كّتَّاب كثيرون ينتمون إلى جنسيات ومذاهب متعددة تقصوا موضوعات تتعلق باليهود وبالقضية الفلسطينية، وإذا ما توقفنا عند الكتابات الغربية المتعلقة بتلك الموضوعات فسنرى أن هناك محاولات من لدن أولئك الكتاب من خلال تنسيق التعاون مع كتاب يهود وباحثي آثار مرتشين يتعلق
أنت هنا
قراءة كتاب يهود الدونمة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
المبحث الرابع :المسيح المنتظر
دعاة النبوة يذهبون إلى أن الأحاديث النبوية تشير إلى مجيء "المسيح الموعود" وبما أنه كان نبيا ً، فلا يقدح مجيئه في ختم النبوة، وهذا يعني من وجهة نظرهم أن ختم النبوة حق ولكن من الحق كذلك مجيء "المسيح الموعود". ويؤكد القرآن الكريم أن محمداً ( هو خاتم الأنبياء، وفق ما جاء في الآية 40 من سورة الأحزاب : "ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما". وفي هذا المعنى أورد البخاري حديثا نصه، قال الرسول ( : "كان بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي جاء نبي ، وإنه لا نبي بعدي وسيكون خلفاء فيكثرون ، قالوا فما تأمرنا قال ( أوفوا ببيعتهم الأول فالأول، أعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم. وفي حديث آخر عن أبي هريرة ( أن رسول الله( قال إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتاً فأحسنه وأجمله إلاّ موضع لبنة من زاوية فجعل الناس يطوفون به ويعجبون منه ويقولون هلا وضعت اللبنة، فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين".
وحديث جابر بن عبد الله ( قال:قال رسول الله ("أعطيت خمسا لم يعطين أحد قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ، وأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل ، وأحلت لي الغنائم ، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس كافة، وأعطيت الشفاعة".
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه " ألا ترضى بأن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس نبي بعدي".
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لانبي بعدي ولا أُمَّة بعدي ، فإني آخر الأنبياء وإن مسجدي آخر المساجد". وقد أقر إنجيل برنابا بختم النبوة إذ جاء فيه : "حينئذ قال يسوع عليه السلام قد جاء الأنبياء كلهم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي سيأتي بعدي لأن الله يريد ذلك حتى أهيئ طريقه . بعثني الله تعالى لأصدقه وأخبر الناس بجيئته".
ويقول إنجيل برنابا : "تضرع آدم عليه السلام إلى الله تعالى قائلاً: يارب هبني هذه الكتابة [التي رآها على العرش] على أظفار أصابع يدي فنسخ الله أولا من تلك الكتابة على ظفر إبهام اليد اليمنى لآدم ( ما نصه: لا إله إلا الله"، وعلى ظفر إبهام يده اليسرى ما نصه: "محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ". فقبَّل الإنسان الأول بحنو أبوي هذه الكلمات ومسح عينيه وقال: بورك ذلك اليوم الذي ستأتي فيه إلى العالم".
يقول الأب عبد الأحد داود في كتابه الموسوم بـ "كتاب الإنجيل والصليب" "إنني بعد تسليمي بحقيقة الآية (15:7من إنجيل متي) أقول: إن كانت هذه الآية هي ما يعتمد عليه النصارى في نفي احتمال ظهور رسول حقيقي بعد المسيح ( فإنها هي نفسها مع الأربع آيات التالية لها تصرح بأنه سيأتي أنبياء صادقون وأنبياء كذبة. وبيَّن علامة التمييز بينهما. وحذر من الكذبة وهذا نص الآيات الخمس: احترزوا من الأنبياء الكذبة الذين يأتون بثياب الحملان" إي دون الصادقين منهم. أما القرآن الكريم فأشار إلى عودة سيدنا عيسى عليه السلام ، فجاء في الآية 159 من سورة النساء: "وإنََّ من أهل الكتاب إلاَّ ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيداً".
قال الشوكاني في رسالته التوضيح في تواتر ما جاء في الأحاديث:"وقد ورد في نزول عيسى ( تسعة وعشرون حديثاُ تم سردها وقال بعد ذلك: ما سقناه بالغ حد التواتر كما لا يخفى على من يتمتع بفضل إطلاع فيقرر أن جميع ما سنذكره من أحاديث في نزول سيدنا عيسى( هي أحاديث متواترة": فعن أبي هريرة ( قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "والذي نفسي بيده ليوشكن فيكم أبن مريم حكماً عدلاً فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الحرب ، وفي رواية يضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد حتى تكون السجدة الواحدة خيراً من الدنيا وما فيها".
وأما وقت خروجه فسيكون عند الفجر ، وسينزل سيدنا عيسى عليه السلام " عند صلاة الصبح فيقول أميرهم يا روح الله تقدم صلّ فيقول:"هذه الأمة أمراء بعضهم على بعض".
وفي كتاب الفتن لأبي نعيم: "ينزل ابن مريم فيجد خليفتهم يصلي بهم فيتأخر فيقول للخليفة صلّ فقد رضي الله عنك فإني إنما بعثت وزيراً ولم أبعث أميراً". فسيدنا عيسى عليه السلام لا ينزل بشريعة متجددة بل ينزل على شريعة نبينا محمد (ويكون من أتباعه".
وفي هذا الشأن يقول الشيخ عبد الحق الدهلوي:قد ثبت بالتحقيق من الأحاديث الصحيحة أن عيسى عليه السلام سينزل ويكون تابعاً لدين محمد صلى الله عليه وسلم ويحكم بشريعته.
ويقول القاضي محمد بن علي الشوكاني : "وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة أن عيسى عليه السلام حين ينزل باق على نبوته السابقة لم يعزل عنها بحال لكنه لا يتعبد بها لنسخها في حقه وحق غيره وتكليفه بأحكام هذه الشريعة أصلاً وفرعاً فلا يكون إليه وحي ولا نصب أحكام، بل يكون خليفة لرسول الله وحاكماً من حكام ملته بين أمته".