أنت هنا

قراءة كتاب ملاك الحقيقة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ملاك الحقيقة

ملاك الحقيقة

كتاب " ملاك الحقيقة " ، تأليف ضحى الرفاعي .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
4
Average: 4 (1 vote)
المؤلف:
دار النشر: ضحى الرفاعي
الصفحة رقم: 6

6
الزحـف

دخل الضوء إلى الغرفة من النافذة، رفعت رأسي وأنا في قمة النعاس، كانت سوزان، ألا تتعب؟ نعم أظنها كذلك.

استيقظت قبلي وأحضرت الفطور إلى هنا، وكنت نادرًا ما أفطر، بالصباح الباكر شهيتي تكون سيئة.

قالت: "اليوم يجب أن نبدأ التمرين، لكنني سوف أظل لأسبوعين كاملين أتبع تمرينًا واحدًا، وسيكون سريًا بيني وبينك فقط، وهو بسيط، هو يخص السير لا الأحلام، ستواظبين عليه طوال الأسبوعين القادمين لساعتين، ساعة في الصباح وساعة قبل النوم، وهو بسيط جدًا، بل هو غريزي يفعله الأطفال، لكن يجب أن نبدأ به هذه الفترة لأن قدميك بحاجة إلى، دعيني أقول أنها بحاجة الى التحمية كالرياضيين قبل دخول المباراة، لتعتاد قدمهم على الركض بعد دخولهم المباراة، المهم ما سنفعله هو"الزحف".

-"الزحف!"لم أعرف ماذا أقول، كلما قالت فكرة جديدة من أفكارها فكرت بالاعتراض، فبدأت تشرح لتسكتني، هي مقنعة لكنها تتحدث كثيرا، وأنا بالعادة معتادة على صديقي الثرثار لكن مواضيعه لا ترهقني كهذه، فسوزان طرقها مختلفة، فهي تتحدث بالعلوم والفرضيات وأشياء لم يتحدث بها أحد معي من قبل، هي ليست مملة، فأنا استمع لها وأنا أشعر برغبتي لسماع المزيد، وأرغب بفهم تلك الأمور، أنا الآن أريد أن أسمع ليس لأنني مقتنعة أنني أريد السير"بل لنقل أريد الرقص مع، مع زورو".

صحيح! ما هذا الإسم؟ إنه غريب، لا بل سخيف ولم أسمعه من قبل، لا بد أن أسأل علِّي حالما يعود، بدأت أنزل عن السرير وانتظرت إرشاداتها، لكنها لم تنظر لي، تجاهلتني وجلست تقرأ الصحف، بدت كبداية شاقة ليوم شاق، أمضيت معظم الصباح أحبو كالأطفال، لم يكن هذا سهلًا في البداية بل كان في منتهى الصعوبة لم أعتد على الأعمال الشاقة قبل ذلك، وكان الزحف من أصعب الأمور التي مرت علي، فقدماي لم تتحملا أي ثقل من قبل، بل لم استعملهما قبل ذلك أبدًا، لم أكن أتحرك وكلما اردت التقدم للأمام عدت للخلف.

ليست هذه هي المشكلة بل تكمن في أن حركتي تصاحبها آلامٌ شديدة، تجعلني أترك الزحف لأرتاح لكن سوزان تبدأ باصدار الأوامر، هيا تحركي كل راحة تأخذينها الآن تأخر علاجك يومًا كاملًا، لا أريد أن يتأخر إن كنت سأسير بعد عام فلن أقبل بيوم بعد ذلك، أخذت دفتر ملاحظاتها الصغير وبدأت تكتب، هكذا حتى انتهيت، فوضعتني على مقعد المائدة، وبدأنا نتناول الإفطار معًا، فسألتها عما كانت تكتبه؟ فأخبرتني بكل بساطة أنها ترسل رسالة لوالدي.

نشأ في داخلي مئة سؤال في تلك اللحظة، فتابعت أنها تريد أن يرسل بعض الأجهزة إلى هنا، وأنها لن تدع أحدًا يراني وأنا أتدرب لتكون مفاجأة سيري هي الأعظم، وأن المشفى يستطيع منحها الأجهزة لكنها تحافظ على سرية العلاج، راقتني الفكرة لكن ليس للأسباب التي ذكرتها، بل-لحاجة في نفس يعقوب-، هل أزعجتكم؟ أنا أيضا أنزعج كلما سمعت علِّي يقول هذه الجملة الغامضة. لكنه نادرًا ما استخدمها، هذه العبارة ترمز لما كان النبي يعقوب يبغي من إدخال أولاده الأحـد عشر إلى مصـر متفرقين، آه كم أتمنى زيارة مصر، إنها من أجمل الأماكن في العالم، ليس لشيء أكثر من شمسها ونهرها.

أحب الشمس كثيرًا عندما تكون قوية، لكن أحب القمر دائمًا، بل إنني أجعل علِّيًا أو الممرض المسؤول يحرك سريري عدة مرات بالشهر لأرى القمر بشكل أفضل، وأنا مستلقية في سريري حتى أغفو، هذا طبعًا لا يعني أنني لا أحب الشتاء حيث يحجب القمر أيامًا، بل هكذا أشتاق له أكثر، فأنا لا أريد أن أكون من نوع الفتيات الآتي يحصلن على كل ما يردن، ربما تعودت أن أحب الحرمان من بعض الأشياء، لكن لفترة ثم أعود وأحصل علِّيه، عدا أمي، فقد التي فقدتها للأبد.

دق الباب وأنا أنهي طعامي ودخل علِّي، لم أتوقع أن يكون هنا قبل الظُهر، لكنه علم ربما من والده عن ليلة الأمس، فجاء ليخفف عني، لكنني استقبلته على المائدة وأنا أتناول الفطور، بعد أن استيقظت مبكرة، وفوق كل هذا باسمة! كانت دهشته كبيرة في اللحظة الأولى، لكنه تمالك نفسه وبدأ يتحدث للطبيبة وبشكل رسمي عن أخذي للحديقة، فابتسمت وغادرت الغرفة.

فما لبث أن دخل وأغلق الباب ثم جلس مكانها وبدأ يحقق معي، لكني لم أكن أجيبه، بالنهاية صمت وانتظر أن أبادر بالحديث فسألته: "من هو زورو؟"لكن ردة فعله بدت غريبة، فكأنني صفعته على وجهه. وقف واحمر وجهه وبدأ يتلعثم.

قلت: "سوف أخبرك بعض ما أستطيع لكن البعض الآخر آسفة وعدتها أن يظل سر، لكن ليس قبل أن تحدثني عن كل شيء حدث معك البارحة كما وعدتني، إن كنت لا تزال تذكر". فوافق وانتقلنا للحديقة لنجلس تحت الشجرة الأم فلا يقاطعنا شيء.

الصفحات