أنت هنا

قراءة كتاب الإسلاميون وسراب الديمقراطية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الإسلاميون وسراب الديمقراطية

الإسلاميون وسراب الديمقراطية

كتاب " الإسلاميون وسراب الديمقراطية " ، تأليف د. عبد الله إبراهيم الدلال ، والذي صدر عن مكتبة مدبولي عام 2007 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: مكتبة مدبولي
الصفحة رقم: 6

النقطة السادسة: في هذه المحطة أتكلم عن ضوابط العمل الدعوي في المجال السياسي وغيره.

في دفاع الإسلاميين عن وجهة نظرهم بشأن مشاركتهم في المجالس النيابية قالوا: إن تلك المشاركة هي أفضل تعبير عن الحضور السياسي للإسلاميين، ومن خلالها يستطيعون ترك بصماتهم السياسية على الوضع العام، وإن كلام الفريق الثالث هو كلام عام لا يمثل أي ثقل حقيقي في الساحة السياسية الإسلامية، بل يصادر تأثيرها وضغطها على السلطات.

ولست بصدد الرد على هذا الكلام؛ إذ سيأتي في محله من الكتاب إن شاء الله تعالى، ولكني أقول: بأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ذو معنى واسع وله وجوه متعددة ذات تأثيرات بالغة، ومن وجوهه الحضور السياسي الإسلامي، إذ في البلاد التي تتدعي الديمقراطية لا يعدم الخط الإسلامي وسائل استخدام المنابر المتاحة له سواء في المجال الإعلامي من صحافة ومجلات وأشرطة، أو في المجال الخطابي أو في المجال النقابي، بل وفي المجال الاقتصادي أيضاً، ومجالات أخرى، وتمتلك القيادة الإسلامية خلال اضطلاعها بالأعباء الدعوية السيطرة على كيفية تصعيد أو تخفيف أو توجيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بما يخدم ضرورات المرحلة ويلبي احتياجاتها، وبما لا يجعل الزمام يفلت من يدها، كل ذلك بحسب القدرات والطاقات المؤثرة لديها.

إن استقلالية العمل الإسلامي على كافة المستويات وخاصة المستوى السياسي يعطي لهذا العمل تميزاً وقوة ضاغطة وفاعلة؛ إذ إنه بهذا المنحى لن يكون مستوعباً من قبل الأجهزة الرسمية؛ لأنها لا تملك إمكانية استيعابه، وإذا حدث هذا جزئياً ومتفرقاً فلن يحدث كلياً وشمولياً، ومع استمرار الزمن فإن العناصر النشطة والمتحركة في هذا العمل ستتمكن من التغلغل وأخذ زمام المبادرة في كافة مرافق الدولة، فضلاً عن سيطرتها على الجامعات والمعاهد. ومع تقَدم الزخم الدعوي واتساعه وشموله فإن وسائل الضغط الإسلامية باتجاه التغيير ستأخذ توجهاً يقترب من الحسم شيئاً فشيئاً.

ويتقرر ذلك ويتحدد إذا تقيد العمل السياسي بالنقاط التالية:

1- وضـوح العقيدة على منهاج أهل السـنة والجماعة : ( ما أنا عليه وأصحابي)(3).

2- الانضباط بأصول أهل السنة والجماعة في الاستدلال والحركة.

3- تبين سبيل المجرمين، والتزام سبيل المؤمنين في كيفية إدارة الصراع الدعوي مع أصحاب سبيل المجرمين، ويتضمن ذلك الإحاطة بساحة الصراع ومكوناتها والعناصر الفاعلة فيها، كما يتضمن الإحاطة بالتحديات الفكرية والثقافية والحضارية التي تترك انعكاساتها في تلك الساحة، وكيفية إعمال مفهوم الولاء والبراء في كافة التحركات والتوجهات.

4- نشر الوعي السياسي المتقيد بالضوابط الشرعية بين صفوف عناصر العمل الإسلامي.

5- وضوح الهدف الأساس وهو الدعوة إلى الله وبيان الإسلام للناس وأنه كل لا يتجزأ، وأنه لا يجوز الاحتكام للقوانين الوضعية، ولا يجوز الرضا بترقيع هذه القوانين بفتاوى شرعية، مع بيان موقع الحكم بما أنزل الله تعالى من العقيدة.

6- عدم الدخول في تحالفات وجبهات وطنية مع أعداء الله من قوميين وشيوعيين وأضرابهم.

7- بيان موقف الإسلام من القضايا المعاصرة، كالحكم بغير ما أنزل الله، والمجالس النيابية، وما يسمى تحرير المرأة -أي: انفلاتها من الضوابط الشرعية- وتعطيل الجهاد والحدود السياسية الإقليمية، والطوائف المدعية الانتساب للإسلام، وحقيقة عقائدها وتاريخها، وارتباط الأنظمة المشبوهة وغير المشبوهة مع الشرق والغرب، وحقيقة الأفكار والعقائد الوافدة من علمانية وشيوعية وحداثة ووجودية وغيرها.

8- بيان حقيقة عداوة الأنظمـة وأتباعها للإسـلام والدعاة ، كل بحسبه ، إذ لا ينبغي للعمل الإسلامي وهو يتقحم المجال السياسي السكوت على إجرام الطواغيت وكيدهم، بل له دور بالغ ومؤثر في التصدي لهم.

9- فضح مخططات الأعداء في الكيد للإسلام والمسلمين، نصارى، يهود، شيوعيين، مجوس، سيخ، إلخ.

10- تعريف المسلمين بحقيقة ما كان عليه الامتداد الجغرافي للإسلام في الأرض، وأن كثيراً من الأراضي التي في يد أعداء الإسلام الآن كانت للمسلمين، مع بيان المآسي والآلام والإجرام الذي صاحب إخراج المسلمين من ديارهم.

11- الالتزام بالعمل الدعوي السلمي ما وُجد لذلك سبيلاً، وعدم استخدام العنف والقوة إلا في الحدود التي تقررها قيادة العمل الإسلامي، بعد أن تلاحظ ميزان المصالح والمفاسد آخذةً بعين الاعتبار أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، ومعلوم أن مثل هذه الأمور لا يجوز ترك الاجتهاد فيها للأفراد إلا في حالات ضيقة جداً، كالدفاع عن النفس والعرض عند تعرضهما للخطر المحدق من قبل أعداء الله، ويترتب على هذا الفهم أن إدراك القيادة بأن هناك هدفاً مركزياً وأساسياً للدعوة هو التغيير الجذري لواقع المجتمع الإسلامي، يعتبر بؤرة وجوهر ومحور التحرك الدعوي، مستلهمة في ذلك أسلوب الرسل في طريقة مقارعة الظالمين، ومنهجهم في دعوة الملأ.

الصفحات