أنت هنا

قراءة كتاب أوراق الياسمين

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أوراق الياسمين

أوراق الياسمين

كتاب " أوراق الياسمين " ، تأليف ابتسام مصطفى حسن رمضان ، والذي صدر عن دار الجنان للنشر والتوزيع ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 6

قال علي بشوق:انا بخيرومشتاق لرؤيتك كثيرا .قالت سعاد:انتظر حضورك لاعانق ايام عمري التي مضت ولم اراك بها .قال علي لوالدته مطمئنا اياها:ساحضر بعد اربعة ايام وسابقى بجانبك طويلا ولن افارقك.سالته سعاد بصوت لا يخلو من الشك:هل ستعيش هنا طويلا ؟اجابها علي:سافتتح عيادتي واعيش قريبا منك للابد.وكانت سعاد مسرورة بهذا الخبرالذي انتظرته منذ ان غادر ابنها وذهب للدراسة بعيدا عنها.قالت سعاد:سانتظر عودتك بفارغ الصبر لتكتمل فرحتي بوجودك بقربي.قال لها علي :اتمنى ان اعيش كل عمري بجانبك عمت مساءآقالت سعاد:سانتظر عودتك عمت مساءآ.اقفلت سعاد سماعة الهاتف وكانت طيور السعادة ترفرف على قلبها الذي امتلا بحب اغلى ابنائها على قلبها والذي مضى وقت طويل ولم تراه.

افاقت اميرة من نومها باكرا وكان النشاط يملا جسدها ,وارتدت ثيابها وجلست تنتظر صديقتها, وصلت سعاد لمنزل اميرة وجلست مع صديقتها تحتسي القهوة شعرت اميرة ان سعاد كانت مفعمة بالسعادة فسالتها عن سر سعادتها ,فاخبرتها ان ابنها علي سيحضر لزيارتها ليعيش بقربها طويلا وانه سيفتتح عيادته هنا , سرت اميرة لفرحة صديقتها التي ملات قلبها توجهت اميرة مع سعادللسوق لشراء الملابس وبعض المستحضرات ثم ذهبت معها للصالون الذي اعتادت سعاد ان تزوره ,بدات المصففة بوضع لمساتها على اميرة والتي ستزيد من جمالها , امضت اميرة ساعات طويلة برفقة المصففة وعندما نظرت بصورتها على المراة سرت كثيرا بالتغيير وبشكلها الجديدالذي زاد من ثقتها بنفسها ومن رؤيتها للحياة عانقت اميرة سعاد لانها ساعدتها على ان تخرج من حالة بقيت تسيطر عليها طويلا ولم تستطيع الخروج منها لولا مساعدة سعاد لها عادت اميرة لمنزلها ووضعت الثياب الجديدة بخزانتها واغلقتها وكانها تغلق بذلك ذكريات وايام مضت من عمرها لم تذوق طعم السعادة بحياتها.

بعدما امضى سمير ليلته وهو يقلب بذكرياته الايام والسنوات الماضية افاق من نومه وهويشعر بتعب وارهاق بجسده بقي سمير بسريره ولم يكن لديه رغبة بالنهوض بقي يفكر بحياته وبالايام التي مضت وهو يدعي السعادة وانه يعيش حياة هانئة مع امراة تحاكي عقله وكيانه وتسكن فكره فغاب عن حياته الجانب العاطفي وكلمات تداعب عقله وتجعله يشعربقيمته بقلب دينا ,افاق من نومه ووقف على المراة ووضع يده على الشيب الذي ملا راسه ,اخرج سمير من خزانته صوره ايام الشباب عندما كانت الفتيات تتهافت عليه املا بان يحظين بحبه ,لقد بدات مسؤؤليات الحياة المتكررة تلقي بظلالها على حياته ومع الوقت سيطر شعور الملل على حياته ,فبدا يبتعد عن دينا واصبح يحب الخروج من المنزل,فسبب ذلك الفتوربعلاقته بزوجته ,اراد سمير التجديد بمظهره فاشترى ملابس جديدة وصبغ شعره بلون اسود وشعر ان ذلك سيحسن من حياته ,وسيخرجه من حالته التي سيطرت عليه ,ولكن لم يدوم الحال طويلا فعاد سمير لحالة الملل التي كانت تجتاحه ,بدا سميريبحث عن الجانب العاطفي الذي ضاع من ايام عمره وعن لحظات الرومانسية التي كان يفتقدها لتضئ حياته ومشاعره باحاسيس تشعره باهميته بالحياة ,فايقن انه فقد الكثيروان الحياة قد اسدلت ستائر الظلام على دنياه وكان الالم يمزق قلبه على رحيل سلمى عنه .

