أنت هنا

قراءة كتاب ظلال العشق

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ظلال العشق

ظلال العشق

رواية "ظلال العشق" للكاتب غول شاه إليلك بانق، التي ترجمها إلى اللغة العربية محرم شيخ ابراهيم، نقرأ من أجوائها:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 2
ـ "لا أظنُّ أنَّ الوقتَ مناسبٌ". اعترضتْ (إيجه).
 
أطار (توم) ورقة سقطتْ على الأرض حديثاً بضربة من قدمه.
 
ـ "طيّبْ! هل من المناسب أن أكون بعيداً عن حبيبتي في يوم ميلادها". قال (توم) مؤِّنباً.
 
أخفضت (إيجه) عينيها الكستناوين، وحاولتْ أن تطيَّبَ خاطر حبيبها:
 
ـ "غداً. في يوم آخر نحْيي معاً عيد ميلادي. وعدٌ".
 
ثمّ انتبهت إلى أنهما وصلا إلى أمام بيتها، فابتعدتْ عن (توم) وراحت ترتب ثيابها. ثمَّ ودّعتْ حبيبها بقبلة خاطفة.
 
ـ "غداً أنتِ مدينة لي بقبلة مرتّبة". قال توم مبتسماً وهو يرفع بنطاله (الجينز) الذي انزاح نحو الأسفل.
 
دون أنْ تحيرَ جواباً شرعتْ (إيجه) تفتح الباب، فلم تميّز المفتاح من شتيت المفاتيح من الارتباك. شهقتْ شهقة عميقة، وألصقتْ أذنها بالباب كي تسمع وقع خطى أمِّها، إلا أنها أيقنت أنّ البيت خالٍ من الجميع. شعرتْ بالرّاحة. راحت تقلّب المفتاح في القفل فإذا بالهاتف يرنُّ، فانتفضت في مكانها. وحين وصلتْ إليه كانت ميزة "الرّسائل الصوتيّة" قد حفظت رسالة تقول إن أمَّها علمتْ مؤخراً أنَّ الطائرة ستتأخر زهاء خمس ساعاتٍ، وأنّها حزينة على تأخِّرها، ولن تستقلَّ طائرات هذه الشركة ثانية". همت (إيجه) بأنّ ترفع السماعة وتخبر أمَّها بأنّها في البيت، إلا أنها أعرضت ليقينها بأنّ صوتها سيَفضحها، إذ كلما ارتكبت ما لا يُرضي أمَّها (أسماء) جاء صوتها قلقاً. فلا تريد أن تدخل في سجال مع أمِّها في هذا اليوم الخاصِّ. الأفضل هو أن تأخذ شراباً من (البوفيه) استعداداً لحفلة الليل... خلعتْ بنطالها الأحمر، وعلقت لفحتها على المشجب، ثم أخذتْ تصعد درجات السلم قفزاً درجتين درجتين إلى (البوفيه) في الطابق الثاني.
 
أخذت تبحث في (البوفيه) الخفيفة الإضاءة عن نبيذ أحمر من نوع (بروديكس) ـ صنع فرنسا، عام 1985 ـ ممّا تفضله أمُّها، من بين مشروبات صُفَّتْ حسب تاريخ صنعها... في هذه الأثناء صادفت نظراتها صندوقٌ خشبيٌّ محشور وراء جناح البوفيه الثخين. كان غطاء الصندوق موارباً... تنهَّدتْ (إيجه) قائلة: "يبدو أنَّ أمَّي قد رمت فيه كلُّ ما وقع في يدها، ولم تُطبق غطاءه".. أمها لا تطيق (الفوضى)، والشغّالة تأتي في الأسبوع مرّة. من المحتمل جداً أنّها نسيت أنْ تنظفَ (البوفيه) هذه المرّة. الأفضل هو أن تغلق هي الصندوق، وتزيل غباره قبل أن تعلم أمُّها بالأمر. وإلا ستسمِعُ الشغالة المسكينة (أولغا) توبيخاً ليسَ بقليل. كما أنّ ثلج السطح إذا شرع يذوب ويتسرّب إلى الداخل قد يرطب الصندوقَ، وينتن ما فيه. وحين بلغت الصندوق وانحنتْ عليه، لاحظتْ أنّ الأمر لم يكن كما توقعته أبداً، حتى أنّ الصندوقَ لم يكن مليئاً. لم يكن يحتوي إلا كتاباً واحداً. وإذا بها تبهتُ برسالة وجدتها بين صفحاته المغبرّة. كانت رسالة بخطّ أمِّها، من غير أن تحمل أيّة إشارة إلى تاريخ كتابتها أو لمن كتبتها. عجزت (إيجه) عن أن تجد أيَّ مغزى لحفظ هذا الكتاب الذي تآكلت صفحاته، إن لم يكن من القراءة فمن الاحتفاظ به وسط الغبار

الصفحات