أنت هنا

قراءة كتاب آنا كرنينا

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
آنا كرنينا

آنا كرنينا

أنّا كارنينا (بالروسي:Анна Каренина) أثر أدبي عالمي وإنساني خالد، ترجم إلى معظم لغات العالم، وأعيد طبعه مئات المرات. وقد تباينت أراء النقاد في هذه الرواية، فوضعت فيها دراسات كثيرة راوحت بين الإعجاب التام والرفض النسبي، إن لم نقل الرفض التام.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 5
فصعد فيه الرجل بصره وأجاب: «أولى بك أن تسلِّم المسألة للقدر، فالزمان كفيل بحل أعقد المشكلات».
 
وصمت، وذهبت به أفكاره كل مذهب. ولما سكن حزنه، وهدأ قلقه، التفت إلى خادمه الواجم المترقب. وإذ هو يهمّ بالكلام ولجت عليه المكان الحاضنة «ماترينا فليمونوفنا» وعليها ثوب واسع فضفاض.
 
مع ابن ستيفان أطاع دواعي الحب وخان عقد زواجه، إلا أن جميع أهل البيت وخدمه كانوا يعطفون عليه ويشعرون معه ويودون لو يجتاز هذه المحنة منتصراً مظفراً. ودخلت الحاضنة وفي ملامحها ما ينم عن همّ، وقالت:
 
«سيدي ! أرى أن تحاول .. حاول مرة أخرى .. إني أعوذ بك، فافعل، ما يخمد نار كربها ويفثأ ولهيب حزنها .. افعل ذلك ناشدتك الله من أجل بيتك وأطفالك .. افعل ذلك حتى يذهب همنا وغمّنا!»
 
فاهتز الرجل من شدة الانفعال، وأجاب وهو ينكس رأسه: «إنها تأبى مخاطبتي فضلاً عن مقابلتي .. فما العمل؟ ماذا أصنع؟»
 
قالت: «ما يحتمه عليك الواجب، فاتبع مشورة ذهنك، لأن الاستسلام للأمر الواقع لا يجدي، ولأن التحرق على نار الحزن والندامة لا ينفع في مثل هذه الحالة ...»
 
- أنت حلوة اللسان يا عزيزتي، ماهرة في التعبير .. فاذهبي الآن وسأفعل اللازم!».
 
وما لبث بعد ذهابها أن طيّب نفسه بالعطر، وسرح لحظة من النافذة هنيهة كالمفكر، ثم دلف إلى حجرة المائدة بخطوات ثابتة مرحة، ووجه متألق يتضح بالبِشْر والاطمئنان !
 
ما كان ستيفان أوبلنسكي رجلاً ذا وجهين، وما كان منافقاً مخادعاً، ولكنه كان يتبع بغريزته من ترجح كفته ويشتد ساعده.
 
فهو مواظب على قراءة صحيفة حزب الأحرار، حريص على تتبع أخبارها في كل صباح .. ولا يرجع ذلك إلى مناصرته لمبادئ حزب دون حزب، أو لمظاهرته لما ينادي به فريق دون فريق، بل لأن كفة هذا الحزب هي الكفة الراجحة وصحيفته كانت الصحيفة المنتشرة على أوسع نطاق.

الصفحات