كتاب " مقدمة في اقتصاديات البيئة " ، تأليف د.
أنت هنا
قراءة كتاب مقدمة في اقتصاديات البيئة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
المبحث الأول : مفهوم البيئة والاقتصاد البيئي والنظم البيئية
أولا: مفهوم البيئة
البيئة في اللغة العربية مشتقة من (بوأ) وهي مرادفة للمنزل والموطن، قال الله تعالى ﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُ والدَّارَ وَالإِيمَانَ... ﴾ (الحشر:9)، أي اتخذوا من المدينة المنورة بيئةً لهم وداراً(2)، ويراد بها أيضاً المحيط، فيقال مثلاً الإنسان ابن بيئته الاجتماعية وهكذا(3)، ويتطابق هذا التعريف العربي مع أصل كلمة البيئة في اللغة الإنجليزية ((Ecology، والمشتقة من الكلمة اليونانية (Oikos)، وتعني البيت أو المنزل و كلمة (Logos) وتعني علم(4)، وقد صيغت بواسطة العالم الألماني أرنست هيكل ((Ernst Haeckel للدلالة على العلم الذي يتناول العلاقة بين الكائنات الحية وبيئتها(5)، أما المعنى الاصطلاحي فقد واجه صعوبات جمة تبعاً لتعدد المفاهيم، ولكن في الاجتماع الذي خصص للتربية البيئية في بلجراد عام 1975م، عرّف الخبراء البيئة على أنها "العلاقات الأساسية القائمة بين العالم الطبيعي الفيزيائي وبين العالم الاجتماعي السياسي الذي هو من صنع الإنسان"(6). فالبيئة إذاً وفقاً لهذا التعريف تنقسم إلى: بيئة طبيعية، وبيئة بشرية أو حضارية، الأولى هي الوسط الذي يعيش فيه الإنسان، وتشمل المكونات الحية من نبات وحيوان، ذات الخصائص المختلفة تبعاً لتنوع المكونات غير الحية، والتي تشمل المناخ ومظاهر سطح الأرض، وتشكل هذه المكونات بنوعيها الحية وغير الحية وحدة مترابطة على هيئة منظومة بيئية (انظر شكل 1)(7)، أما البيئة البشرية أو الحضارية فهي من صنع الإنسان، نتيجة تفاعله مع مكونات بيئته(8)، وهي في الأصل بيئة طبيعية، ولكن الإنسان سعى إلى تطويعها من أجل تحقيق مصالحه، الأمر الذي أدى إلى حدوث خلل في توازنها الطبيعي(9).