أنت هنا

قراءة كتاب آنا كرنينا

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
آنا كرنينا

آنا كرنينا

أنّا كارنينا (بالروسي:Анна Каренина) أثر أدبي عالمي وإنساني خالد، ترجم إلى معظم لغات العالم، وأعيد طبعه مئات المرات. وقد تباينت أراء النقاد في هذه الرواية، فوضعت فيها دراسات كثيرة راوحت بين الإعجاب التام والرفض النسبي، إن لم نقل الرفض التام.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 2
وبحث عن زوجته فلم يجدها في الردهة التي اعتاد أن يجدها فيها كل ليلة، فولج غرفة المائدة، فلم يلقها هنا أيضاً .. وهجست نفسه وحدثته بالشر – أليس مذنباً هو؟ ألا يحس المذنب بما ينتظره؟ ألا يلمس موطن الخطر قبل أن يفطن إلى الخطر الماثل أمامه؟
 
حدس هو ما جرى، ولما دخل مخدعها، أيقن أن تكهناته قد أصابت كبد الحقيقة، وها هي زوجته تحمل في يدها ذلك الكتاب الملعون الذي أماط لها اللثام عن قصة الخيانة.
 
وأصاب قلبه الذعر والهلع، فتمعن في وجهها، ولكنه لم يجد فيه إلا اصفراراً وكمداً وحزناً يكاد ينفجر من كثرته.
 
ولكنه كان مرحاً بطبيعته، لا يحمل الهمّ إلا فينة، ولا يحزن إلا هنيهة. ويضحك إذا ألمّت المصائب، ويقهقه إذا حلّت الخطوب !
 
وقالت امرأته بصوت أجش صارم: «أنت هنا ! أنت أيها الإنسان الغادر؟ قل، أجب .. ما هذا الكتاب؟» .
 
* * *
 
ففغر فاه، وحملق إليها دون أن يجيب .. ثم ابتسم ابتسامة بلهاء، ونقل طرفه بين زوجته والكتاب الذي كشف لها انحرافه وارتمائه في أحضان المتعة المحرمة، وجنوحه إلى الفجور، يختلسه اختلاساً وينتهبه انتهاباً، في غفلة من زوجته، ودون أن يردعه وازع من ضمير، أو يصرفه حافز من شرف.
 
وابتسم ابتسامة بلهاء، فكانت ابتسامته كلمة القضاء .. لقد حكم بها على نفسه فأدانها وخطّأها، واكتفت زوجته واقتنعت.
 
وتنفس الصعداء وهو يفكر الآن بمصيبته، وينحي على ابتسامته تلك باللائمة، ويتساءل والحيرة مستحوذة على مشاعره، عن أنجع الطرق التي تزيل هذه العقبة فتلاشي الخصام وتزيل القطيعة.
 
وتساءل ملياً .. ثم فكر وقدح زناد الفكر .. ولكنه لم يهتدِ إلى حل لمشكلته وقال يحدِّث نفسه بلهجة تشف عن طيبته وصراحته: «لقد هدمتْ صروح أحلامي .. وكدّرتْ لذة الحياة لي ولأولادي، ولن يجدي معها الكلام .. لن تذعن .. ومهما جهدتْ في حل هذه العقدة فلن أجد له انحلالاً، وستعتبر زوجتي كل قول أقوله إفكاً وضلالاً».

الصفحات