رواية "ظلال العشق" للكاتب غول شاه إليلك بانق، التي ترجمها إلى اللغة العربية محرم شيخ ابراهيم، نقرأ من أجوائها:
أنت هنا
قراءة كتاب ظلال العشق
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
ظلال العشق
الصفحة رقم: 10
ـ "هل أخبرتِ أمُّك بما جرى؟". سأل أحمدُ.
وما إن أفلت السؤالُ من فمه حتى شعر بأنه أخطأ في إطلاقه. ولكن لا جدوى لسحبه. كما إنه كان حقاً راغباً في معرفة الجواب.
-"كلا. يبدو أنها كانت تعرف الحقيقة. كما هي أخفتْ عني هذه الأمور فأنا أخفيتها عنها أيضاً. كان الأمر كاتفاق متبادل. غالباً حاولتُ ألا أفتح هذا الموضوع وسيرة أبي. خاصة نحن ـ الاثنتان ـ كنا موفقتين في التفاهم إلى حدٍّ بعيدٍ".
بعد هذه الجملة الأخيرة أسندت زينب رأسها على كتف أحمد، وتناولت رشفة من قهوتها التي بَردتْ. شعرتْ بالارتياح بعد أن تحدّثتْ وفُهم حديثها. ودون الحاجة إلى مزيد من الإفصاح كان أحمدُ يشعر بالعواصف التي تندلع في داخلها. أصبح يعرف منذ الآن لماذا لا يسعها أن تثق به، وأدرك أنها لن تستطيع أن تكاشفه بما تخفي بعد ذكرياتها المريرة مع أبيها الذي كانت تأمل بأن تسند ظهرها عليه طوال سنين.
أدار أحمدُ وجهَ زينب نحوه، وطبع على جبينها قبلة حارَّة، ثم شدّ على يدها.
ـ "عليكِ أن تثقي بي. سأثبتُ لكِ هذا بأفعالي، لا بأقوالي. سأظلُّ مدى الحياة إلى جانبكِ كي أضمّكِ، كي أحميكِ". قال معاهداً، وكانت ابتسامته الدافئة تشي برجولةٍ واثقةٍ.
ـ "أعرف هذا". قالتْ زينب موافقة. وأضافتْ:
ـ "أشعرُ بهذا في داخلي، في قلبي".
كان هذا الشعورُ في قلبها يتدفق دفئاً، لا يسعها أن تنكر هذه الحقيقة. لكنْ على الرَّغم من ذلك كان ثمَّة نقصٌ، نقصٌ لا تعرفُ له اسماً. مهما يكن فإنَّ القلب الذي ينبض في الجهة اليسرى من صدر أحمد كان يخفقُ لها. لكنّها حتى إن عرفت هذا فإنَّ شكاً ظلّ يساور قلبها على الدّوام. كانت ترى أنه لا يمكن للإنسان أن يثق بأحدٍ ثقة عمياء، بل حتى بنفسه في كثير من الأحيان. هذا الشكّ هو ما يعتريها دائماً. إنه تحذيرٌ يهمسُ في أذنيها. نصيحة لا يمكنها أن تغفلها. ولكن ألا يعتبر حتى هذا الأمرُ نضجاً كبيراً؟ رجلٌ إلى جانبها تسكن إليه نفسها، إذا التفتتْ ذات اليمين تشعر بوقع أنفاسه في روحها. عليها أن تتشبّثَ بهذه الأنفاس ملءَ وجودها، و تأذن لها بأن تنتشلها من براثن الماضي.