أنت هنا

قراءة كتاب شعر الصراع بين الإسلام وخصومه في عصر النبوة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
شعر الصراع بين الإسلام وخصومه في عصر النبوة

شعر الصراع بين الإسلام وخصومه في عصر النبوة

موضوع هذا الكتاب ((شعر الصراع بين الإسلام وخصومه في عصر النبوة))، وهو بحث معنيّ بكشف أحداث ذلك الصراع الذي احتدم بين الإسلام ومناوئيه عندما ظهرت الدعوة إلى الإسلام، وبإلقاء الضوء على الدور الذي شارك فيه الشعر في ذلك الصراع.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 7

المصادر الأدبية

وهذه المصادر كثيرة ومتنوعة، منها:
الكتب العامة: كـ ((البيان والتبيين)) لأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ (ت:255هـ) و ((الكامل)) لأبي العباس محمد بن يزيد المبرد (ت:286هـ) و((العقد الفريد)) لأبي عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي (ت:328هـ) و((نهاية الأرب في فنون الأدب)) لشهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري (ت:733هـ) و((صبح الأعشى)) لأحمد بن علي بن أحمد بن عبد الله القلقشندي (ت:821هـ). وقد حملت لنا هذه الكتب كثيراً من شعر الصراع، فأورد الجاحظ ما يزيد على عشرين نصاً، وأورد المبرد أكثر من خمسة وعشرين نصاً. ولكن النويري كان أكثر هؤلاء جميعاً رواية لشعر الصراع، فهو قد أثبت في كتابه أكثر من مائة نص، منها حوالي ثلاثين نصاً لشعراء القبائل التي وفدت على الرسول الكريم في العام التاسع للهجرة.
وقد نهج مؤلفو هذه الكتب إلى التنويع والنقل، ومالوا إلى الاستطراد، ولم يغفل بعضهم نقد الشعر الذي يورده[16] أو يبين رأيه في صحته ،ولكن أكثرهم لا يكلف نفسه عناء البحث والتمحيص والتثبت من صحة ما يروي. ومرد ذلك أن الشعر عندهم لم يكن غاية تقصد، وإنما هو وسيلة تلتمس لغيرها من الغايات، فهو يساق حيناً للاستدلال والاحتجاج، ويساق حيناً آخر للاستشهاد والتمثل، وتقوية الخبر وتزيينه[17]. وعلى هذا فسبيلنا إلى دراسة ما ورد فيها من شعر الصراع، أن نقوم بجمعه ثم نرجعه إلى أصوله في الدواوين الموثقة الموجودة بين أيدينا، أو نعرضه على محك النقد والتمحيص، ونعرضه على ما صح لنا من شعر الشاعر، فإن وجدناه مشابهاً له، وحاملاً لروح الفترة قبلناه، وإلا رفضناه.

