أنت هنا

قراءة كتاب مصابيح أورشليم

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مصابيح أورشليم

مصابيح أورشليم

مصابيح أورشليم: رواية عن إدوارد سعيد، هي رواية للكاتب الروائي العراقي علي بدر، صدرت طبعتها الأولى في العام 2006، إدوارد سعيد في القدس، يرافقه يائيل وإيستر، وهما من أبطال روايات إسرائيلية، حيث يقودانه في المدينة التي غيرت الكولونيالية معالمها، فأصبحت غريبة ع

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 1
-1-
 
تقرير أولي
 
أما نحن فكالحراس محكومون بالوقوف
 
في ليال بلا نجوم ننتظر الساعة الموقوتة
 
Jean Dryden
 
كان صديقي أيمن مقدسي-الفلسطيني الأصل- والمولود في بغداد في العام 1964، هو الذي بدأ بفكرة هذه الرواية عن إدوارد سعيد، وهو الذي اخترع شخصياتها، وأحداثها، ومعجمها، ومنذ البداية·
 
في الواقع، لم أكن معنياً أوّل الأمر بما كان يكتب، أو بما كان يقول، أبداً· ولم أنتبه أو أصغ له حينما كان يحدثني عن مشروعه هذا مطلقاً، ولكني وعند استغراقه في البحث، وسؤاله لي كل مرة عن مصدر أو كتاب، أو عند مناقشته لي ولعلاء خليل- صديقنا الآخر والذي يقع على الطرف النقيض تماماً من أيمن مقدسي- لكل فكرة تقريباً، وشيئاً فشيئاً، ومرة بعد مرة، وجدت نفسي مشتركاً معه في كل ما كان يكتب، ومتوغلاً معه في كل ما كان يبحث، وملتزماً أخيراً-وحدي- بكلّ ما ورد في هذا الكتاب كلمة كلمة، وحرفاً حرفاً، لقد وجدت نفسي أنا الكاتب الوحيد لهذا الكتاب لاسيّما بعد الدراما المأساويّة لاختفائه·
 
كان آخر لقاء لي معه في بغداد قبل ثلاثة أعوام، وقد رأيته في مقهى الجماهير القريب من باب المعظم، وهو مقهى متواضع يتكون من بهو عريض وواجهة زجاجية وتخوت خشبية، يقع في زقاق صغير بالقرب من صحيفة الجمهورية الواسعة الانتشار، وكان يجلس فيها-قبل الاحتلال-الجيل الأخير من الكتاب والفنانين والرسامين والمسرحيين والسينمائيين، وقد تميز هذا الجيل بانفصاله الملحوظ عن الجيل السابق، سواء أكان ذلك في الرؤية للأحداث أم بتعلقه بالصرعات الحديثة، أم بالأفكار الغريبة حيث كان أغلبهم قريباً من الأفكار المتطرفة في الفن·
 
كان أيمن يرتدي ذلك اليوم جاكتة مخططة، وبنطلوناً من الجينز عتيقاً جداً، وقد بدا عليه التعب والإرهاق بصورة واضحة، فذقنه لم يحلق من مدة طويلة· وشعره الطويل غير ممشّط، وقميصه مفتوح، وحين جلس إلى جانبي لم يكن مرتاحاً في جلسته أبداً· وكان استكان الشاي يرتجف في يده، ولم يتكلم كثيراً معي كعادته، أو يناقش نقاشاته المتحمّسة كما تعودته، بل كان صامتاً، شارد الذهن على الدوام، غير مكترث لأي شيء·

الصفحات