أنت هنا

قراءة كتاب ظلال العشق

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ظلال العشق

ظلال العشق

رواية "ظلال العشق" للكاتب غول شاه إليلك بانق، التي ترجمها إلى اللغة العربية محرم شيخ ابراهيم، نقرأ من أجوائها:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 3
 والوسخ.. كانتْ أمُّها تُغرَم بالكتب كثيراً، وكانت تمسح الغبارَ عنها كلُّ يوم بيديها.. كانت تصلح الأغلفة التالفة، وتلصق الصفحات المنزوعة على الفور. إلا أنَّ هذا الكتاب على الرَّغم من احتوائه رسالة في داخله، فقد أُهمل في رُكن وكأنه موغل في القدم. إيجه حين فتحتِ الكتابَ علمت بما فيه من توقيع بأنّه هديّة المؤلِف إلى أمِّها. لكن الكتاب كان خالياً من أية إشارة إلى دار النشر أو عدد النسخ. وحده العنوانُ الذي طُبع بأحرف كحليّة غامقة، كان واضحاً: "الليالي المظلمة".
 
كان الموقّع قد ذيّل توقيعه بعبارة تقول: "عزيزتي أسماء!: أرسلُ إليك هذا الكتاب آملاً أنْ تصفحي عني يوماً، وإني أعلمُ أنّ كتاباً لا يمحو الحقائق المُرّة، لكن حاولي، واقرأي الكتاب. رجاءً". كتُبتِ العبارة بتوسّل حقاً. والتوقيع لم يكن واضحاً. كان حرف (C) وحده في بداية التوقيع واضحاً... تركت إيجه العبارة جانباً وراحت تقرأ رسالة أمِّها ملهوفة:
 
"هذه قصّة حبٍّ.. حطامُ حبٍّ..أحياناً ختامُها يكون سريعاً وأحياناً صعباً بما لا يُصدّقُ....كان ختامُ قصتنا معروفاً منذ البداية. أنتم ألا تستسلمون لسحر الحبِّ مع معرفتكم ختامَه، شاعرين بمرارتَه؟ كنتُ في السابعة عشرة حين رأيته أوّلَ مَرّة. في السابعة عشرة كنتُ مسكونة بأحزان كبيرة، وقلبي ينوء بهموم ثقيلة. كنتُ قد عزفتُ عن السروح مع الخيال أو نسج أحلام مذ أن فارقني بصيصُ نورِ الأمل، إلى أن التقيتُ به. قرأتُ في عينيه حياة تتدفق في مسارها إلى درجة تنسيني نفسي. أمّا هو فكان خارجَ ذلك المسار. أردتُ أن أمدَ إليه يدي وأمسّه حين أيقنتُ أنَّ ناره لابدّ أن تكويني...
 
في البداية تطلعتُ إليه من لجّة ظلمةٍ ظننتُها لن تنتهي أبداً. كانت عيناه أوَّلَ شعاع يخترق العتمة الحالكة. ربّما لهذا السبب كان شاهداً لقلبي إلى هذه الدرجة. مَن كان يدري أنني بعدَ أيّام مريرةٍ سأنهلُ أوّل كأس من يديه يوماً في مكان ما، وأنّ قلبه سيدغدغُ بلطفٍ أغواريَ العميقة، وسيرتعشُ فيها ببطءٍ كشمعةٍ خائفةٍ مبدّداً ظلمة سكوني، مُرشداً كلماتي إلى الدربِ في تلك السكينة، وستدعو عيناه أحلاميَ من حيثُ نسيتها، وستركم الماضيَ في ركن عن طوع خاطر. لكنه سيجعل الجديدَ طوع بناني فاتحاً دربَ الأمل أمامي...
 
كنتُ خائفة. لأنّني لم أفقدْ من قبلُ شيئاً من هذا القبيل، ولم أتشوّق في العثور عليه إلى هذه الدرجة. كان قلبي هادئاً كقاع المحيط لمن لا علم به. مع أنه كان هائجاً ملوّناً لمن يدري كيف يرى ما به. كانت عيناي مطبقتين كروحي. كان قلبي غافلاً كأملي. لكنْ كلُّ شيءٍ كان راسباً في سكون القاع الأزرق.

الصفحات