المجموعة القصصية "كان ردائي أزرق" للكاتب العراقي جمال كامل فرحان الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر؛ نقرأ منها: كان عقله مشوشا في تلك اللحظات، متخبطا بين هند وبغداد .. مفكرا بالكراهية، كيف تصنع؟ من أين تأتي وتجيء؟ هل خلقت معنا أم زرعت في القلوب؟
أنت هنا
قراءة كتاب كان ردائي ازرق
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 1
استعارة
زوجتي جميلة، أحبُّها وأغار عليها كثيرا·
أحب أن أداعبَها كل وقت·
وأحب قبل أن أنام، أن أوسِدَ راحتي فوق نهدها الطري وأعصره ثم أغفو·
الآن، أتقلَّبُ في الفراش·
هي غافية جواري وقد بانَ بياض فخذها المرمري·· نائمة وعلى وجهها ابتسامة طفولية ناعمة·
أتردّدُ أن المسَها وأخاف أن أدنو أكثر·
أتمرغُ في فراشي وقد ضاعتْ كلُّ رغبة·· بل أخاف وأخشى رغبتي·
كان حادثاً مروعاً، فقدت على أثرِه ذراعي اليسرى، بُتِرت من أسفل الكتف بقليل·
وكفي اليمنى من الرسغ·
أجرِيَتْ لي عملية سريعة·
استعاروا لي كفَّ شخص قد مزق الانفجار جسده·· تبعثر وأصبح أشلاء·
كانتْ الكفُّ بأصابعها الطويلة الناحلة هي العضو الوحيد، السليم المتبقي·
حين أفقتُ من هول الصدمة سعدت بالنتيجة (المفروضة عليَ) ومدى مهارة الجراح وبراعته·
لكني يقظ الآن وأتقلب قرب زوجتي
ولا أستطيع أن أدنو··
آه، من ذلك الإحساس·
حين أداعبُ نهد جميلتي أو حين ألمسها، أحس بأن أصابعي هي ليست أصابعي·
هي ليست من تلمسُ نهدها وتعصره·
هي ليست أنا·
واه من أرقِ ذلك الشعور·
مراراً أتجاهل قولَ زوجتي وهي تتمايع فوق السرير وتطلقُ ضحكتها المغناج:
- أصبحتْ أصابعك أكثر رقة على جسدي·
اللعنة·· اللعنة·
الفجر على وشك الطلوع· رأسي متصدع وجسدي يرتعش·
تحاصرني كفّ ذاك الشخص، تطاردني، تطوقني وتطبق عليّ·
وأتخيل أصابعه الناعمة تتلمس جسد حبيبتي·· تُمسِكه، تَفركه، تُدغدِغه، تُلاعِبه
بعدها·· تتجول فوق انحناءاته واستداراته اللينة البضة·
الآن، أحاولُ أن أنام وكفي - كفه - أشدها، أقيدها، أخنقها تحت فخذي بقوة·· بقوة·