أنت هنا

قراءة كتاب أوراق الياسمين

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أوراق الياسمين

أوراق الياسمين

كتاب " أوراق الياسمين " ، تأليف ابتسام مصطفى حسن رمضان ، والذي صدر عن دار الجنان للنشر والتوزيع ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 9

شعرت اميرة بالحيرة وكانت تحتاج لمن يشاركها التفكير,ارتدت اميرة ثيابها وذهبت الى صديقتها جلنار التقت اميرة بجارتها فالقت عليها التحية ومضت بطريقها مسرعة وكانت تمشي بالشارع بخطى متثاقلة وقفت اميرة تنتظر سيلرة اجرة تنقلها الى بيت صديقتها لم تنتظر اميرة كثيرا الا ان حضرت السيارة فتحت اميرة الباب واشارت للسائق بالمضي بطريقه وعندما وصلت اميرة اشارت للسائق بالوقوف واعطته النقود ومضت اميرة الى منزل صديقتها جلنار طرقت اميرة الجرس ,حضر يوسف ليجيب الطارق ودعاها للجلوس الا ان تاتي والدته ,وعندما علمت جلنار بوجود اميرة اتت مسرعة لتراها وكانت علامات الحيرة تملا وجهها سالتها جلنار عن سر هذه النظرات بعينها وعن الشخص الذي دق باب قلبها فايقظ دقاته من رخائها فاشعل بسكون احلامها الشوق والارق, قالت اميرة :لقد قرات كل افكاري دون ان اتكلم .قالت جلنار:كل العيون قد يزورها الحب وقد تلمع ببريق العشق فتتلوى بعبارات الشوق والعذاب النابع من كاس المرار والبعد .اجابت اميرة :فما اقبح السكون وما اجمل الحركةبعدما دق باب الحب على بابي مرة اخرى قالت جلنار:افتحي قلبك وعقلك للحياة فهي تستحق المجازفة.قالت اميرة:اشعر بالخوف من خوض تجربة اخرى بعدما امضيت عمري وحيدة اخاف ان تاخذ مني الحياة فرحتي كما فعلت سابقا .قالت لها جلنار :لا تفكري بالماضي ودعي الحياة تفعل ما تشاء فنحن لا نستطيع اعادة الزمن للوراء لكننا لا نملك الا انفسنا ,قالت لها اميرة:يريد خلدون ان يرتبط بي وان يكمل حياته معي وهو ينتظر ردي قالت جلنار:لست وحدك من يشكو غدر الايام ولست وحدك من فقد الاحبة فالحياة مليئة بالحب افتحي لها ذراعك فالله سيعوضك عما فقدتيه اقلبي صفحة الماضي ولا تفكري بها ودعي الايام تفعل ما تشاء فالله معنا ويد الاقدار فوق كل شئ فكان كلامها قد خفف عنها من مشاعر التوتر وتخفف من مصابها وجعلت اميرة تقلب صفحة الماضي وتنسى مصابها بالحياة التي اخذت منها للحظات تمنت ان تعيشها بالقرب من احلامها وطموحاتها غادرت اميرة منزل صديقتها ومضت بطريقها وهي تشعر بالراحة ...

