أنت هنا

قراءة كتاب شعر الصراع بين الإسلام وخصومه في عصر النبوة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
شعر الصراع بين الإسلام وخصومه في عصر النبوة

شعر الصراع بين الإسلام وخصومه في عصر النبوة

موضوع هذا الكتاب ((شعر الصراع بين الإسلام وخصومه في عصر النبوة))، وهو بحث معنيّ بكشف أحداث ذلك الصراع الذي احتدم بين الإسلام ومناوئيه عندما ظهرت الدعوة إلى الإسلام، وبإلقاء الضوء على الدور الذي شارك فيه الشعر في ذلك الصراع.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 5

مصادر شعر الصراع

شهدت فترة الصراع في عصر النبوة نهضة أدبية قوية، اضطلعَ بها كثير من الشعراء والشواعر الذين عاشوا الفترة، وشهدوا أحداثها، وشاركوا فيها مشاركة فعالة ومباشرة.

وعلى الرغم مما تعرض له شعر هذه الفترة من الضياع والتفريط، فإن المصادر الإسلامية القديمة قد احتفظت بكمية وافرة منه. وحين قمنا باستقراء هذه المصادر، والبحث عما ورد فيها من شعر الصراع، وجدنا أن ما فيها من هذا الشعر يختلف قلة وكثرة تبعاً لموضوعاتها ومناهج أبحاثها، وأول هذه المصادر:

أولاً: المصادر الدينية

ونعني بها كتب التفسير والحديث وغيرها من الكتب الوثيقة الصلة بالأبحاث الشرعية، وقد وجدنا أن كتب التفسير من أكثرها احتفالاً بإيراد الشعر، إذ يستعين به المفسر لتسهيل مهمته في تبسيط معنى الآيات، وشرح ما غمض من الألفاظ. ويستشهد به على مناسبة معينة كنزول بعض الآيات، أو في أثناء الحديث عن الجهاد، وما إلى ذلك. ويورد المفسر في العادة بيتاً أو بيتين للشاعر، وقد يورد له في بعض الأحيان عدة أبيات، إذا كان ذلك يخدم غرضه، أو يرضي ذوقه.
ومن كتب التفسير التي أفدنا منها: الجامع لأحكام القرآن لأبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي (ت:671هـ)، فقد أورد لنا شعراً لزهاء أربعة وثلاثين شاعراً وشاعرة من شعراء الصراع، وذلك للتدليل على صحة مذهبه في التفسير، أو بمناسبة ذكره لنزول بعض الآيات.
والشعر الذي أورده القرطبي لم يكن ليتجاوز البيت الواحد أو البيتين للشاعر إلا في القليل النادر، فقد رأيناه في بعض الأحيان يثبت النص كاملاً[6] وكان حسان أوفر شعراء الصراع حظاً عنده، فقد أورد له ما يقرب من سبعين بيتاً.
وتبرز قيمة كتابه في أنه حفظ لنا نصوصاً من شعر الصراع لم نجدها في كثير من مصادر هذا الشعر الرئيسية ككتب السير والتاريخ[7].
أما كتب الحديث فهي أقل حظاً من سابقتها، إذ لم نجد فيها إلا شعراً قليلاً، لأن عناية الجامع كانت منصبة على جمع الأحاديث فحسب، فهو لا يورد الشعر إلا إذا كان جزءاً من حديث. ومن هذه الكتب، كتاب المسند للإمام أحمد بن محمد بن حنبل (ت:231هـ)، وكتاب الجامع الصحيح للإمام عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري (ت:256 هـ)، وكتاب الصحيح لأبي الحسن مسلم بن الحجاج القشيري (ت:261 هـ).
وقد حملت لنا هذه الكتب شعراً لبعض شعراء الصراع، المكثر منهم والمقل، والمشهور منهم والمغمور. وكان صحيح البخاري أكثرها رواية لهذا الشعر، فهو قد روى ستة عشر نصاً لثلاثة عشر شاعراً. وتكتفي هذه الكتب – في الغالب – برواية بيت أو أبيات قليلة، وقد يطالعنا جامع الحديث برواية النص كاملاً [8] أو بإيراد أبيات كثيرة منه[9] أحياناً. ومما تجدر الإشارة إليه أن كتب الحديث هذه قد عنيت برواية شعر المسلمين، فقلَّ أن تجد فيها نصاً لشاعر من شعراء أطراف الصراع الأخرى[10].
ومن المصادر الدينية التي أفدنا منها أيضاً كتاب ((الأحكام السلطانية)) لأبي الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي (ت:450هـ)، وكتاب ((أسباب النزول)) لأبي الحسن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري (ت:468هـ)، فقد أثبت النيسابوري عشرة نصوص من شعر الصراع في أثناء حديثه عن مناسبات نزول بعض الآيات الشريفة، أكثرها لحسان ابن ثابت، بينما أورد الماوردي تسعة عشر نصاً لجميع أطراف الصراع، منها نصوص لم ترد في السيرة، وفي كثير غيرها من مصادر شعر الصراع[11]
وتبرز قيمة الكتب الدينية في أن أكثرها يورد الشعر مشفوعاً بالسند، كما أن مؤلفيها يتحرون الصدق والأمانة والتحوط في جمع مادتهم. ومن هنا فنحن نطمئن إلى ما ورد فيها من شعر الصراع أكثر من اطمئناننا إلى ما ورد منه في الكتب الأخرى. ولكن قلة ما حملته لنا من شعر الصراع، لم تغننا عن البحث في مصادر أخرى غيرها.

الصفحات