رواية "رب إني وضعتها أنثى" للكاتبة نردين أبو نبعة، الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، تأخذك إلى شاطئ غزة المحاصرة لتحكي للقارئ من هناك وعلى لسان ثلاث أبطال يتناوبون السرد ..
أنت هنا
قراءة كتاب رب إني وضعتها أنثى
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 1
إلى غزّة
هو1
وجاءتني مريم كحُمُرٍ فرّتْ من قسورة·· تركضُ·· صوتُ أنفاسها أخافني لكنّ بريق عينيها أعادني إلى رشدي·· قالت لي:
- سيكون لي ذكريات في وطني، مثلك بالضّبط ومثل عمّي أبو رجا·· سأشاركك هذه الرواية·· لن أكتفي بدور الرّاوية!!
كلام مريم كان مفاجأة لم أتوقّعها أبدًا·· لم تكن قد ألمحَتْ أو صرّحَت بشيء من هذا القبيل·· ماذا حصل وهي التي تثابر على الحضور عندي بشكل شبه يومي·· تلاحقني·· من هنا لهناك تضغط علي بالأسئلة وتحاصرني لتستخرج منّي الحَكايا والذّكريات·· قد أتكلّم بكلمة لا ألقي لها بالاً لكنّها تودي بها إلى جوف الورقة بسرعة!!
- أقول لها بلاش تكتبي ما بيستاهل الموضوع ينكتب عنه·· تردّ علي:
- يا بابا·· هذه الجملة خطيرة·· وتلقائيّة وتنبض بروح الزّمن الآتية منه··
أستغرب·· وأقول في نفسي·· شُغْلُها وهي أدرى مني!!
- ما الذي غيّرها·· وكيف ستشاركني الكتابة·· وهي بلا ذاكرة·· تربطها بالوطن!!
أفتح عينيَّ مندهشًا·· وأسألها:
- ماذا حدث من أين ستغرفين حكايتك·· أيّ بئر ستعطيك ما أعطي!!
- قالت وفي عينيها التماع لم أره من قبل:
- سأذهب إلى غزّة!!
هي
عندما كنتُ آتي إليكَ·· أستنهضُ ذاكرتك على الكتابة·· أبحثُ في مخبئك عند أطراف الذّاكرة·· أوغِلُ في أحيان كثيرة وأكتفي بالوقوف عند الحدود أحيانًا أخرى· أنشر المبلول وأفرد المَطويّ وأخرج المنسي المتواري·· كنت أكتب وأكتب وفي كلّ كلمة أكتبها أنزع الشّوك من بين أغصان الورد·· أشعر بسعادة ولو للحظات، لكنّ في لحظات كثيرة كانت تتجمّد أصابعي لأنّ لك ذاكرة وامتدادًا في الوطن أمّا أنا فكأنّني شجرة (اجتثّت من فوق الأرض ما لها من قرار)·