بدا سمير يتحسن يوما بعد يوم ,وعاد الى عمله وهو يخفي جراحه بقلبه جلس سعيد بجانبه وكان مسرورا بعودة صديقه للعمل بعدما غاب عنه طويلا وكان يخبره عن سير العمل وعن المشروع الجديد الذي سلمه بدلا منه فشكره سمير على ما قدم له من مساعدة ودعم للعمل بغيابه ,كان سعيد يشعر انه من واجبه ان يقف مع صديقه الذي يعتبره اخ له,انتظر سمير ان ينتهي عمله ليذهب للمستشفى ليطمان على سلمى التي بقي طيفها يزوره طوال جلوسه بالمكتب ,وعندما وصل سمير للمستشفى التقى بسلمى التي بدت كانها غارقة بين امواج الحياة وهائمة بين مدها وجزرها فلم تعد تميز بين الخير والشر ,الصدق والكذب فكم هي المرات التي اختلط عليها الشعور بالامان والخوف الحب والكره ,شعر سمير انه بحاجة لضمها وعناقها الى صدرها وعندما را ته احست انها معه بعالم اخر كله شوق وحب فهي لم تعرف للحب معنى ولا للحياة قيمة ,من قبله فكلمات العشق كلها لا تصف حبها له قال لها سميربشوق ولهفة :انت كتلة عواطف حساسة ومشاعر قوية وانت تعانق كلمات الاشتياق معا ,وانت حرارة انفاس شتتها البعد والغربة وهبت لك تفكيري واحساسي وتبادلت معك دفء الكلمات ...يا روحا عانقت روحي ويا ملاكا انتظرته ليلامس بحرا صافيا من الشوق انت جنون الانتظار وفرحة الغد وعبير الحياة .فقالت له سلمى:ضممتك حتى قلت قد انطفات نيراني .فلم تهدا نفسي فازداد لهيبي بحبك لي بدات حياتي .احبك ولتشهد الدنيا كلها على حبي لك ,لقد فقدتك مرة رغما عني قال لها سمير:سايقى بجانبك ولن تفرقنا الاقدار وساضئ بحبي حياتي وما زلت تسكني قلبي وكياني .اصبحت انقاد الى عشقك دون وعي مني او ارادة مسلوب بحبك وعشقك فلا توجد بحبك اي استراحة .

