أنت هنا

قراءة كتاب زمن القهر

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
زمن القهر

زمن القهر

رواية «زمن القهر» الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر (بيروت_عمّان)، للروائي هشام صالح عبدالله، وهي رواية مستوحاة من أحداث حقيقية الكثير من أبطالها وشخصياتها حقيقيون، أما الشخصيات غير الحقيقية فليست بعيدة عن الواقع وهي مستلهمة من أعمال العديد من المن

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 9
- كلا إنه واحد من أصحابنا، في الصباح يبيع الحمص والفول، ويحول مطعمه الصغير هذا إلى مقهى خاص بنا بعد الظهر·
 
نهض مسعود نحو مكان إعداد القهوة والشاي، وضع الجنيهات العشرة أمام صاحب المقهى متظاهرا بأنه يريد أن يشرب الماء· ثم عاد وجلس وأكمل الجلسة بأحاديث عامة حتى حان وقت العودة إلى البيت· وقبل أن يغادر المقهى، اقترب منه مصطفى قائلا،
 
- يوم الجمعة، لا تذهب للصلاة، انتظرني في موعدها قرب موقف سيارات بلد الشيخ، واحضر مسدسك معك· واصعد خلفي في السيارة التي سأستقلها وكأنك راكب عادي لا تعرفني·
 
في اليوم التالي، أسرع مسعود في الذهاب إلى المقهى، حيا الأصدقاء الجالسين واستأذن منهم في الذهاب إلى مكان إعداد الشاي والقهوة لشرب الماء، حيا صاحب المقهى بصوت مسموع وسأله عن حاله، وهو يتناول كوبا مصنوعا من صفيح علبة فارغة ويملأه من زير الماء، فرد عليه الرجل السلام وطمأنه بصوت خافت بأن الأمانة وصلت، وسوف يسلمها له قبل أن يغادر·
 
بحركة خفيفة سلم صاحب المقهى مسعود خرقة لف بها المسدس وناوله علبة صغيرة، ودس في يده جنيهان وهو يقول له هامسا لقد حصلنا لك على مسدس جيد· دس مسعود الخرقة تحت حزامه وأرخى قميصه فوق البنطلون ثم وضع العلبة في جيبه· تريث قليلا ثم غادر المكان·
 
قبل أن يدخل مسعود مكان سكنه، خطر له أنه لن يجد في الداخل مكانا يخفي فيه سلاحه، فالغرفة في غاية البساطة وليس فيها الكثير من الأثاث· كما أنه يريد تجنب تطفل رفاقه في السكن، لذلك عرّج على المرحاض الموجود خارج الغرفة واستخدم عودا صلبا لحفر حفرة خلفه، وقبل أن يدفنه فيها فض عنه الخرقة وقلّبه بين يديه وتأمله ثم فتح علبة الرصاص وتأكد مما فيها· وبعد أن انتهى دخل الغرفة وتوجه إلى زير الماء وأخذ بعضا منه ليغسل يديه·
 
كان مسعود يتحرق شوقا بانتظار يوم الجمعة معتقدا أنه سيخوض معترك النضال فورا· وعندما أزف الموعد، حمل سلة صغيرة وضع المسدس فيها، وفوقها بضعة أرغفة من الخبز وحبات من الزيتون وقطع من الجبن، وإبريق مع بعض السكر والشاي· وخرج متوجها إلى موعده·
 
وجد مصطفى وجميل في انتظاره، صعد معهم الحافلة وجلس في مكان قريب منهم دون أن يخاطبهم، وحين وصلوا إلى وجهتهم، نزلوا من الحافلة، وساروا مبتعدين عن موقف السيارات إلى أن أصبحوا عند أطراف القرية، أشار مصطفى لمسعود أن يقترب، ثم حياه وبادره سائلا:
 
- هل أحضرت المسدس؟
 
- نعم أحضرته وأحضرت الرصاصات·
 
- جيد، دعني أراه· فأخرج المسدس من السلة وناوله إياه·
 
- هذا مسدس طاحونة إنجليزي جيد كالذي يستخدمه البوليس، البعض يشترونه من جنود إنجليز يسرقونه من ثكناتهم ويبيعونه لأناس يبيعونه بدورهم لنا· ثم التفت إلى مسعود وأضاف، هل تعلم لماذا طلبنا إليك الحضور إلى هنا؟
 
هز مسعود رأسه نافيا·
 
- ثمة دروس يجب أن تتعلمها قبل أن تبدأ المشوار معنا· يجب أن تحصل على قدر من التدريب قبل القيام بأي عمل نضالي، لا نريد أن يقبض عليك أو أن تصاب بسوء قبل أن تقدم شيئا· لأن هذا حرام، وخسارة ليس لها داع، عليك أن تتدرب أولا، وتتعلم الصبر والتروي والتخطيط· تريث قليلا قبل أن يواصل حديثه، لا بد أنك اصطدت عصافيرا بالنقيفة، أليس كذلك؟
 
- نعم· هز مسعود رأسه محتارا ومستغربا علاقة صيد العصافير بما هم فيه·
 
- هل تهجم على العصفور صارخا بعنف؟

الصفحات