أنت هنا

قراءة كتاب آنا كرنينا

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
آنا كرنينا

آنا كرنينا

أنّا كارنينا (بالروسي:Анна Каренина) أثر أدبي عالمي وإنساني خالد، ترجم إلى معظم لغات العالم، وأعيد طبعه مئات المرات. وقد تباينت أراء النقاد في هذه الرواية، فوضعت فيها دراسات كثيرة راوحت بين الإعجاب التام والرفض النسبي، إن لم نقل الرفض التام.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 6
وما كان لستيفان أوبلنسكي نظرة بارعة في عالم الفن والأدب، ولا رأي حاكم في مجال السياسة، لهذا اكتفى بأن يكون تابعاً لتلك الأغلبية القوية، يتلوّن بحسب لونها، ويتقلّب وفقاً لتقلّبها، تماماً كما كان موقفه إزاء قبعته كلما عَتِقَت وبهت لونها. ومن يعلم؟ لعل حالته الخاصة في بيته حفزته أيضاً إلى الميل مع الإصرار وإلى مناصرتهم، وتأييدهم، والتصفيق لهم !
 
ومن يدري؟ لعل معيشته الخاصة ولهفته إلى نيل الحرية والانطلاق من قيود الزوجية، وهو الحافز له على المناداة بمبادئ الأحرار والتغني بفلسفتهم ! ومن يدري: لعل أعباء الديون الكثيرة التي رزح تحت ثقلها جعلته يميل بقلبه ولبّه إلى ناحية الأحرار ! ألم ينادِ هذا الحزب بضرورة تجديد النظام، والعُرف والقانون، والسياسة، والحياة برمتها؟
 
ألم ينادِ بضرورة إزالة شوائب الماضي؟ وديونه، أليست من أقذار الشوائب ؟!
 
ألم يجهر حزب الأحرار بضرورة تعديل قانون الزواج؟ فلِمَ لا يملأ هذا المبدأ عينه قوة، وهو من أشقى الأزواج؟
 
ألم يسخر حزب الأحرار من الدين، ويستهجن الصلاة والعبادة وهو طالما قد تبرم اضطراره للمكوث فترة طويلة يستمع فيها إلى موعظة حسنة، ويصغي إلى كلام منمّق عن الدنيا والآخرة. وما جدوى ذلك؟ ألا يستطيع أن ينسى الآخرة ليسعد في الدنيا؟ فلم يذكره رجل الدين إذن بهذه النهاية وهذه الخاتمة.
 
ثم أليس لحزب الأحرار تلك الروح المرحة الطيبة الفكهة التي تدع رجاله البارزين يطلقون النكتة دون خوف أو مبالاة؟ لقد كتب زعيم في الحزب، في جريدة الحزب فقال: «انظروا إلى رسم الأمير «رورك»، ثم حاكموا داروين، أليس هو على حق في نظريته؟!»
 
وألقى أوبلنسكي الجريدة من يده ووضع قبعته على رأسه وتأهب ليغادر بيته !
 
ولكنه تلفت حوله محتاراً، وتريث متململاً وتساءل: «أثمة أمر نسيته؟ أهناك ما يجدر بي تنفيذه؟»
 
وجاءه الجواب في وجه أطل عليه – وجه مقطب تنزل من عينيه الدموع فضرب على جبهته بيده وعلم أنه لم ينسَ إلا زوجته .. لم ينسَ إلا أهم ما كان عليه أن يذكره.
 
فهل يسعى إليها؟ وهل يقترب منها؟ وشعر باشمئزاز .. هل اشمأز منها أم من نفسه أم من هذه المقابلة؟

الصفحات