أما الاتجاه الثالث ما زال ضعيفاً ولا يظهر بوضوح وهو الذي يمزج بين الوجودية والفلسفية، ويمكن أن نلحظه في النتاج القصصي للقاص ( علي أبو الريش ).

ومن استعراض نماذج الإبداعات المحلية في الإمارات نجد أن الاتجاهات الأدبية عموماً رغم وضوحها إلى حدّ ما، فما زالت الأعمال القصصية تغلب عليها الطابع المحلي، وتضرب جذورها العميقة في الخليجية والبيئة المحلية, ومكوناتها الطبيعية والاجتماعية.

فنرى في التجارب القصصية مزيجاً واضحاً من الحلم والطموح والواقع, ونلمح فيها انعكاساً صادقاً وأميناً للبيئة المحلية دون تزييف ولا زخرفة, وتظهر فيها طرحاً للمشكلات الاجتماعية السائدة، ومعالجتها أدبياً كغلاء المهور والطلاق وتعدد الزوجات, لكنها تظهر عموماً تظهر في أعمالهم القصصية على شكل تجارب وثائقية وتسجيلية للتاريخ والواقع الاجتماعي . كما في التجارب الإبداعية التالية:

ـ القاص إبراهيم مبارك

نجد في قصصه هدوء البحر و سكونه وثورته وعنفوانه, وتتداخل الأزمنة في قصصه وتتحرك بسرعة خاطفة.

ـ القاصة مريم جمعة فرج

تتسم قصصها بالواقعية والمحلية، وتعكس قصصها الهموم الاجتماعية من خلال رموز ودلالات متنوعة تبين فيها الواقع بسلبياته وإيجابياته، فالأرض مرتبطة بالماء وتمثل منبع الخصب والخير، وذبول النخيل يعني حلول البغض والحقد والحسد بين الناس، والجدّة أو كبير الأسرة يعمل على فض الخلافات والنزاعات بين أفراد الأسرة .

ـ القاص عبد الرضا سجواني:

يعالج في قصصه المشكلات الاجتماعية للبيئة المحلية كغلاء المهور ومشكلات الزواج، وتعدد الزوجات ولكنها تتحول في قصصه أحياناً إلى صور ووثائق اجتماعية.

ـ القاص عبد الرحيم حسن عبد الرحمن:

يمزج في قصصه الوقع بالحلم ويرصد قضايا البيئة، ويعكسها بصدق وأمانة دون تزييف أو زخرفة.

ـ القاصة نجيبة الرفاعي

تستوحي القاصة مضامينها القصصية من الواقع الاجتماعي، وتعرضها بأشكال سطحية دون تعمق وتحليل للانفعالات الإنسانية كأنها تجارب وثائقية وتسجيلية للتاريخ والواقع الاجتماعي وليست صور فنية.

وترصد بعض التجارب القصصية التحولات الاجتماعيّة على الصعد كافةً، وتعكس البيئة المحلية في مختلف أشكالها , وتسبر أغوارها , وتكشف خفاياها، وتوضح تناقضاتها , لكنها تبقى ضمن إطار طريقة النقل الحي والتصوير الصادق والسرد التقليدي. كما عند :

ـ القاص ناصر جبران:

الذي يستوحي مفردات قصصه من البيئة المحلية، ويكثر استخدام المصطلحات والمسميات الدارجة ...

ـ القاص محمد المر:

تجربته القصصية جريئة إلى حدّ ما رصد فيها بدقة واسعة التحولات في المجتمع, على كافة الأصعدة، وعكس فيها عناصر البيئة المحلية على طريقة النقل الحي والتصوير الصادق والسرد التقليدي، ويسيطر على شخصيات وأبطال قصصه أجواء مغرقة من الملل والسأم والاحباط قصة " بعد منتصف الليل ".