أنت هنا

قراءة كتاب آنا كرنينا

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
آنا كرنينا

آنا كرنينا

أنّا كارنينا (بالروسي:Анна Каренина) أثر أدبي عالمي وإنساني خالد، ترجم إلى معظم لغات العالم، وأعيد طبعه مئات المرات. وقد تباينت أراء النقاد في هذه الرواية، فوضعت فيها دراسات كثيرة راوحت بين الإعجاب التام والرفض النسبي، إن لم نقل الرفض التام.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 4
ونظر أوبلنسكي إلى خادمه مستطلعاً، وقال: «ما وراءك يا ماتفي؟ أمعك أوراق يجدر بي قراءتها؟».
 
فبادله الخادم نظرة العطف والتفاهم والحيرة وأجاب: «هناك على المنضدة بعض الأوراق يا سيدي .. أما الآن، فاقرأ البرقية».
 
وفضّ أوبلنسكي البرقية، وما كاد يطلع على محتوياتها حتى هتف بارتياح: أي ماتفي، شكراً لله إن أختي قادمة في الغد – إن أختي «أنا كارنينا» قادمة لتمكث معنا ردحاً من الزمن.
 
وردد الخادم قول سيده: «شكراً لله» .. وكأنه يود أن يؤيد سيده في استبشاره بقدوم شقيقته وتفاؤله من حلولها بين ظهرانيهم.
 
وعاد الخادم يقول متسائلاً: «أآتية وحدها؟»
 
فلم يتسن لستيفان أن يرد، فقد كان الحلاق حينئذ يمرر الموس على ذقنه، ولكنه رفع إصبعه، ففهم الخادم أنها قادمة دون زوجها.
 
ولم يلبث أن قال: «وهل أجهز لها الغرفة العليا؟»
 
فأجابه ستيفان: «سل زوجتي داريا الكسندروفنا»
 
فقال الخادم في تعجب واضطراب: «اسألها !»
 
- أجل، وخذ لها البرقية.
 
ومضى الخادم يقدم رجلاً ويؤخر أخرى إلى حجرة المرأة المخدوعة وعكف ستيفان على ارتداء ملابسه.
 
ولما قفل الخادم راجعاً، بدا من تقطيبته وعبوسه أنه عمل عملاً لم يحكمه. ولما نطق قال بلسان متلعثم ينم عن أسفه وحزنه: «لقد أعطيتها البرقية، فلم تعنِ بقراءتها، بل قالت أنها مرتحلة وأن الحياة في المنزل لن تروق لها بعد اليوم».
 
وكان الخادم قد أزعجه بكلماته تلك، فأسى وحزن، ثم ابتسم كما يبتسم دائماً في وجه الخطوب وقال محتاراً: «لقد خفق المسعى، فما العمل؟»

الصفحات