أنت هنا

قراءة كتاب الفلسفة والتسامح والبيئة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الفلسفة والتسامح والبيئة

الفلسفة والتسامح والبيئة

كتاب " الفلسفة والتسامح والبيئة "، تأليف فريال حسن خليفة ، والذي صدر عن مكتبة مدبولي عام 2006 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: مكتبة مدبولي
الصفحة رقم: 2

الفصل الأول

معني الفلسفة في تاريخ الفلسفة(1)

أولاً : المقدمـة :إشكالية معنى الفلسفة :

البحث عن معنى الفلسفة وأهميتها في حياة البشر ومستقبل الشعوب لا يتم بمعزل عن النظر في تاريخ الفكر الفلسفي ، من بداياته الأولى في الشرق القديم عند اليونان والرومان حتى عصرنا الحاضر .

ومعاني الفلسفة متعددة في تاريخ الفلسفة . فهي عند فيثاغورس " محبة الحكمة" ، وعند أرسطو هي " علم الوجود بما هو وجود" ، وفي تعريف الكندى " هي علم الأشياء بحقائقها بقدر طاقة الإنسان" ، وعند ابن رشد هي " النظر في الموجودات واعتبارها بحسب ما تقتضيه شرائط البرهان" ، وعند برونو باور هي " النقد " ، وعند ماركس هي " نظرة كلية لتغيير العالم " ، وعند الوضعية المنطقية هي " التحليل المنطقي لقضايا العلم "…إلخ

وهكذا تختلف التعريفات والمعاني من عصر إلي عصر ، ومن مذهب إلى مذهب ، ومن فيلسوف إلى فيلسوف ، وهذا الاختلاف لـه جذوره الاجتماعية والمعرفية التي تعمق وتنفى إمكانية وجود معنى واحد محدد للفلسفة .

وقد يكون من السهل السؤال: ما هي فلسفة ديكارت ؟ أو ما هي فلسفة كانط ؟ أو ما هي فلسفة سارتر ؟ لأن الإجابة عن مثل هذه الأسئلة ( كما يقول تيدور أويزرمان ) هي بسيطة لأن مضمونها ممكن تحديده بدقة ، ولكن الإجابة عن السؤال: ما هي الفلسفة ؟ يتطلب منا أن نستبعد تماما كل ما يميز فلسفة ديكارت ، وما يميز فلسفة كانط ، وما يميز فلسفة سارتر . ولكن ماذا يبقى بعد استبعاد كل ما يميز فيلسوفا عن الآخر ويفرق بينهما ؟ ويجيب تيدور أن ما يبقى هو هوية مجردة ننظر فيها من خلال المتعين"(2) .

فالهوية المجردة لا نستطيع التعبير عنها إلا من خلال تاريخ الفكر الفلسفي؛ أي من خلال مسار الفلسفة في الزمان . ولكن هذا المسار ليس ثابتا بل متطور ، والتطور ينطوي على سلب فكرة ثبات الهوية ، وبالتالي تظل إشكالية معنى الفلسفة قائمة لأن التطور في صميم الهوية . وأساس التطور هو التناقض ، وهذا معناه أن كل فلسفة تنطوي على تناقض ، وبالتالي يمكن القول بأن التفلسف هو القدرة على كشف التناقضات وتجاوزها . ولما كان كشف التناقض لا يتسنى إلا بإعمال العقل في المنقود ، وإعمال العقل موقف معرفي ؛. ومن ثم فالمعرفة تشكل محتوى أساسيا للفلسفة ، سواء كان المنقود نصا ، أو فكرا ، أو واقعا . وبفضل قدرة العقل على إعادة تشكيل الواقع في شكل عقلاني جديد . فتكون الفلسفة إبداعا ، وعندما يكون العقل الإنساني قادرا على الإبداع فهو بالضرورة " عقل راشد لا سلطان عليه يتسم بالجرأة على إعمال العقل"(3) . وهنا تكون الفلسفة بمعنى التنوير .

وعلى هذا فمعنى الفلسفة باعتبارها تنويرا هو معنى مركب ، وليس بسيطا . وهو معنى مركب من المعرفة ، والنقد ، وغاية الفلسفة باعتبارها تنويرا هى الإبداع ، والإبداع طريق التقدم للفرد والمجتمع ، وللإنسانية جمعاء . وبهذا التحديد لمعنى الفلسفة وغايتها يبقى لنا أن نسأل: هل يمكن للفلسفة أن تحدث تنويرا في التعليم ، فيؤدى التعليم إلى الإبداع؟

والإجابة عن هذا السؤال هي خاتمة البحث في معنى الفلسفة . وهو ينقسم إلى أربعة أقسام :

1 - البعد الأول في معنى الفلسفة هو المعرفة .

2 - البعد الثاني في معنى الفلسفة هو النقد .

3 - الفلسفة - كمركب جدلي من المعرفة والنقد- هي التنوير .

4 - أهمية الفلسفة - أو أهمية التنوير - في التعليم .

الصفحات