أنت هنا

قراءة كتاب زمن القهر

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
زمن القهر

زمن القهر

رواية «زمن القهر» الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر (بيروت_عمّان)، للروائي هشام صالح عبدالله، وهي رواية مستوحاة من أحداث حقيقية الكثير من أبطالها وشخصياتها حقيقيون، أما الشخصيات غير الحقيقية فليست بعيدة عن الواقع وهي مستلهمة من أعمال العديد من المن

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 10
- لا ، طبعا، أقترب منه بهدوء شديد، إذا هجمت عليه يفر ويهرب·
 
- فما بالك إذا أردنا مهاجمة إنسان مسلح، قد يرد علينا بإطلاق الرصاص؟ الخلاصة يا مسعود شغلنا مثل صيد العصافير لكنه أصعب قليلا· قالها ضاحكا، ثم أردف، في عملنا هذا نحن بحاجة للإرادة والعزيمة، ثم للتدريب والصبر والأناة والتخطيط الجيد، والانقضاض على العدو حتى قبل أن يدرك ما يجري· تريث مصطفى قليلا، ثم واصل كلامه، الأمر الثاني الذي يجب أن تعرفه هو كيف تحافظ على سلاحك، لا تحمل مسدسك علنا وتتفاخر به، ولا تختلط حتى بالذين يفاخرون بسلاحهم، الجواسيس الآن يجمعون المعلومات، وقد أعدوا قوائم بأسماء الذين يمتلكون سلاحا ويتباهون به علنا، غدا إذا جد الجد سوف يجمع الإنجليز كل الأسلحة منهم بكل بساطة· نحن علينا أن نخفي سلاحنا باستمرار، ليس لدينا ثكنات نحفظ فيها سلاحنا، نحن ندفنه غالبا في الأرض، أو في زوايا بعيدة عن العيون· مسدسك هذا عليك أن تجربه اليوم، لتتأكد أن شعيرة التصويب فيه مضبوطة، وأنه مسدس صالح، ثم تخبئه، ولا تدع أحدا يعرف أن لديك سلاحا أو أنك مع الثوار·
 
لقم مسعود مسدسه ست رصاصات، وعلى بعد أمتار وضع بعض الأهداف أطلق رصاصاته كلها عليها· كانت النتيجة مرضية جدا، هنأه مصطفى عليها،
 
- أحسنت، أنت هدّاف بارع، لكن عليك مواصلة التدريب· الآن يجب أن تعرف كيف تحافظ على هذا المسدس· الطريقة التي نتبعها هي إحضار ورق سميك قليلا، ودهنه بطبقة من شحمة السيارات، ثم نلف المسدس بها عدة لفات بعد ذلك تضعه في كيس أو خرقة سميكة وتدفنه أو تخفيه في مكان تعرفه· هل فهمت ما قلت؟
 
- نعم، نعم· فهمت· لكن متى أستطيع المشاركة معكم في العمليات·
 
- لم يحن الوقت بعد، وكما قلت لك لن ألقي بك في المعمعة قبل أن تكون مستعدا تماما·
 
- ومتى يحين ذلك؟ سأل مصطفي بشيء من خيبة الأمل·
 
- لا تتعجل الأمور، ستعرف في الوقت المناسب·
 
تواصلت زيارات مسعود ورفاقه لتلك المنطقة بضعة أسابيع· في ذلك الحين، لم يكن التدريب بالنسبة لمسعود أكثر من رياضة سهلة، يمارسها مع صحبة طيبة يلقى منها كل اهتمام واحترام· تدرب على استخدام أنواع مختلفة من البنادق المتوفرة لدى الثوار، وعلى استخدام القنابل اليدوية وأمور أخرى· لم تكن لدى الفتى فكرة عن معنى الانضمام إلى تلك الجماعة· أو عن معنى الثورة ومحاربة اليهود والإنجليز· كل ما يعرفه عن الثورة صورة مشوشة عن ثورة العام 1929 التي لم يكن أيامها أكثر من صبي صغير مشاكس يلهو بصيد الطيور، وكان أقصى ما يحدث خلالها من مقاومة لوعد بلفور وما يجري من تهويد للبلد هو مظاهرات واحتجاجات غاضبة تتطور في بعض الأحيان إلى اشتباكات دامية بالعصي والخناجر والسكاكين والحجارة بين اليهود والعرب، أو بين العرب والإنجليز يصاب فيها كثيرون ويقتل البعض·

الصفحات