أنت هنا

قراءة كتاب العلم وشروط النهضة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
العلم وشروط النهضة

العلم وشروط النهضة

كتاب " العلم وشروط النهضة "، تأليف سمير أبو زيد ، والذي صدر عن مكتبة مدبولي عام 2008 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: مكتبة مدبولي
الصفحة رقم: 5

1 - تقسيم الموضوع

ولأن مهمتنا هي إبراز عملية التحول الجارية حاليا في الفكر العلمي، فسنستعرض في الفصول التالية خطوات هذه العملية بدءا من الصورة التقليدية للعلم الحديث مرورا بظهور الصعوبات المتعددة أمام هذه الصورة التقليدية وانتهاء بالتصورات الجديدة المختلفة.
فنقدم في الفصل الأول السمات العامة للتصور التقليدي للعلم الحديث سواء على مستوى مفهوم العلم الحديث أو على مستوى تعريف المنهج العلمي في صورته التقليدية. بحيث نعرض لهذا التصور التقليدي في أكثر صوره عمومية، إذ أن واقع الأمر هو أن مفهوم العلم لم يكن أبدا في أي وقت من الأوقات محل اتفاق عام.
وفي الفصل الثاني نقدم صورة عامة للكيفية التي ظهر بها العلم الحديث بشكل متدرج خلال عصر النهضة الأوروبية مرتكزا على جذوره في العلم العربي. ونبين أن العلم الحديث ليس منفصلا بشكل تام عن التصورات العلمية السابقة عليه. وأن الواقع هو أن العلم يتطور بشكل يبدو كأنه تغيرا جذريا، ولكنه في الواقع لا يتغير من مرحلة لأخرى بشكل تام. فالعلم العربي لم يكن متناقضا بشكل تام مع العلم اليوناني القديم. كما أن العلم الغربي الحديث لم يكن متناقضا بشكل تام مع العلم العربي القديم.
وفي الفصل الثالث نستعرض التصورات العلمية التي تبين الارتباط بين العلم ونظرتنا إلى العالم، ونبين أن العلم الحديث هو علم معتمد على نظرة فكر الحداثة. وذلك تأكيدا للارتباط بين العلم والنظرة إلى العالم وتمهيدا لاستعراض التحولات التي مر بها العلم في القرن العشرين. ثم في الفصل الرابع نستعرض المشكلات التي واجهت العلم الحديث ابتداء من ظهور نظرية ميكانيكا الكم في الثلث الأول من القرن العشرين، ثم ما تلا ذلك من مشكلات علمية، وانقسام ردود الأفعال حول هذه المشكلات.
أما في الفصل الخامس فنستعرض التصورات الجديدة للمعرفة العلمية التي نشأت كرد فعل على المشكلات التي قابلت العلم الحديث ولم يتم التغلب عليها حتى الآن. ثم نستعرض في الفصل السادس ما ترتب على مفهومنا للمعرفة العلمية من تغيرات بالمقارنة بصورة العلم الحديث كما عرضناها في الفصل الأول، كنتيجة للتصورات العلمية الجديدة.
وفي الفصل السابع، والأخير، نستعرض بعض المشاريع العلمية البديلة لعلم الحداثة والتي طرحت كاستجابة للمشكلات التي واجهت هذا العلم. ولأن هذه المشاريع البديلة مطروحة في صورة تطبيقات علمية فإن هذه المشاريع تبين علميا أنه يمكن أن يطرح أكثر من تصور عن طبيعة العلم ونظرته إلى العالم في نفس الوقت.

2 - اعتبارات منهجية

يمثل هذا القسم من المؤلف القسم الأكثر اعتمادا على التصورات النظرية، وتنتمي الموضوعات المطروحة فيه، بشكل دقيق، إلى مجال فلسفة العلم. فسواء كان الموضوع هو مفهوم العلم بالمعنى الكلاسيكي أو المشكلات التي قابلت هذا المفهوم أو التصورات الجديدة التي طرحت، فالقضايا المطروحة هي قضايا تخصصية دقيقة. وكافة هذه القضايا ترتكز على تراث من المناقشات الفلسفية العميقة التي استغرقت القرن العشرين كله.
لذلك من الضروري بيان أن المعرفة الدقيقة بالنسبة لتلك المشكلات الفلسفية ليس مهما بالنسبة للقارئ من عموم المثقفين. فالهدف من المؤلف كله، ومن هذا القسم خصوصا، ليس استعراض التصورات الأكاديمية المطروحة بخصوص العلم وإنما استعراض المفاهيم التي توصل إليها الفكر الإنساني. وذلك بهدف الارتكاز عليها في معالجتنا للعلاقة بين العلم والمجتمعات العربية والإسلامية.
على هذا الأساس حرصنا على أن يكون تركيزنا عند استعراضنا للتصورات العلمية المختلفة على المفاهيم التي تطرحها هذه التصورات وليس على المناقشات التي أدت إليها، أو إلى طبيعة الاختلافات الفلسفية حولها. ثم على الاتساق المنطقي بين المفاهيم المطروحة بحيث تشكل في مجموعها تصورا متكاملا واضحا. فإذا كانت بعض القضايا ليست واضحة بالنسبة للقارئ غير المتخصص، فليس ذلك مهما بالنسبة للقضية المطروحة في المؤلف، وإنما المهم هو استقرار المفهوم الذي يكمن وراء القضية في ذهن القارئ. وهذا المفهوم سنحرص طوال المؤلف، أن يكون واضحا ومباشرا وخاليا من المصطلحات العلمية.
فعلى سبيل المثال عندما نقول بأن نظرية ميكانيكا الكم قد نتج عنها ظاهرة غير معروف سببها حتى الآن وتتعارض مع النموذج الميكانيكي للطبيعة، هي ظاهرة التشابك. ليس مهما بالنسبة للقارئ أن يعرف بدقة ما هي نظرية ميكانيكا الكم، ولا تفصيلات ظاهرة التشابك. وإنما المهم بالنسبة له هو أن يكون مفهوم "التشابك" واضحا وأن يتم تعريفه بشكل غير معتمد على المصطلحات العلمية، وهذا ما قمنا به في ثنايا البحث.
أما إذا كان القارئ يريد أن يفهم بشكل أكثر عمقا الموضوع المطروح، أو أن يتثبت من حقيقة الظاهرة التي ذكرناها، فيمكنه في هذه الحالة الرجوع إلى الإحالات المرجعية المشار إليها. ونظرا للطبيعة التخصصية للموضوع ولدقة الموضوعات المطروحة فقد حرصنا، رغم كثرتها، على أن نقرن كل فكرة أو مفهوم تخصصي بالإحالة المرجعية التي تتيح للقارئ الاستزادة من الموضوع، أو التثبت منه، إذا رأى ذلك.

الصفحات