فالمراة عندما يتوارى اهتمامها بمظهرها عن الانظار وتصبح ثيابها حبيسة الخزانة وتعيش حياة روتينية تصاب العلاقة بفتور المشاعر وببرود العواطف حينها يشعر الرجل بالفراغ العاطفي فيبدا بتعويض النقص و بالبحث عن امراة اخرى تعيد له بهجة حياته وتشعره باهميته على المستوى العاطفي والحسي وتعوض الكبت العاطفي لديه ,فالتوترات والضغوطات اليومية التي يمر بها الرجل تجعله يدخل بدائرة مغلقة فيصبح بحاجة لدعم معنوي ورغبة بكسر الروتين بالحياة وبحرمان الايام وجفاء الليالي بعد ان تصبح احلامه بالحياة كالسراب حينها يشعر انه اصبح بحاجة الى امراة تعيد لحياته الترتيب فعدم وجود امراة تحاكي عقله وكيانه تجعله يعيش حالة مراهقة متاخرة ,لم تكن دينا تملك بيدها زمام الامور باعادة تشغيل طاحونة الزمن للوراء فلم تستطيع ان تستوحي من شخصية سمير الالهام باعادة التجديد للحياة وكسر الروتين والملل,وبلادة الزمن فسيطر على حياته شعور الملل,فلم تستطيع ان تحلق بحدائق عقله وفكره وتمشي بدروب قلبه .لانها لو ملكت ذلك لجعلته ينسى صورة سلمى من عقله وملكت هي فكره وكيانه ولجعلته يشعر انه يملك بها نساء العالم.,جلس سمير بمنزله الذي يحتوي كابة احلامه واوهامه بان يعيش حياة استقرار عاطفي,لم تكن دينا تشعر بالارتياح لذلك التغيير الذي طرا على سمير الذي كان يمضي معظم وقته خارج المنزل محاولة منه الهروب من واقعه الاليم الذي كان يسيطر على حياته,اعتقد سمير انه بتغييرهندامه سيغير لو جزءآ بسيطآمن الكابة التي كان يشعر بها, ومضت الايام والشهور ولم يفلح سمير بتغيير لو جزء بسيط من حياته او حتى كسر الروتين الذي يعيشه وكأن مشاعره اصبحت تغرق في بحر الشوق وجنون الليل فظن قلبه ان له من الحظ الاوفر بقي ينتظر من يعصف بهدوء بصحراء قلبه الجاف , وبقصور احلامه التي ’هدمت وتبعثرت فوق امواج الزمن فالمراة التي لم تستطع احتواء قلب زوجها بين اجفان حلمه ,وتوارى قلبها عنه كالليل الذي يطفئ قناديل القمر فيضيع النور ولن تشرق حياته ويبقى يشعر انه يعيش الحياة بين مدها وجزره لانها لم تعزف ايقونة الحب على قلب مزقه الحرمان والجفاف.فالحياة بكل تناقضاتها من الم وفرح وقبول ورفض وحتى ضغوطاتها النفسية والمادية والاجتماعية تجعل الرجل بحاجة ماسة للاحتواء العاطفي واهتمام زوجته به,فالمراة عندما تفهم طبيعة وعقلية زوجها وتعرف كيف توقظ الحب بداخله وتشعره باهميته بحياتها تكون جديرة بلقب امراة بكل مقاييس الانوثة وما تحمل هذه الكلمة من احساس وشعور مرهف ورقة وحنان ,فانشغال سمير بالعمل والمسؤليات المتراكمة جعلته يشعر بالاحباط وعدم الرضا عن حياته وكأن سنواته قد تسربت من يده كالسراب فطالت معه سنوات الانتظار ,مضت ايامه وهو يحاول ان يلملم شتاته وسنوات عمره التي مضت من يده وعاشها بدون هدف ,فسكنت حرمان الايام بقلبه وجفاء الليالي وضاعت منه فرحة الغد والاحلام التي ينوي تحقيقها ,وحاول مرارا الخروج من الحالة التي يعيش بها الا انه لم يجد منفذا للخروج من تلك الدوامة وما زاد من مشاعر الغربة بحياته اتمامه عقده الرابع ومن داخله اصبح يشعر انه لم يحقق رغبته بالحياة بقي ينشغل بالعمل ليستطيع ان ينسى الحياة التي يعيشها في منزله فانعكس ذلك على حياته مع دينا والتي ابتعدت عنه اكثر من قبل.

لقد عاد علي من سفره وذهبت سعاد مع عائلتها لاستقباله ,وصلت سعاد المطار وحطت الطائرة ادراجها وبدا الركاب ينزلون ,وكانت تنظر اليهم وتبحث عن طيف علي بينهم وامتلا المطار بالامهات اللواتي ينتظرن اولادهن بشوق ولهفة , ثم رات سعاد ابنها من بعيد فلوحت له بيدها وما ان اصبح قريبا منها حتى ضمته الى قلبها بشوق له و عانق علي والدته التي غابت عنه طوال الوقت ,وكانت ريما ودينا يشعرن بالفرحة لوجود اخاهم بحياتهم من جديد,عاد وجيه من عمله وعندما راى ابنه في المنزل عانقه بحب وشوق لرؤياه,وكانت تربطه علاقة صداقة بابنه الذي كان متفوقا بدراسته, وجلست دينا بجانب علي واخبرته عن اشواقها اليه , ونظر الى عينيها فشعر بحزنها ,وما تعانيه من ضيق كان يزيد من حياتها سوء,فلم تشا ان تخبره عما تقاسيه بحياتها من اوجاع , وحضر سمير الى منزل سعاد لتناول طعم الغداء وكان مسرورا بحضور علي , واجتمعت العائلة على طعام الغذاء وكانت اجواء عائلية افتقد لها علي بغربته رغم ان دينا كانت تتظاهر بالفرح الا ان سعاد لاحظت ان العلاقة بينهما متوترة , ولم تشا دينا ان تخبر والدتها عما كانت تعاني منه بحياتها , وضع علي حقائبه في غرفته , وكان يشعر بالحنين لتلك الايام التي قضاها مع عائلته ولرائحة والدته ولحنانها الذي كان يستفقده طوال بعدها عنه , وافتخرت سعاد بابنها الذي اصبح طبيبآ وحقق لها الحلم الذي كبر باعماقها منذ كان علي طالبآ مجتهدآ فهي اليوم تحصد ثمرة نجاحه بحياته .

الصفحات