أنت هنا

قراءة كتاب العلم وشروط النهضة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
العلم وشروط النهضة

العلم وشروط النهضة

كتاب " العلم وشروط النهضة "، تأليف سمير أبو زيد ، والذي صدر عن مكتبة مدبولي عام 2008 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: مكتبة مدبولي
الصفحة رقم: 4

الباب الأول

التصورات العلمية الجديدة

القسم الأول: العلم ونظرتنا إلى العالم

« من العلم الحديث إلى التصورات العلمية الجديدة »

تمهيد :

هناك إذن مستويان تجلت من خلالهما التصورات العلمية الجديدة. المستوى النظري، الخاص بالتصورات الفلسفية، والمستوى العملي الخاص بالتصورات الاجتماعية. ولذلك الأمر الطبيعي هو أن نستهل المؤلف بمعالجة التصورات الجديدة على المستوى الأول، النظري. فنقوم باستعراض التحولات التي مرت بها التصورات النظرية للعلم خلال القرن العشرين. وستكون الإشكالية التي نعرض من خلالها هذه التحولات هي إثبات أن النظرة العلمية للعالم ليست نظرة واحدة وإنما هي مرتبطة بالمراحل الفكرية والحضارية التي تمر بها البشرية. وأنه يمكن أن توجد أكثر من نظرة علمية للطبيعة في نفس الوقت.
والقضية الجوهرية هنا هي أن الفكرة السائدة في الفكر العلمي المعاصر هي أن العلم هو نشاط موضوعي بشكل تام لا يختلف من فرد لآخر أو من مجتمع لآخر أو من ثقافة لأخرى. وهذا يستتبع، بشكل ضمني، أنه ليس هناك سوى نظرة علمية واحدة للعالم، نظرة موضوعية، يمكن الكشف عنها تدريجيا بواسطة تقدم العلم، هي النظرة الميكانيكية.
هذه النظرة العلمية الموضوعية الميكانيكية للعالم تنطلق، ضمنا أيضا، من مفهوم الحقيقة المطلقة، أي أنه هناك حقيقة واحدة مطلقة للعالم يمكن معرفتها. ومفهوم الحقيقة المطلقة، في أي مجال فكري، يؤدي بشكل مباشر إلى الصراع. فإذا كانت الحقيقة المطلقة يمكن معرفتها، فسوف يكون من حق كل اتجاه أن يعرض الحقيقة من وجهة نظره باعتبارها هي الحقيقة المطلقة. وبذلك سوف لا يكون ممكنا حسم الاختلاف سوف من خلال القوة.
ولأن النظرة العلمية الموضوعية مثلت أحد صور مفهوم الحقيقة المطلقة، فقد عبرت عن ثقافة واحدة معينة وفكر فلسفي معين هو فكر الحداثة الغربية. وعبرت هذه النظرة عن سيطرة الفكر الغربي الحديث على العالم، كما عبرت في نفس الوقت عن ثقافة القوة بصور مختلفة. ولذلك يكون العكس صحيح أيضا، فتعبر النظرة النقيض للنظرة العلمية الموضوعية المعبرة عن الحقيقة المطلقة عن نوع من التحلل أو التحرر من سيطرة الفكر الغربي الحديث على العالم، وفي نفس الوقت نوع من التحول إلى عالم يعترف بالتعددية الثقافية.
ولأن مفهوم العلم، الحديث، الموضوعي، والمعتمد على النظرة الميكانيكية هو مفهوم غير واقعي وغير حقيقي، ظهرت تصورات جديدة في المعرفة العلمية تتعارض معه. ومهمتنا في هذا القسم من المؤلف إبراز هذه التحولات والكشف عن الكيفية التي يمكن من خلالها أن يتحول العالم إلى نظرة جديدة. نظرة تدعم التعددية الثقافية وتنشأ عن مشاركة الثقافات المتعددة في تشكيل العالم وعن نظراتها المتعددة إليه.

الصفحات