رواية "ظلال العشق" للكاتب غول شاه إليلك بانق، التي ترجمها إلى اللغة العربية محرم شيخ ابراهيم، نقرأ من أجوائها:
أنت هنا
قراءة كتاب ظلال العشق
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
ظلال العشق
الصفحة رقم: 7
اعتدل أحمد في جلسته، يريد أن يقطع حديثها، إلا أنها أومأت إليه بالسكوت بأنْ وضعت إصبعها على شفتيها:
ـ "أحمدُ! رجاءً: إذا قاطعتني هذه المرّة، أو سكتُّ، فلن أجدَ الجرأة في نفسي مرّة أخرى. دعني أكملْ ما أريد أن أقوله".
واصلتْ زينب حديثها دون أن تنتظر موافقة حبيبها:
ـ "أنت تعلم أنّ أبي وأمي مطلقان. أخبرتك بهذا منذ اليوم الأول من تعارفنا. حتى أنني تعجّبتُ من نفسي حين أخبرتك به، لأنني كنتُ أوّل مرّة أخبر به أحداً. ذكْرُ مثلِ هذه الأمور يكون سهلاً لبعض الناس. وإذا فكرنا في عمري، نظنّ أنَّ ذكرَها سهلٌ لمن كان في مثل عمري. لكنّ الأمر ليس كذلك. أنا حاولتُ طوال سنواتٍ أن أتقبل هذه الحقيقة، أي طلاقهما، أنّ أتقبل أنّ لي أسرة. طبعاً الإنسان لا يستطيع أن يتحدّث بما لا يتقبله".
أخذتْ زينب رشفة أخرى من فنجانها، وتجرّعتها دون أن تبالي بالحرارة التي ألهبت حنجرتها... كانت تُجهد نفسَها لاستئناف حديثها، وتحاول أن تنتزع الكلمات من أعماق الذكريات التي استودعتها في أغوارها. لعلّ أصحَّ ما في الأمر هو أن تبدأ ممّا يَجرحها أكثر. مِن لحظة معرفتها أنها فقدتْ أمَّها وأسرتها إلى الأبد... المهمّ: إنَّ كلَّ شيءٍ لم يتغيّر أثناء التعرّف على استانبول على عجل، وإنما حين ذهبتْ إليها لتبحث عنهم. وكأنَّ بداية النهاية قد بانت. في هذه اللحظة كانت هذه الذكرى الأليمة تحاصر زينب كاللبلاب أخذ يلفها بدءاً من قدميها، ووصولاً إلى خيبة الأمل المستقرّة في قلبها.
ـ "كان قد مضى شهرٌ على انتقالي مع أمي إلى (آيدين). لكني لم أفهم بعدُ لماذا كنتُ أضطر للبقاء في (آيدين)، ولماذا لم يسأل عنا أبي منذ سنة. ربّما كنتُ أتهم أمِّي في نفسي... أثناء العطلة الصيفية كانت أسرة إحدى صديقاتي ذاهبة إلى استانبول. استطعتُ بوسيلة أو بأخرى أن أقنع أمي بأن يصحبوني معهم. أعتقد أن أمّي تحاشتْ أن تمنعني. وإلا ليس من الأمر السهل إقناعها".
الحديثُ عن أمها، واتهامها إياها ظلماً آلم أحمدَ كثيراً. وهو كي يثبت لها بأنه كله آذان صاغية وضع يده على كتفها، ومسح على ظهرها بلطفٍ، ثمّ فكر في أن يطرح عليها أسئلة كي يستحثها على مواصلة حديثَها.
ـ "طيّب! هل استفدتِ من ذهابك إلى استانبول؟". سألها أحمد ثم أصغى إلى بقية حديثها. هزّت زينب رأسها يميناً وشمالاً. وحين أردفتْ انقبضت ملامح وجهها كلها: