أنت هنا

قراءة كتاب مقدمة إلى علم الدلالة الألسني

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مقدمة إلى علم الدلالة الألسني

مقدمة إلى علم الدلالة الألسني

هذه المقدمة إلى علم الدلالة الألسني لا تتوجه إلى الطلاب من دارسي الألسنية أو فقه اللغة فحسب، إنما تعني المهتمين بالعلوم الإنسانية كلهم.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
الصفحة رقم: 4
مقدمة
 
تكاثرت المؤلفات التي تعالج علم الدلالة تكاثراً كبيراً بحيث يسعنا القول بوجود بعث جديد في هذا الميدان الذي ينتمي إلى الألسنية.
 
هذا الأمر يحتم علينا ألا نستعرض سوى بعض عناصر التطور المعقد الذي أصاب هذا العلم. ولكي لا يكون هذا الاستعراض مبستراً لا بدَّ أوَّلاً من محاولة رسم حدود علم الدلالة الألسني بالنسبة للعلوم الأخرى القريبة منه مثل: علم الدلالة المنطقي – الفلسفيsémantique logico-philosophique , وهي ضرورة صاغها الفيلسوف البولوني آدام شاف Schaff في كتابة: (مقدمة إلى علم الدلالة) حينما قال: " بلغ علم الدلالة، بما هو فرع علمي حتى الآن، درجة كبرى من التعقيد, واكتسبت هذه عبارة (علم الدلالة) مفاهيم متعددة، حتى صار من الضروري إخضاعها إلى تحليل دلالي إذا ما أردنا تجنب الخلط المؤسف، والأخطاء التي برزت على صعيد علم المنطق" .
 
ذلك هو الهدف الذي آمل الوصول إليه محاولاً فيما سيلي تحديد هذا الميدان وتقديم شرح لبعض المفاهيم الأساسية في علم الدلالة.
 
وستتم دراسة موضوعنا الرئيسي (أي علم الدلالة الألسني الخطاب) من الخارج.إذ لايهدف هذا الاستعراض البحث عن نظرية دلالية – ألسنية وفق نموذج شكلي محدد، إنما هو في الواقع عبارة عن مقدمات إلى نظرية.
 
أودُّ أوَّلاً - دون المرور على تاريخ علم الألسنية أو الميدان الذي يعنينا هنا، أي علم الدلالة - إزالة سوء الفهم أو التفاهم الذي قد يقع.
 
حينما نتحدث اليوم عن علم الدلالة في الألسنية فإن هذه العبارة تشير إلى القضايا المتعلقة ببناء نظرية دلالية للألسن الطبيعية (من منظور شكلي/ أو جوهري) أي مسائل علم الدلالة الشامل، أو إلى قضايا دلالة علامات الخطاب (الكلمات) وتشكيلات combinaisons العلامات (تَشَكُّل الكلمات والجمل...إلخ). في لسانٍ طبيعيٍّ ما يُستخدم كأداة اتصال في مكانٍ محددٍ من قبل مجموعة اجتماعية معينة، وبالتالي فإن الأمر يتعلق بدراسة علم الدلالة التزامني synchronique.
 
والملاحظات الواردة في هذا الكتاب، تعالج السلسلة الأولى من تلك المسائل المطروحة علماً بأن كافة الأبحاث المتعلقة بالتطور التاريخي لدلالات أشكال الخطاب قد خرجت اليوم من صلب الأبحاث الجارية في ميدان الألسنية لأسبابٍ عدةٍ.
 
وحينما أدخل ميشيل بريال عام 1891 في كتابه (دراسة في علم الدلالة)مصطلح علم الدلالة في الألسنية ، كان وضع البحث آنذاك مختلفاً عما هو عليه الآن، لأنه كان متأثراً بالنظريات التي الشائعة يوم كانت الألسنية تطورية فقط. ولم يهتم بريال آنذاك بتحليل دلالات العناصر من وجهة نظر تزامنية بل صَبَّ جُلَّ اهتمامه على تحليل وشرح التغير الذي يصيب دلالات الكلمات. في الوقت الذي لم تدخل فيه المقولات التطورية والتزامنية في أساسها على يدي (فردينان دو سوسير) في كتابه (محاضرات في الألسنية العامة)، والذي يعود تاريخه إلى عام 1916 فقط، في ذلك الوقت كان بحث بريال (المذكور آنفاً) مبرراً في حدِّ ذاته. حيث كان بريال يرى في علم الدلالة أحد مجالات الألسنية غرضهُ البحث عن أسباب وثوابت عملية تغيّر معاني الكلمات.
 
وبالاستناد إلى معارف بلاغية واشتقاقية كلاسيكية متعددة، اقترح بريال التصنيف التالي لتغيّر الدلالة:
 
1- اتساع الدلالة واختزالها.
 
2- نقل المعنى.
 
3- تشوه المعنى(مدحاً أو قدحاُ، .) .

الصفحات