين زمنيتين، أولاهما: قبل الفتح حيث دفع الإسلام الشعر في سبيل أهدافه وأَشركه في الصراع الحربي بين مكة والمدينة، فشجعه ووجهه وسدَّدَ خُطاه.
وثانيهما: بعد الفتح حيث نهى فيه نزعته الهجائية أو العودة إلى ذكر الشعر الذي من شأنه أن يبعثَ الضغائن، ويثير الأحقاد كالذي قيل بالأمس القريب بين شعراء مكة وشعراء المدينة.
وقد رأى أن الشعر في عصر النبوة كان مزدهراً واستدل على ذلك بقيام فنّ المناقضات الحربية، وفنّ ِ الرثاء الذي تثيره الحرب، ثم فنَّ الحماسة الذي ينظمه كل من المنتصرين والمنهزمين. ومن الناحية الفنية زعم أن الشعر في هذه الفترة إنما هو جاهلي لبس لباس الإسلام؛ لأن شعراء الصراع لم يهجروا ما درجوا عليه من نهج وأسلوب قديمين.

الصفحات