كتاب " أوراق الياسمين " ، تأليف ابتسام مصطفى حسن رمضان ، والذي صدر عن دار الجنان للنشر والتوزيع ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :
أنت هنا
قراءة كتاب أوراق الياسمين
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
أوراق الياسمين
بدأت اميرة تقبل على الحياة بروح جديدة , وكان وجود المتجر يخرجها من عزلتها وحرمانها الذي سيطر على حياتها , وشعرت بالتغيير بنظرتها للحياة , فلم تعد تركز على نقاط لم تعد بامكانها تغييرها, وتمنت ان تعيش حياة مختلفة عما عاشته بعمرها الذي مضى .
حضرت الموظفة شيرين الى مكتب سمير, وكان سمير يشعر بالاعجاب نحوها ظنا منه ان علاقاته العابرة ستخرجه من الوحدة والروتين الذي يشعر به , خرج سمير معها بوقت الاستراحة ولكن محاولته بالهروب من واقعه قد باءت بالفشل , وكانه يدور حول دائرة مغلقة, وادرك انه بحاجة ليعيش تجربة جديدة تخرجه من حرمانه وشعوره بالفشل بزواجه , الا ان العلاقات العابرة لم تشبع لديه الرغبة بالاستقرار والنهوض بحياته من جديد , وذهب سمير الى منزل والدته للاطمئنان عليها , وبث اليها شكواه وما يشعر بحياته وكأن احلامه اصبحت حائرة الادراك , واخبر والدته انه ما زال يفكر بسلمى وانها ما زالت تملك عقله ولم تكن تعلم ان السنوات التي مضت من عمره لم تجعله ينسى المراة التي ملكت كيانه وعقله.
جلست سعاد بغرفتها , وكانت تستذكر ايام عمرها التي امطر بها وجيه حبآوسعادة , عندما عانق شوقه قلبها واسقى الحب ما تصحر من قلبها فزادها سعادة ورغبة بلقاءه , وارتدت سعاد فستانها الازرق الذي زاد من اناقتها واخرجت زجاجة العطرالتي تطاير رذاذها على جسدها , دق جرس الباب , وذهبت سعاد لتجيب الطارق ,لقد حضر وجيه وهو يحمل بيده هدية ليحتفل مع سعاد بعيد زواجهم , وعندما راها وجيهاضمها الى قلبه وعانقها بحنانه وكانها الدنيا يضمها الى صدره وقدم وجيه لها هديته وقال لها :يا روحا تلاقت مع روحي ويا ملاكا وهبتها عمري انت قمرا غير ترتيب قلبي ,ويا ربيع العمر يا ملاكا وهبته عمري واخبرها عن اشواقه لها وما يملك بقلبه من شوق وحب لها ,طوقت سعاد عنقه وقالت له بحب:انت كتلة مشاعر قوية ملات قلبي بحنانك وحرارة انفاس حائرة الشوق وهبتك تفكيري واحساسي وتبادلت معك دفء الكلمات .
قال لها وجيه: انت تعانق كلمات الشوق وجنون الانتظار , وفرحة الغد وعبير الحياة , وضمها بلهفته وقدم لها زجاجة العطر التي اضافت بهجة على قلبها ودعاها وجيه لتناول طعام العشاء خارج المنزل وكان عشاء رومنسي ضم قلوبهم المشتاقة الى اللقاء, وشعر وجيه من داخله انه محلق بسماء الحياة , وان طيور العشق كانت تحلق بحياتهم , وعندما عاد وجيه الى المنزل برفقة زوجته , أشعلت سعاد شموع الحب بقلبه ووجد صندوق موضوع على سريره ومكتوب عليه عبارات رقيقة تعبر عن حبها اليه , وفتح وجيه الصندوق المزين بالورود واخرج منه هديته وكان مسرورا ان سعاد ما زالت تحبه لهذه اللحظة , وانه ما زال يملك مكانا بقلبها , وكان يشعر بالامتنان للاقدار التي وضعت سعاد بدربه التي ملات حياته بالحب وبالحنان فهي زوجة مثالية احتوته بحبها الذي تكنه بصدرها , وابحرت بسفينة حياته الذي كان يغرق بامواج حبها بين مده وجزره , فجعلته يحتار بها ويغرق بمرساة عينها , فكانت امراة تحمل بثنايا شخصها موهبة القدرة على التجديد وملا فجوة الفراغ العاطفي بحياته , وتسطيع ان تبحر في سفينة الحياة بين امواج حبها فاعادت ايقونة الحياة للوراء وملكت قلبه فأنارت له ليالي العمر .
فالمراة التي تستطيع ان تكسر الروتين بحياة زوجها , وتملا فجوة الفراغ العاطفي لديه وتشعره بالسعادة فيبدا معها رحلة العشق , فوق امواج الحياة وتستطيع ان تعيد ترتيب قلب زوجها , وتنور له ليالي العمر وتسقي زهور عمره ستكسب قلب زوجها وتشعره بالسعادة , فيبدا معها رحلة العشق فوق امواج البحار وهدوء الرمال بجنون لا يقاوم ,فتحرق شوقها لتنير دروبه وتعطي للحياة قيمة فتسكن معه القمر وتحمله لعالم الخيال , وتسرح معه فتسقيه الحب باحساس ارق من النسيم بجنون لا يقاوم , عندها ستملك مشاعره فتجده ينقاد لها ولا يستطيع مقاومة عشقها , فيهبها احساسه ومشاعره وقلبه , كلما فكر بالبعد عنها يجد نفسه غارقا في بحار هواها هائما على شاطئ عشقها بين مده وجزره.....
بقي سعيد مشغول بريما وشعر باهميتها بحياته , ود ان يخبر سمير بما يشعر الا انه قد تغيب عن عمله وبقي سعيد ينتظر عودته, افاق سمير من نومه وكان يشعر بألم كبير ولم يستطيع النهوض من فراشه ثم نقلته دينا الى المستشفى القريب منهم , وكانت دينا تشعر بالقلق على زوجها وتمنت له الشفاء , وقرر له الاطباء اجراء عملية جراحية لاستئصال الزائدة من جسده ,وحضرت ريما ووالدتها للمستشفى ورافقهم علي الذي ذهب لاحضار والدة سمير الى المستشفى لتكون قريبة من ابنها الذي يرقد على سرير المرض رغم توتر العلاقة بين دينا وزوجها الا انها كانت قلقة عليه وتمنت له الشفاء وان تعود العلاقة بينهما لما كانت عليه خرج الطبيب من غرفة العمليات وطمأنهم على صحة سمير وانه سيكون بخيروعندما افاق سمير وجد الكل يحيطونه ويجلسون بجانبه للاطمئنان على صحته وكان ذلك يجعله ينسى الامه حضر الطبيب لغرفته للاطمئنان على صحته و جلست والدته بجانبه لتخفف جراحه وتشعره انها معه ,وشكرت الله لانها مازالت تراه وتشتم رائحة الحياة منه ,اخبرهم الطبيب بضرورة الخروج من غرفة المريض لكي ينام بدا سمير يستعيد وعيه تدريجيا حضرت الممرضة الى غرفته لتقيس حرارته ولكن عندما راها شعر بالسعادة لانه التقى بسلمى تلك الفتاة التي بقيت صورتها بذهنه طويلا,والتي احبها طويلا لقد حان موعد ذهاب سلمى الى المنزل ولكن عندما علمت بوجود سمير بالمستشفى بقيت بجانبه لتداوي جراحه التي المته وكانت من داخلها تتمنى ان تبقى معه طوال العمر لتراه وتكون قريبة منه لتعيد ذكرياتها معه,شعر سمير بالارتياح ونسي كل الامه مد لها يداه ليصافحها ومن داخله شعر انه يصافح الدنيا التي بدات تداوي جراحه وان يطبع قبلة محبة لتختصر المسافات التي كانت تحول بينهم وتتحداها رغم كل الظروف ورغم بعده عن حياتها ليداوي جراح اثقلت قلبه ,ولكن لم يكن بوسعه سوى ان يضئ شمعة مشرقة تختصر المسافات .كانت عينيها التي تطل على عقل وتسكن كيان سمير تعيد ذكريات الايام التي مضت ,شعر سمير بالراحة عندما راها بجانبه بثوبها الابيض الذي يشعره بالراحة ,وكانها شمعة مشرقة تبدد همومه والتي تزيد حياته شقاء ,من داخلها شعرت سلمى بالاسى عندما رات سمير مرة اخرى وكانه عاد بها لايام مضت ولم تعيش بها لحظات قرب وقالت له بصوت لا يخلو من الحرقة:كلما عدت لشريط ذكرياتي معك افتح عيني فاجدك بعيدا عني فابحث عنك بين ثنايا ذاتي التي سكنت انت بها فاجدك موجودا معي بعروقي ودمي وكل تفاصيل حياتي .قال لها سميربصوت امتلا بالحرقة :في قلبي انحفرت لك صورة وعلى صدري ضممتك وعلى ذاكرتي لازلت تسكني ,بقايا كلماتك لا زلت اذكرها وصورتك لا زالت تعلق بذهني فاصبحت هواءآ أتنفسه ودما يسكن باعماقي .اجابت هي بصوت خافت يمتلا بالاسى :لقد بكيت عند فراقك بحسرة وملأت دموعي قلبي الذي انفطر على رحيلك الا ان دخول الطبيب المفاجئ قطع عليهم حديثهم وطلب الطبيب من سلمى ان تعطيه نتيجة فحص الحرارة والضغط ولاحظ الطبيب الانسجام بينهما ,وكان ينظر للفحوصات وطمان سمير انه سيصبح على ما يرام خرجت سلمى من الغرفة ولكن بقيت تستذكر ما دار بينها وبين سمير من احاديث جعلتها تعيد ايام تحب ان تستذكرها .ارادت ان تعانقه الى قلبها وتضمه الى صدرها بحنانها الذي تكنه له بصدرها لتطفئ فتيل الشوق بقلبها الذي سكن سمير بين ثناياه ,حاول سمير النوم مجددا وخرج الطبيب ليطمان زوجته ووالدته على صحة سمير وانه سيكون على ما يرام وسيخرج من المستشفى بعد ايام ,وعندما افاق سمير بالمساء وجد والدته بجانبه تنتظر ان تطمان عليه قبل ان تغادر المستشفى وكذلك زوجته وصديقه سعيد الذي حضر للاطمئنان عليه وشعر بحب الناس له وباهميته التي لم تستطيع دينا ان تشعره بها ,اخبره سعيد انه سيهتم بامور العمل وانه سيسلم المشروع الجديد بدلا منه ,شكره سمير على حضوره فتمنى له سعيد الشفاء وان يعود للعمل قريبا وخرج من غرفته ,فوجد ريما تجلس مع احمد بغرفة الانتظار مد سعيد يده ل ريما مصافحا اياها بشوق ولهفة لرؤيتها وكانت نظراتهما تلتقيان معا فتشعل بقلب كل منهما نيران الحب وكانت عيناه تخبرانها عن اللهفة التي ملات قلبه منذ التقى بها اول مرة قال لها سعيد :كلما هب نسيم الشوق على قلبي الذي امتلا بحنانك اشعر بالشوق اليك ,لامراة اعطت لحياتي معاني لن تكون موجودة لولاك فغيرتي ترتيب حياتي ,فانت النور الذي ارى به .