كتب التراجم
منها: كتاب ((طبقات الشعراء)) لمحمد بن سلام الجُمحي (ت:231هـ) وكتاب ((الشعر والشعراء)) لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (ت:276هـ)، وكتاب ((الأغاني)) لأبي الفرج علي بن الحسين الأصبهاني (ت:356هـ)، وكتاب ((معجم الشعراء)) لأبي عبد الله محمد بن عمران المرزباني (ت:384هـ). وتعنى هذه الكتب –أكثر ما تعنى – بالترجمة للشعراء، ودراسة حياتهم وبيئاتهم وأشعارهم. فمحمد بن سلام – مثلاً – قام بتقسيم الشعراء الجاهليين والإسلاميين إلى طبقات، وأشار إلى شعر القرى كالمدينة ومكة والطائف، فترجم لبعض شعراء هذه القرى الذين شاركوا في الصراع كشعراء، المشركين في مكة، وشعراء المسلمين في المدينة، كما ترجم لبعض شعراء اليهود ككعب بن الأشرف، والربيع بن أبي الحقيق، وبعض شعراء القبائل كأمية بن أبي الصلت، وكعب بن زهير، ولبيد بن ربيعة والنابغة الجعدي، وحرص أن يورد لكل شاعر ترجم له من هؤلاء عدة أبيات. وتبرز قيمة الكتاب في تنبه مؤلفه للشعر المنحول، وحرصه على التنبيه عليه[18] ومحاولته تمييز غثه من سمينه[19] ورد الكثير منه[20]. ويعتبر الكتاب مستنداً نافعاً لما حمل لنا من ملاحظات قيمة، وبسبب ضياع المصادر السابقة عليه ولأهميته، اعتمد عليه بعض العلماء كأبي الفرج الأصبهاني وغيره.
وترجم ابن قتيبة في كتابه ((الشعر والشعراء)) لستة عشر شاعراً من شعراء الصراع كلهم من شعراء القبائل، ما عدا حسان بن ثابت الأنصاري. والكتاب فقير في تراجمه، فهو قد أغفل ذكر شعراء مكة، وشعراء اليهود، وبعض شعراء المدينة كعبدالله بن رواحة ،وكعب بن مالك، كما أن رواياته غير مسندة، ومن هنا كانت إفادتنا منه قليلة.
ويعد كتاب الأغاني من أكثر هذه الكتب أهمية وشهرة، فقد احتفظ لنا بشعر كثير فقدنا السبيل إليه، وبأخبار نقلها عن مصادر لم تصل إلينا. والكتاب يتناول الأغاني العربية، كما يتناول الآثار والأَخبار والسير والأشعار المتصلة بأيام العرب وغيرها، وقصص الشعراء في الجاهلية والإسلام.
وقد ساق أبو الفرج من الكتب التي سبقته أطرف ما فيها من أشعار، وساقها بأسانيدها التي ترجع بها إلى مصادرها ورواتها الأوائل كابن الكلبي، وخالد بن كلثوم، وأبي عمرو الشيباني، والأَصمعي، وأبي عبيدة، ومن خلفوهم من جلة العلماء والرواة والمصنفين. وربما يصل أحياناً إلى الرواة الأعراب من أبناء القبيلة، ولكنه مع ذلك لا يورد للشاعر قصيدة كاملة، بسبب ميله إلى الإيجاز، وحرصه على تقديم الأحسن[21].
وأبو الفرج راوية ثقة، وله ذوق عالم ناقد بصير. ومن هنا، كان حريصاً على فحص مادته وتمحيصها، محتاطاً إزاء رواته أشد الحيطة، فمن عرف بكذبه نبّه عليه وردَّ روايته. وكان إذا شك في أبيات للشاعر يقوم بعرضها على ديوانه، مبالغة منه في الدقة والتحري. وحرص على إثبات ما تعدد من روايات للخبر الواحد.
وقد ترجم في الأغاني لنيف وثلاثين شاعراً وشاعرة من شعراء الصراع، أثبت لبعضهم أكثر من نص واحد، وانفرد أحياناً برواية شعر لهم لم نجده عند كثيرين ممن سبقوه[22] كما أرخ لبعض الغزوات – كغزوتي: بدر وأحد – واورد بعض الأشعار التي قيلت فيهما.
أما كتاب ((معجم الشعراء)) فهو من المختصرات التي عنيت بالترجمة للشعراء الجاهليين والإسلاميين مرتبة حسب حروف المعجم. وقد حمل لنا ترجمة مختصرة لستة وثلاثين شاعراً من شعراء الصراع ،أورد لكثيرين منهم أبياتاً قليلة، واكتفى بذكر بعضهم دون أن يثبت لهم شعراً[23]. وتبرز قيمة الكتاب في أنه أمدّنا بشعر لم نجده في السيرة[24].

كتب النقد
وكتب النقد التي أفدنا منها: كتاب ((نقد الشعر)) لأبي الفرج قدامة بن جعفر البغدادي (ت:337هـ)، وكتاب ((الصناعتين)) لأبي هلال الحسن بن عبد الله بن سهل العسكري (ت:395هـ)، وكتاب ((العمدة)) لأبي علي الحسن بن رشيق القيرواني (ت:463هـ). فقد عرض كل منها لذكر شعر الفترة، ولكن ذلك لم يكن يتعدى البيت الواحد أو البيتين يوردها المؤلف في مجال النقد والموازنة. وقلَّ أن نجد أحد هذه الكتب يعمد إلى إثبات النص كاملاً[25].
والعمدة أكثر هذه الكتب احتفالاً بفترة الصراع، فقد صدَّره مؤلفه بالحديث عن موقف الإسلام من الشعر والشعراء، ونثر فيه بضعة عشر نصاً لبعض شعراء فترة الصراع، ومعظمها مبتسرة من قصائد أو مقطوعات.
وكنا نظن أن المصادر الأدبية ستكفينا مؤونة البحث والاستقصاء، باعتبارها معنية – كما يدل اسمها – برصد الشعر، ودراسة الشعراء، ولكن تبين لنا – بعد البحث والتحري – أن عنايتها منصبة على شعر البارزين من الشعراء، وقد دفعتنا قلة ما فيها من شعر الصراع، وتكرار هذا الشعر في أكثرها إلى البحث عن مصادر أخرى تكون أكثر عناءً.

الصفحات