أنت هنا

قراءة كتاب تنوعات السرد وتقنياته عند أدباء الخليج

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
تنوعات السرد وتقنياته عند أدباء الخليج

تنوعات السرد وتقنياته عند أدباء الخليج

كتاب " تنوعات السرد وتقنياته عند أدباء الخليج " ، تأليف مصطفى الصوفي ، نقرأ من اجواء الكتاب :

تقييمك:
4
Average: 4 (1 vote)
المؤلف:
دار النشر: مصطفى الصوفي
الصفحة رقم: 8
يقول الدكتور الرشيد أبو شعير:( هذه العناصر الرمزية تشكل علاقة لافتة للنظر في العالم القصصي لمريم, فالبحر والماء يشكَّل حضوراً متميزاًً في هذا العالم ) .
 
اتسمت قصص مريم بالواقعية، ضاربة جذورها في عمق البيئة الخليجية المحلِّية، ذات النكهة المتميزة, شكَّل البحر حضوراً قوياً في قصص مريم, عبَّرت من خلاله عن رؤية مؤثرة للغربة والوحدة والسكون والحركة والضياع والتوتر والقلق في الوقت نفسه.
 
- والقاصة سلمى مطر سيف:
 
شكَّل الموت هاجساً بارزاً في قصصها, مزجت بين مشاعر الخوف والرعب والإحباط والموت, مع ما يمثله البحر في أعماقها من صراع وتحدِّي واضطراب.
 
تقول في قصتها اليقظة الأخيرة: (عندما غرق رفيقك في البحر وكنتما معاً على ظهره عندها ربط الموت بالسمك الذي قضم قلب صديقك...).
 
فالبحر في قصص سلمى ساحة صراع وتحدٍّ, مزجت فيه الواقع بالخيال بالحلم؛ فعندما صار بطل القصة شؤماً يعبِّر عن الموت, وضعه أهل القرية في قارب ودفعوا به إلى عمق البحر فاحترق بلهيب الشمس وعانى من الجوع والعطش, وفي يوم خرج عمود من البحر ظنه الموت فتعارك معه حتى قتله؛ لكن لم تنته مأساة البطل الإنسان في هذه الحياة .
 
- أما القاصة شيخة الناجي فتعبِّر من خلال قصصها عن وعي ناضج, لمَ يمثله البحر في حياة المرأة, من رحيل دائم ومعاناة مستمرة والحزن لدرجة الجنون, تقول في قصة البحر:( وكأن البحر معادل موضوعي للواقع يعبِّر عن معاناة الشخصيات من القلق والاضطراب ) فهي مغامرة الإنسان الدائمة في الوجود مع ما تحمله من معاناة وألم وأخطار وخوف؛ لذلك تبدأ قصة الرحيل بقولها:( الحياة سفينة تعوم فوق بحر غامض عجيب. لا أمان له....وتارة تجد هذه السفينة في يمٍّ هادر ثائر يأتي على كل شيء يجرفه بتياره الغاضب...).
 
- والقاص إبراهيم مبارك اتسمت قصصه بالواقعية المغرقة في المحلية لذلك نجد أنه أخلص للبيئة المحلية وللبحر خاصة؛ فنجد في قصصه هدوء البحر وعنفوانه وثورته في آن معاً.
 
- والقاصة سعاد العريمى تميز زمانها القصصي بالسكون والركود، فهو يتحرَّك ببطء شديد؛ وبحرها هادئاً لكنه يتميز بالخواء ليس له ملامح ولا قرار, فانعكس هذا على شخصياتها فهي تعيش حالة من التمزُّق والملل والانهزامية والضياع.
 
- أما دكتور عبد العزيز الشرهان: اهتم في قصصه كثيراً بالبيئة المحلِّية لاسيما البحر لكن في إطار من القصِّ والسرد التقليدي مما أضعف مدلولاته النفسية .
 
- والقاص سعد الدوسري في قصة ( الوحش) يعبِّر فيها عن هواجس الخوف من كل شيء, والماء في قصته, يعبِّر عن معاني القلق والاضطراب والحيرة, يقول في القصة:
 
( يرهبني الماء ), ( يثرثرون خارج البحر بلغة لا يفهمها الماء....), ( لا ترهب الماء لأن الحناء التي جدلها أبوك على أصابعي مستحية دوماً من الموت ....).
 
- القاص يوسف المحيميد: نجد أنه في (غياب العتمة ) يكرِّر صور البحر في إيحاءات, رمزية, نفسية, عميقة, فيقول: (كانت تحلم بأن ترى البحر....).
 
وتردِّد( أشوف البحر وأموت ) و( لمحت بعض فقاعات مائية تعلو من منخريها الصغيرين ... بينما ذراعاها البيضاوان في موجات ثقيلة من الماء .... تفتح عينيها في مواجهة الماء المالح )؛ فالماء عند يوسف, يعبِّر عن انفعالات نفسية خاصة من الملل والضجر والسأم والإحباط والقلق, يمزج فيها بين الواقع والأحلام؛ فالبحر رغم أنه بجانبه وأمام عينيه فهو حلم بعيد لا يتحقق.

الصفحات