أنت هنا

قراءة كتاب حكايات عصفور النار

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حكايات عصفور النار

حكايات عصفور النار

(حكايات عصفور النار)، لعلنا اليوم وبعد أن سقط النظام في بغداد ودخل العراق في ظلمات الاحتلال وتداعياته، نجد تلك الخصلة منتشرة، وبصورة مضخّمة ومقنّنة عرفاً وتشريعاً، وبارزة في سلوك الكثير من الأشخاص والأحزاب والوزارات والهيئات والمديريات، ولاسيما بعد تشكيل ال

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 3
 يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون. هاأنتم حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم والله يعلم وأنتم لا تعلمون.ماكان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً، ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين. وبذلك يؤكد القرآن حقيقة عصر إبراهيم وانه أقدم من عصر نزول التوراة والعصر اليهودي والعصر المسيحي أيضاً، وهي حقيقة علمية آثارية متفق عليها بين العلماء اليوم.
 
أما ذكر التوراة لسام بن نوح فإننا سنحاول أن ننتقي بعض النصوص في التوراة الحالية التي تعرّضت لأسماء أبناء النبي نوح ، لاسيما ما جاء في سفر التكوين/الإصحاح التاسع والعاشر والثاني والثلاثين وغيرها. والحقيقة إن تسمية السامية هي تسمية حديثة نسبياً، فقد حاول المستشرق النمساوي شلوتسر قبل قرنين من الزمن وتحديداً في عام 1781م، أن يحاكي ما جاء في التوراة من ذكر لسام وباقي أخوته وطبيعة العلاقة بينهم ومع أبيهم، للربط بين الأقوام التي كانت تتكلم بلغات متقاربة يبدو على صفاتها أنها ذات أصل واحد فأسماها اللغات السامية، وعن الأقوام والشعوب التي كانت تتكلم بها بالأقوام السامية، وهم الأكديين (البابليين والآشوريين) والعرب والكنعانيين والعبريين والفينيقيين والآراميين، وقال عنها أنها انحدرت جميعها من جد واحد هو سام بن نوح، وذلك استناداً إلى قائمة الأنساب التي ذكرتها التوراة في الإصحاح العاشر من سفر التكوين. إذ تذكر التوراة في هذا الصدد ما نصه: ( وهذه مواليد بني نوح سام وحام ويافث وولد لهم بنون بعد الطوفان.. وسام أبو كل بني عابر وأخو يافث الكبير وولد له بنون أيضاً.بنو سام عيلام وآشور وأرفكشاد ولود وآرام. وبنو آرام عوص وحول وجاثر وماش. وأرفكشاد ولد شالح وشالح ولد عابر. ولعابر ولد ابنان اسم واحد فالج؛ لأن في أيامه قسمت الأرض واسم أخيه يقطان. ويقطان ولد الموداد وشالف وحضرموت وبارح وهدورام واوزال..جميع هؤلاء بنو يقطان. وكان مسكنهم من يشاح، بينما تجيء نحو سفار جبل المشرق. هؤلاء بنو سام بحسب قبائلهم كألسنتهم بأراضيهم بحسب أممهم)(1). كما تذكر التوراة اسم سام في موضع آخر فتقول: (وابتدأ نوح يكون فلاحاً وغرس كرماً وشرب من الخمر فسكر وتعرّى داخل خبائه فأبصر حام أبو كنعان عورة أبيه وأخبر أخويه خارجاً، فأخذ سام ويافث الرداء ووضعاه على أكتافهما ومشيا إلى الوراء وسترا عورة أبيهما ووجهاهما إلى الوراء فلم يبصرا عورة أبيهما، فلما استيقظ نوح من خمره علم ما فعل ابنه الصغير فقال: ملعون كنعان عبد العبيد يكون لاخوته( وهو ابن حام المزعوم وأبو الكنعانيين والعرب كما يخيل كتبة التوراة، كما انه لم يولد بعد ولكنه لعن عوضاً عن أبيه حام على لسان نوح أبيه!).. ثم يكمل نوح دعوته كما ترويها التوراة فيقول:مبارك الرب اله سام، وليكن كنعان عبداً لهم، وليفتح الله ليافث فيسكن في مساكن سام، وليكن كنعان عبداً لهم)(2). وتذكر التوراة أيضا في مواضع أخرى: (أنجب نوح أبناءه وعمره 500سنة(3).. وحدث الطوفان وعمر نوح 600 سنة(4).. ولما كان حام هو أصغر اخوته(5) .. وسام هو أخو يافث الكبير(6).
 
وبعد استخدام شلوتسر لهذا المصطلح التوراتي الغريب عن علم التاريخ القديم والآثار حتى ذلك الحين، بدء مصطلح الساميون واللغات السامية يلاقي القبول لدى العلماء والمستشرقين اللاهوتيين وغيرهم، فشاع استعماله على نطاق واسع في مراكز البحوث والمؤسسات العلمية التي تعنى بالتاريخ القديم والآثار، ولاسيما تاريخ اللغات والحضارة والأديان. ويذكر الدكتور فاضل عبد الواحد في كتابه (من ألواح سومر إلى التوراة) أهم مميزات التقارب اللغوي بين الأقوام التي أطلق عليها اسم الأقوام السامية، نقلاً عن المستشرق إسرائيل ولفنسون في كتابه / تاريخ اللغات السامية، فيقول: ويتجلى هذا التقارب في جوانب أساسية لعل أبرزها الآتي:
 
1. اعتمادها بصورة أساسية على الحروف الصحيحة وليس على حروف العلة، كما هو الحال في اللغات الآرية، ثم إن فيها حروفاً صحيحة إضافية غير موجودة في اللغات الآرية كالحرف اللهوي (ط) والحنكي (ق) والسني الصافر (ص) والحلقي (خ).
 
2. إن الغالبية العظمى من كلماتها مشتقة من أفعال ذات جذور ثلاثية.
 
3. وجود جنسين فقط للتعبير عن الأشخاص هما المذكر والمؤنث وعدم وجود ما يعرف بـ (لا مؤنث ولا مذكر).
 
4. وجود مجموعة كبيرة من المفردات في هذه اللغات تتطابق لفظاً ومعنى. (من ألواح سومر/ص 49).

الصفحات