وكانت سلمى بعد طلاقها من زوجها تحتاج لان تعيد ترتيب اوراقها وان تعيد ترتيب حياتها وتلملم اوراق قلبها المبعثرة من جديد بعد ان استطاعت ان تسدل الستار عن حياة الالم وتنير شموع عمرها الذي اطفاها الدمع ,فقد عاد لها الامل ليجلي عتمة حياتها بالحياة ,وشعرت بالفرح يغمر قلبها ويملؤه بالحياة التي غابت عنها طويلا ,كزرع شرب من قطرات المطر المتراقص ليلا ,فاينع واخضر ,فجعلها وجود سمير معها ان تجمع احلامها التي لم تكتمل بعد, اخبرها سمير انه ما زال يحبها وانها ما زالت بنظره تلك المراة التي ملكت عقله وكيانه ,اما هي من داخلها فكانت تشعر انها تحبه بكل كيانها وما تحمل هذه الكلمة من احاسيس ومشاعر مرهفة سيطرت على كيانه وملكته طويلا,مضى سمير بطريقه وهو يحمل بداخله جرعة من حنانها وشوقها الذي كان يحفزه للحياة من جديد ,وكانت بنظره اجمل امراة بحياته ,شعر باهميتها بحياته وبوجوده عندما كان يمر بمرحلة المراهقة المتاخرة فاصبح بحاجة للحب والحنان فلم تستطيع دينا احتواءه عاطفيا فغاب عن حياته لحظات القرب التي تمناها وضرورة التجديد بحياته ,اطمان الطبيب على جرحه وعاد الى منزله الذي خلا من كل مظاهر الحياة ارادت دينا الخروج من حياة سمير والبعد عن حياته وقررت الرحيل من حياته ,وان تحطم بقلبها وتجعله حطاما وعيدانا مكسورة لن تعود اليه وستحاول ان تنسى ذكريات حياتها مع سمير الذي كان يحاول جاهدا ان ينسى حبه القديم .جلست دينا بمنزل والدها تبكي وتستذكر ايام عمرها التي تسربت من بين يدها كالاحلام الوهمية ,ذهب سمير الى منزل سعاد للاطمئنان على دينا ,كانت دينا تجلس بغرفتها وتبكي بحرقة للايام التي تسربت من يدها كالسراب ,جلس سمير ينتظر خروج دينا الا انها لم تشا مقابلته بعدما جف معه حبرها ,وتبعثرت اشواقها فوق سراب الوهم جلست دينا حزينة بغرفتها بجانب حقيبتها وبقايا ذكريات تجعلها تشعر ان حبرها قد جف وتبعثرت اشواقها واحلامها بان تعيش حياة هانئة الى ان ذلك كان مجرد اوهام لن تتحقق ما دامت تعيش مع سمير وكانت متعبة من ذرف الدموع وبناء قصور الوهم سرعان ما هدمتها رياح الغدر وكانت تعيش حالة فراغ عاطفي كبير بقي يسيطر على احاسيسها ومشاعرها التي ضاعت بالحياة .جلس سمير الى غرفتها ودام صمت طويل بينهما الا ان قطعت دينا ذلك السكون الذي خيم على الاجواء كما خيم على حياتهما وطلبت منه الطلاق وقف سمير امام دينا وطلب منها ان تنسى الماضي وتبدا معه صفحة جديدة وتحاول ان تحتويه وتتفهم الحالة التي تسيطر عليها الا ان دينا كانت تعلم ان قلبه معلق بغيرها وانها لن تستطيع ان تحل مكانها مهما فعلت .وكانت تبكي والدموع تبلل وجنتيها بالم السنين الذي طال حياتها بحرقة الايام التي مضت من عمرها وقف سمير امامها وكان الدم توقف بعروقه فلم يكن يشعر اتجاه دينا بمشاعر كما حدث اول زواجهما وكان يعلم ان هذا نتيجة تراكم السنين على قلبه فاصبح يعيش بحالة فراغ حسي وعاطفي وكأن حياته اصبحت لعبة بين يدي الاقدار تحركه تارة وتتركه تارة ,اخبرته دينا والدموع تملا احداقها انها لم تعد تشعر بالسعادة بحياتها معه وانها بذلت ما بوسعها لارضاءه الا انها لم تعد تشعر من داخلها برغبة بان تكمل معه حياتها ,طلقها سمير وكانه يريد ان يطوي حياته معها ويبتعد عنها وكن احلامه اصبحت ترقد بزاوية حياته وكانها حائرة الادراك لا تدري اين ستجد ممرا لتنفذ منه .خرج سمير من منزل دينا واغلق الباب وراءه وكانه اغلق معها كل الذكريات والحياة المملة التي عاش بها طويلا اما هي فكانت تبكي بحرقة وعندما راى ابنها دموعها شعر بالخوف عليها وحاولت سعاد احتواءها بحنانها وشعرت دينا من داخلها انها فقدت شئ عزيز عليها وتمنت ان تعود اليه .فالعلاقات الاسرية هي اسمى علاقة انسانية واساس بنيانها المودة والرحمة والتي يجب ان يسودهالاحترام المتبادل ولكن عندما يشعر احد الطرفان انه يعيش بدائرة مغلقة لا يشاركه الطرف الاخر اي حوار او انسجام يشغر بالفراغ العاطفي فيبدا بالبحث عن الاهتمام والحب بحياته وقد يلجا للعلاقات العابرة لملا فجوة الفراغ العاطفي لديه وقد ينشغل بالعمل لتعويض النقص بحياته فهذا الفراغ يخلق حالة فوضى بحياته وجفاء بين الزوجين وينحدر بالعلاقة الاسرية الى الهاوية ويفكك دعائم وروابط الاسرة فعند شعور احدى الزوجين بهذا الفراغ والكبت لا يجد الامان والحب مع الطرف الاخر فيبدا بالبحث خارج اسوار العلاقة الزوجية ليعوض النقص الموجود لديه مع روتين الحياة والضغوطات الاقتصادية والانفتاح الاعلامي المرئي والمسموع الذي بدا يغزو افكارنا فاصبحت العلاقة هشة ,وعند انشغال الزوجة بالعمل وتصبح ثيابها حبيسة الخزانة مع وقوع الزوج بالمراهقة المتاخرة وكل ذلك يخلق بداخله حب المغامرة بالعلاقات النسائية ليثبت لنفسه انه مرغوب على الصعيد الحسي والمعنوي.

الصفحات