أنت هنا

قراءة كتاب آنا كرنينا

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
آنا كرنينا

آنا كرنينا

أنّا كارنينا (بالروسي:Анна Каренина) أثر أدبي عالمي وإنساني خالد، ترجم إلى معظم لغات العالم، وأعيد طبعه مئات المرات. وقد تباينت أراء النقاد في هذه الرواية، فوضعت فيها دراسات كثيرة راوحت بين الإعجاب التام والرفض النسبي، إن لم نقل الرفض التام.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 9
كان في وسع ستيفان أن يحتفظ بهدوئه حين يفكر بامرأته، وكان يأمل أن يصدق حدس ماتفي خادمه فترجع إليه راضية غافرة، ويرجع هو إلى جريدته هادئاً مطمئناً، ويستأنف شرب قهوته في دعة وسكون، وينصت إلى ضجة أولاده في حنان وابتسام.
 
ولكنه لما رأى وجهها المتعذب المتألم، واستمع إلى نبرة صوتها المستسلم للقدر، المفعم بالحزن واليأس، شعر كأنه يختنق، وأحس بشيء يقف في حلقه حتى ليكاد يكتم نفسه .. كما أن العبرات لمعت في مقلتيه، وكأنها توشك أن تسيل من عينيه.
 
وسمع نفسه بعد قليل يهتف متضرعاً متلوعاً:
 
«دار، ناشدتك الله أن تشفقي ! انظري، انظري !»
 
فصفقت داريا باب الخزانة بعنف وواجهته بنظرة صارمة، ولم تنبس بكلمة.
 
وأردف هو بنفس اللهجة: «ماذا أقول غير شيء واحد؟ ماذا أقول سوى إبداء الندم واستجداء المغفرة؟ أي داريا أصغي .. اغفري ..»
 
وانتظر هنيهة وعاد يقول: «تذكري .. تسع سنين قضيناها سوياً .. ألا تستطيع تسع سنين أن تشفع لزلّة واحدة؟»
 
وأطرقت المرأة بأفكارها المشتتة إلى الأرض، وهي تتوقع، بل ترجو من كل قلبها أن يقول شيئاً يثبت به براءته.
 
ولكنه عوضاً من أن يتنصل اندفع يثبت التهمة بطريقة دامغة، فقال:
 
«نزوة طارئة .. شهوة ساعة .. مس من جنون .. ألا .. ألا»
 
- أغرب عن وجهي !
 
- داريا ...
 
- اذهب .. غادر الغرفة، ولا تحدثني عن نزواتك وسقطاتك .. لا تحدثني عن مجونك وفسقك ..
 
وتحركت لتذهب، لتبتعد .. ولكنها ترنحت في مكانها، وكادت تسقط إلى الأرض، لولا إسراعها بالإمساك بظهر الأريكة.
 
وأجهش هو، وكاد أن يذرف الدمع، وشرع يقول مستعطفاً مستثيراً حنانها وشفقتها: «داريا ! أولادك أكبادك .. داريا ! فكري فيهم .. ماذا اقترفوا حتى تعاقبيهم؟ إنهم أبرياء يا عزيزتي، والمذنب هو أنا، فلا تقضي على مستقبلهم .. وإني لعلى أتم استعداد للقيام بما تفرضين .. قولي ماذا أفعل، مري أنفذ.. فأنا الملام، وليس غيري .. فسامحيني واصفحي لي !»

الصفحات