أنت هنا

قراءة كتاب الإسلاميون وسراب الديمقراطية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الإسلاميون وسراب الديمقراطية

الإسلاميون وسراب الديمقراطية

كتاب " الإسلاميون وسراب الديمقراطية " ، تأليف د. عبد الله إبراهيم الدلال ، والذي صدر عن مكتبة مدبولي عام 2007 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: مكتبة مدبولي
الصفحة رقم: 1

العمل الإسلامي والساحة السياسية المعاصرة

والساحة السياسية المعاصرة

بعد أن غابت شمس الخلافة الإسلامية عام (1924م) أضحت الأمة الإسلامية كيتيم لا والدين له.. فتشتت أجزاء، وتناثرت أشلاء.

ومن أهم ما آل إليه أمر الأمة الإسلامية القضايا التالية:

1- تنحية شرع الله تعالى عن الحكم، والاحتكام إلى القوانين الوضعية البشرية المستوردة من الشرق والغرب.

2- استيلاء الطغام على دفات القيادات السياسية في البلاد الإسلامية.

3- محاربة الإسلام والمسلمين في معظم البلاد الإسلامية، مع موالاة أعداء الإسلام.

4- انتشار ألوان الفساد على كافة المستويات، سواء ما تعلق منها بالفكر والثقافة والسياسة، أو ما تعلق منها بالأخلاق والسلوك والمعاملات.

وقد تفاوت عمق وتأثير هذه القضايا الأربع في البلاد الإسلامية، كل بحسبها.

فأما تنحية شرع الله تعالى عن الحكم والاحتكام لقوانين البشر فيكاد يكون عاماً في كافة البلاد الإسلامية، وأما أصقاع هذه البلاد فقد تجزأت إلى وحدات سياسية مستقلة كل عن الأخرى، فبعضها يحكمها ملوك، وبعضها أمراء، وبعضها رؤساء جمهوريات، ومنهم من يحارب الإسلام نهاراً جهاراً، ومنهم من يحاربه سراً وخفاء، ومنهم من يداري ويحابي: إما مكراً ودهاء، وإما مصلحة ورياءً، ثم إن منهم من يصلي ومنهم من لا يصلي، ومنهم من يصلي في المناسبات ولا يصلي بقية الأوقات، ثم إن منهم من يقدم في ظاهر الأمر للإسلام خدمات، ومنهم من يضيق عليهم الدروب ويورثهم الشدة والأزمات، ثم إن منهم من باشر ذلك بنفسه، ومنهم من باشر ذلك من خلال الأحزاب العلمانية التي طوعها لخدمته.

ولقد أدى حكم الناس بالقوانين الوضعية إلى اختلال التوازن في المجتمع الإسلامي ، ثم مال به إلى التطبع بتوجيهاتها وأحكامها وقراراتها ، فانفلت زمام الأمة ، وانخرم جمعها ، وانفرط عقدها ، وانقطعت صـلتها بكتاب ربها وسـنة صلى الله عليه وسلم.

ومعلوم أن القوانين لها الأثر البالغ في بلورة وتشكيل وصياغة حياة الأمة وتحديد منحاها واتجاه حركتها، خاصة إذا قيض لها من يسهر على تنفيذها ويقوم على حراستها، وما من شك أن القوانين الوضعية المستوردة التي حكم بها العالم الإسلامي قد نجح القائمون على تنفيذها في إعادة صياغَة الحياة في الأمة الإسلامية وصبغها بغير صبغتها، فتوجه مسارها على وفق منحى المنهج الغربي أو الشرقي بما لم يبق فيها من المنهاج الإسلامي سوى مِزَعٍ وفتاتات مبعثرة هنا وهناك.

ولقد كان أول مَعْلَم من معالم نجاح المخططات الماكرة أن ضعفت الصلة بين الأمة وعقيدتها، ثم بينها وبين شريعتها، وبدأت تنسحب شيئاً فشيئاً من مفاهيم إسلامها، وتتخلى عن أمجادها وتاريخها، حتى باتت لقمة سائغة في فم أعدائها، يمضغونها كيفما شاءوا ويتلاعبون بأمرها على أي وجه أرادوا، وما زالوا يستخدمون طاقاتها المادية والبشرية لتنفيذ برامجهم الإجرامية ومخططاتهم الطاغوتية، وهكذا انصاعت الأمة لأعدائها من اليهود والنصارى والشيوعيين وأذنابهم.

ولقد وجد هؤلاء الأعداء من المنفلتين من إسلامهم من قوميين وبعثيين ووطنيين مادة خصبة تصلح لبث بذور فسادهم، وقناة سالكة تمر من خلالها مخططاتهم ومؤامراتهم. فتترست الأقليات الحاقدة على هذا الدين بهؤلاء المتنكرين لدينهم وتاريخ أمتهم، واتخذت منهم وسائل وواجهات، واصطنعت لهم أحزاباً ومؤسسات ضمت كل عميل لفكر الغرب والشرق وكل كاره للإسلام، ثم تغلغل هؤلاء العملاء في جميع مرافق بلاد المسلمين وخاصة العسكرية منها، وتمكنوا في بعض البلاد من الاستيلاء على زمام الأمور فيها، فأحالوا نهارها ليلاً، وقلبوا أخضرها يابساً، واستغنى بهم الأعداء عن مباشرة قمع المسلمين في ديارهم بأنفسهم، بل لقد فعل هؤلاء بالمسلمين ما لم يجرؤ الأعداء على فعله، فرأى المسلمون بأعينهم ما قرأوه عن همجية التتار يتجدد في بلاد المسلمين على أيدي من يدّعون انتساباً للإسلام ومن لا يدّعون، وليس ببعيد ما جنت يدا طاغية مصر في الإخوان المسلمين، ولا ما فعله طاغية الشام في حماة وتل الزعتر، ولا ما ينفذه اليهود من الجرائم الوحشية في مسلمي فلسطين تحت حماية الأنظمة الحاكمة.

إن مجمل هذه الأوضاع جعلت كثيراً من المسلمين في حيرة من أمرهم، سواء أكانوا على مستوى أفراد أم مستوى جماعات.

- فمنهم من رد الأمر إلى كفر الحكام، وألحق بعضهم بعضاً في هذا الحكم بلا استثناء.

الصفحات