أنت هنا

قراءة كتاب ظلال العشق

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ظلال العشق

ظلال العشق

رواية "ظلال العشق" للكاتب غول شاه إليلك بانق، التي ترجمها إلى اللغة العربية محرم شيخ ابراهيم، نقرأ من أجوائها:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 4
كنتُ خائفة. خوفٌ لا عهدَ لي به لأبدأ قصة من جديد. ولم أتلهف يوماً على شقِّ طريقي من جديدٍ كلّ هذا التلهف. كانت عيناه كنجمة القطب حيثما وليت وجهي شدّتني إليها. كان التعلق بها سهلاً، وكذلك الامتزاجُ بعبقها والفناءُ فيها. كنتُ على خبرة بالسكوت، وكان قلباً قد ألف القبول الصامت. لكنّ ما يجري الآن في قلبي شيءٌ جديدٌ. لأوّل مرّة يتخطاني صوتي مرفرفاً ليُسمَع في قلبٍ آخر. لأوّل مرّة تزرع نظرةٌ الأملَ في قلبي.
 
كنتُ أعلم. كنتُ أعلمُ منذ الوهلة الأولى أنه قدري. كنتُ أشعرُ منذ الشهقةِ الأولى بأنَّ ذلك القدرَ سيهلكني. ولكنْ إذا كان الهلاكُ بين ذراعيه والموتُ على صدره فأهلاً ومرحباً. لأنني كنتُ في أمسّ الحاجة إلى التشبّث بهذا الأمل الأخير، موقنةً أنه نهايتي... كان القدرُ قد أراد لنا الاكتواءَ، لكنْ في دروبٍ مختلفة. كنتُ دائماً على مقربة منه، وبعيدة عنه في الوقت ذاته. في اللحظات التي دنا فيها من قلبي كان قد تأخّر كثيراً. ماضينا، أمسنا لم يسعهما أن يجمعانا في غدٍ مشتركٍ. الأمسُ لم يسعفنا بغير يومين من الغد... لقد هُزمنا أمام الدهر.
 
أسماء قراطاي".
 
بعد أن قرأتْ (إيجه) الرسالة دفعةً واحدة قلبّتْ صفحاتِ الكتاب، علها تجد عباراتٍ أخرى فيه، إلا أنها لم تقع على كلمات مخطوطة غيرها. لا شكّ أن شخصاً آخر ألفّ الكتاب، إلا أنّ الرسالة تلخص الكتاب بوضوح، وبلسان أمها. من المؤكد أنّ أمراً غريباً يكتنف الموضوع. لكن ما هو؟... أمُّها كانت في باريس في شأن محاضرةٍ. و(إيجه) لم تذق طعم النوم طوال الليلة الماضية لمطالعتها كتاب (دان براون). ولأنها لم يسعها أن ترمي الكتاب من يدها استسلمتْ للنوم صباحاً. إلا أنَّ عالَم (دان براون) السرّي لم يفارق نومَها الذي امتد ثلاثَ ساعاتٍ، مع أنها كانت تريد أن تنام إلى لحظة وصول أمِّها. اليوم بلغتْ (إيجه) السابعة عشرة، إنه يوم ميلادها. كانت تتوقع استعداد أمِّها قبل أيّام لهذا اليوم الخاصّ، وكم كانت تتلهف إلى مفاجآت الليل. فهذا الكتاب يبدو لها أنيساً ممتعاً يُبقيها يقظى. دخلتْ إلى غرفة الجلوس في الطابق السفلي، وأخذت تعدُّ لنفسها عصير فواكه، إذا بهاجس يخطر في بالها بأنها على حافة سرٍّ ينتظر الاكتشاف. ومادام هناك خمسُ ساعاتٍ قبل وصول الطائرة التي تقلُّ أمَّها، فثمّة مزيد من الوقت أمامها.
 
انكبَّتْ على قراءة الكتاب بشغفٍ، بل برغبةٍ عارمةٍ وإن لم تدرِ لها سبباً واضحاً.

الصفحات