كتاب " مقدمة في اقتصاديات البيئة " ، تأليف د.
أنت هنا
قراءة كتاب مقدمة في اقتصاديات البيئة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
ثالثا: مفهوم النظم البيئية
يقصد بالنظم البيئية مجموعات ذات أنظمة متداخلة في إطار البيئة الطبيعية التي يعيشون فيها. وهي ليست مجرد تجمعات للأنواع (Species) بل إنها أنظمة تتكون من مادة عضوية وغير عضوية وقوى طبيعية تتفاعل وتتغير. وهذه الأنظمة متداخلة بشكل معقد من خلال دورات وسلاسل غذائية. وتسهم تعقيداتها وحيوتها في تحقيق إنتاجيتها مما يجعلها عصية على التعامل.
ويمكن القول بأن الناس على صلة وثيقة بالنظم البيئية فهي متجسدة في الغابات التي نعيش فيها ونمارس الصيد في ربوعها ونقطع أخشابها ونتنزه فيها، وفي البحيرات والجداول المائية والأنهار التي نصطاد الأسماك فيها وننقل سلعنا فيها ونشرب مياهها. إنها الأراضي الخضراء التي نرعى فيها قطعاننا والسواحل التي نلعب فيها والمياه البحرية التي نصطاد منها الأسماك بالشباك. وتشمل النظم البيئية أراضي المزارع التي نحرثها، فضلا عن متنزهات المدينة والفضاءات الخضراء التي نجوبها. وعليه فإن كل سنتمتر في كرتنا الأرضية هو جزء لا يتجزأ من النظام البيئي.
ويشير تقرير موارد العالم لعام 2001 إلى أن مفهوم النظام البيئي ((Ecosystem يتناول النظم البيئية الساحلية والزراعية وتلك المتصلة بالغابات والأراضي الخضراء والماء العذب، وكلها على مستوى شامل (أنظر شكل 2). وإن كل جزء من هذه الأجزاء يشتمل على عدد من التنوعات المحلية. فالنظم البيئية للغابات على سبيل المثال، تتراوح بين الغابات المدارية المطيرة حول الدائرة الاستوائية إلى الغابات الشمالية مترامية الأطراف في العرض العليا، وهي أنظمة بيئية تختلف تماما في تفاصيلها، لكنها تتشابه في بيئاتها الأساسية وفي أنواع الفوائد التي تعطيها (16).