أنت هنا

قراءة كتاب آنا كرنينا

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
آنا كرنينا

آنا كرنينا

أنّا كارنينا (بالروسي:Анна Каренина) أثر أدبي عالمي وإنساني خالد، ترجم إلى معظم لغات العالم، وأعيد طبعه مئات المرات. وقد تباينت أراء النقاد في هذه الرواية، فوضعت فيها دراسات كثيرة راوحت بين الإعجاب التام والرفض النسبي، إن لم نقل الرفض التام.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 7
إنه واثق من أن شيئاً لن يعيد المياه على مجاريها، أو يربأ الصدع أو يلاشي غضب زوجته ويأسها.
 
وتناهى إليه في تلك اللحظة أصوات صخب وضجيج، فأدرك أن أولاده يلعبون في الحديقة، وأيقن أن لا بد مما ليس منه بد ونقّب في دماغه المضطرب عن مخرج لهذه المشكلة فسُدّت في وجهه المنافذ والأبواب، لكن ما ذنب الأولاد؟ ما ذنب أطفاله الأبرياء؟
 
وهز رأسه ولوّح بيده، ثم مشى إلى مخدع زوجته بعد أن أشعل سيجارته.
 
* * *
 
وقفت داريا الكسندروفنا بين أكوام من الأمتعة والملابس، وهي ترتدي ملابس السفر. وكانت الأفكار قد أججت همّها وخطفت بريق وجهها، وكان شعرها المدبّس ينطق بذات نفسه عن ماضٍ له مجيد، وكان وجهها الشاحب النحيل يشير بما عانته صاحبته من مضض.
 
فلما ولج زوجها عليها الغرفة، حاولت أن ترمقه بنظرة احتقار واستهجان، ولكنها أخفقت في جهودها، واغرورقت عيناها بالدموع فكرهت أن تستوقفها، فأشاحت عن زوجها، وهي تشعر بالخوف والوجل والإشفاق. كانت تخافه .. وكانت ترتجف رعباً كلما فكرت بهذه المقابلة المحتومة بعد انكشاف أمره ..
 
وطالما هيّأت النفس في الأيام الثلاثة المنصرمة أن تغادر البيت، ولطالما رتبت أمرها وحزمت رأيها وجمعت ملابسها وملابس أولادها وهي تزمع على الانفلات إلى منزل أمها والإقامة فيه، ولكنها كانت تنهار وتتهافت ويغشاها من الشجن ما يفت في عضدها ويوهن عزيمتها. وما أكثر ما استلقت على الأريكة في كل مرة انتاب إرادتها التخاذل، وتأوهت وزفرت، ثم قالت تحدِّث نفسها:
 
«من المحال استمرار الحال على هذا المنوال، ولا مفر لي من إتيان ما يظفرني بأربي ويلبي لي طلبي .. يجب أن أذله وأقهره، يجب أن أنتقم منه !»
 
وقد أتعبها فكرها، فعوّلت على وضع حد لهذه العلاقة، ولكن، كيف؟ كيف تصل إلى هدفها، وهدفها كريه؟ كيف يطاوعها قلبها، وقلبها رقيق مرهف الإحساس؟
 
فوق ذلك، ماذا تفعل بتأقلمها؟ لقد مضت سنون عليهما وهما زوجان سعيدان، يعيشان تحت سقف واحد، وتنقلهما الأيام تارة من التفاؤل إلى التشاؤم، ومن الفوز إلى اليأس، وتارة أخرى تقفز بهما من حرقة الكرب وشدتها إلى روح الطرب والسرور والبهجة؟!

الصفحات