أنت هنا

قراءة كتاب آنا كرنينا

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
آنا كرنينا

آنا كرنينا

أنّا كارنينا (بالروسي:Анна Каренина) أثر أدبي عالمي وإنساني خالد، ترجم إلى معظم لغات العالم، وأعيد طبعه مئات المرات. وقد تباينت أراء النقاد في هذه الرواية، فوضعت فيها دراسات كثيرة راوحت بين الإعجاب التام والرفض النسبي، إن لم نقل الرفض التام.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 8
إنه زوجها رغم المصائب كافة، إنه زوجها رغم ما خطر خاطرها من خيانة وغدر .. وهو والد أطفالها الخمسة، ولو شاءت أن تسكن بيت أمها، فهل يتسنى لها اصطحاب أولادها جميعاً؟
 
ومع ذلك فما انفكت طيلة الوقت تستعد وتستعد، وتعد الثياب وتجهز الأمتعة. وتعيد الترتيب من أوله، وتعيد التنفيذ من بدئه. فهل كانت تخدع مشاعرها؟ هل كانت تغرر بنفسها، وكانت تزعم البقاء وتنوي الرحيل في آنٍ واحد؟
 
وأحست بزوجها يدخل، فتغيبت يدها في خزانة الثياب، وكأنها تريد منها شيئاً لاستكمال الاستعداد.
 
ووقف الرجل، والتفتت هي إليه، وعبّرت نظرتها عن دهشة وتعجب وحيرة، مع أنها كانت تود أن تطالعه بوجه مربد، وعينين صارمتين قاسيتين، يفيض منهما الاحتقار والازدراء.
 
وقال بصوت خفيض لطيف آمل هو أن يوصله إلى نيل المراد: «داريا ..»
 
وأغض بطرفه محاولة منه الظهور بمظهر النادم المستغفر، وتأوّه وكأنه يتحسر على سعد فات، ورغد غاب، ونعيم ولّى !
 
على أن حيويته لم يستطع أن يبدد من مظهرها، ونشاطه عجز عن إخفائه، والعبير .. العبير الذي كان يفوح من ملابسه وشعره ألا يدحض هذا ما حاول إظهاره ؟ ألا ينم عن حقيقة خلجاته ؟
 
وتفحّصته زوجته وأمعنت النظر فيه، فتعجبت لقوته وفتوّته، وكدرتها ملامحه المرحة التي تخلق له الأصدقاء والمحبين وعجبت فيما بينها وبين نفسها من هذا الإشراق الذي لا يخبو، وهذا البهاء الذي لا يأفل.
 
أحنت عليه، ولعل سخطها كان الحافز إليه غيرتها، ولعله كان نتاج الفارق بين نضرتها الذابلة، وشبابه المتألق الزاهر.
 
وقالت له بصوت سريع عميق، غير طبيعي: «ألك حاجة؟ أتريد شيئاً؟»
 
فأجاب متلعثماً مرتعشاً: «أنّا قادمة يا عزيزتي، قادمة غداً».
 
فهتفت محتدمة: «وهل يعنيني أمرها؟ دعها تأتي .. فهي أختك !»
 
- ولكن حري بك أن تمكثي، أن تريها، أن تحدثيها..
 
فصرخت دون أن تنظر إليه، وكأن صرختها كانت عن ألم جسماني حادة «اذهب .. اذهب .. اذهب»

الصفحات