أنت هنا

قراءة كتاب شعر الصراع بين الإسلام وخصومه في عصر النبوة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
شعر الصراع بين الإسلام وخصومه في عصر النبوة

شعر الصراع بين الإسلام وخصومه في عصر النبوة

موضوع هذا الكتاب ((شعر الصراع بين الإسلام وخصومه في عصر النبوة))، وهو بحث معنيّ بكشف أحداث ذلك الصراع الذي احتدم بين الإسلام ومناوئيه عندما ظهرت الدعوة إلى الإسلام، وبإلقاء الضوء على الدور الذي شارك فيه الشعر في ذلك الصراع.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 6

المصادر اللغوية

ونقصد بها كتب النحو والمعاجم اللغوية. ولدى استقرائنا بعض هذه المصادر، تبين لنا أن كمية الشعر التي وردت فيها أقل مما ورد في غيرها. ويبدو ذلك واضحاً في كتب النحو، فالنحوي حين يورد شعراً، لا يعنيه قائله، ولا يجهد نفسه بالتحري عنه، والتحقق من نسبته. وكل ما يعنيه أن يكون هذا الشعر مما يجوز الاستشهاد به، ومن هنا، نراه أحياناً يورد بيت الشعر دون أن يذكر قائله، وقد يضطلع تلاميذه أو شُرَّاح كتابه بهذه المهمة، فيوضحون البيت الشاهد وينسبونه إلى قائله.
ومن هذه الكتب ((الكتاب)) لعمرو بن عثمان بن قنبر المعروف بسيبويه (ت:179هـ) و ((خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب)) لعبد القادر بن عمر البغدادي (ت:1093هـ). وقد أورد سيبويه أبياتاً كثيرة من شعر الصراع، ولكن الأبيات التي أوردها كانت مفردة، لأن عنايته منصرفة إلى إثبات البيت الشاهد على المسألة النحوية التي يبحثها. أما البغدادي، فقد كان عالماً بالأدب والتاريخ والأخبار، مولعاً بالأسفار، فاجتمعت له من ذلك مكتبة عامرة. قال في مقدمة كتابه[12]: ((وكنت ممن مرن في علم الأدب حتى صار يلبيه من كثب، وأفرغ في تحصيله جهده، وبذل فيه وكده وكدَّهُ، وجمع دواوينه، وعرف قوانينه، واجتمع عنده بفضل الله من الأسفار ما لم يجتمع عند أحد في هذه الأعصار، فشمرت عن ساعد الجِّدِ والإجتهاد، وشرعت في شرحها على وفق المنى والمراد)) وعلى هذا فلم يقصر عنايته على النحو فحسب، وإنما مال إلى الاستطراد فأغنى كتابه ببعض ما فقد من الروايات والمصنفات، وضمنه كثيراً من شعر الفترة وأخبارها، وأورد فيه تراجم دقيقة لأكثر من ثلاثين شاعراً من شعراء الصراع، وأبدى ملاحظات قيّمة على بعض أشعارهم من حيث الانتحال والتوثيق. ومن هنا تبرز قيمة كتاب الخزانة عندنا على الرغم من أنه جاء متأخراً، وأَنّ كثيراً مما ورد فيه من شعر الفترة يفتقر إلى السند.
أما المعاجم اللغوية، فتعتمد رواية الشعر لشرح بعض الألفاظ، وإزالة ما فيها من غموض. ومن هذه الكتب ((جمهرة اللغة)) و ((الاشتقاق)) لأبي بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي (ت:321هـ) و ((لسان العرب)) لجمال الدين محمد بن مكرم بن منظور الأنصاري (ت:711هـ). وقد أورد ابن دريد في كتابيه شعراً كثيراً لشعراء الفترة، أكثره لحسان ابن ثابت، إلا أن ما ورد في كتابيه أقل مما ورد في اللسان. ولكن اللسان يحتاج إلى قراءة مستأنية لاستخراج جميع الأبيات التي تتصل بالفترة، ويسهل الأمر لو أشتمل هذا المعجم الضخم على فهارس لأبيات الشعر التي يضمها.
وتبرز قيمة المعاجم في الأبيات المفردة التي تنتشر على صفحاتها، ومن هذه الأبيات ما يبدو أنه مبتسر من قصائد أو مقطوعات ضلت طريقها إلينا[13].
وربما يشير المعجم إلى المناسبة التي قيل فيها البيت[14]، أو المقطوعة[15]، أو يوضح جانباً من جوانبها الغامضة.
والمصادر اللغوية بوجه عام لم تكن تعنى بغير البيت الواحد إلا في القليل النادر. ومن هنا لا نعتبرها مصدراً أساسياً من مصادر شعر الصراع، كما أن ما فيها من شعر يفتقر إلى التوثيق – ويتم ذلك بالرجوع إلى المصادر الأصلية الموثقة – ولكنه بالرغم من ذلك قد يكشف لنا جوانب غامضة عند عرضه على الشعر الذي ورد في المصادر الأخرى.

الصفحات