كتاب " إنهيار جدار عرب المشرق " ، تأليف إبراهيم عبد الطالب ، والذي صدر عن دار زهران عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب إنهيار جدار عرب المشرق
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
إنهيار جدار عرب المشرق
الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعصره الذهبي
تظافرت حيوية دين الإسلام بوجود الرسول محمد صلى الله عليه وسلم واستجابة المقاتلين العرب والثقة في صحابته الأقربين الذين خلفوهُ واستقامتهم كان لهُ الاعتبار المعنوي الكبير، كذلك فعل رصيد القادة العرب في الميدان دوراً في إنهاء حروب الردة في الجزيرة العربية. وعلى الرغم من الاتجاه الذي سارت عليه الفتوحات العربية إلا أن هناك بعض المعوقات أو المشاكل التي رافقت وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم 632م.
رشح أبو بكر الصديق رضي الله عنه وهو صحابي جليل بعد وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لتولي الخلافة، ووافق وجوه القوم (من رجال الدين الجديد ورجال القبائل والأمصار) على اختياره. وبعد ذلك بعامين، أوصى أبو بكر بالخلافة إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو صحابي قوي مهيب الجانب ولهُ سحرهُ لدى قادة القبائل العربية، وقَبلَ وجوهُ القوم وصيتهُ دون خلاف يذكر. واختار عمر بن الخطاب أسلوب جديد وهو على فراش الموت عندما وقع عليه بعد ذلك بعشر سنوات اعتداء أودى بحياته في سنة (644)، فقد عيّن هيئة شورى من ستة رموز (من وجوه القوم) اختارت عثمان بن عفان رضي الله عنه. وعندما اغتيل عثمان بعد ذلك بعد إثنا عشر سنة في عام (656م)، ظهرت الفتن فيما بعد لتولي الخلافة، وعلى النقيض من اغتيال عمر بن الخطاب الذي جاء نتيجة مؤامرة فارسية، فقد كان اغتيال عثمان نتيجة مباشرة لجدل تزايد داخل عناصر الصفوة الحاكمة.
وبغض النظر عن طروحات الآخرين بأحقية الخلافة إلا أن قدر العرب في القرن السابع الميلادي أن يكونوا سادة العالم في زمن الخليفة الثاني.
قمة الفتوحات العربية في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
فهو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزي بن رياح بن عبد الله بن قرط ابن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر، وفهر هو قريش. أما دخوله الإسلام، فيقول ابن مسعود رضي الله عنه «ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر، وأسلم عمر بعد أربعين رجلاً وإحدى عشر امرأة في السنة السادسة من البعثة»(4).
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه ملازماً للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد عاش معهُ قبل أن ينتقل النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى جوار ربه، وقال فيه ابن عباس ( لما وضع عمر على سريرهُ فتكنفه الناس يدعون ويصلون قبل أن يرفع ـ وأنا فيهم ـ فلم يرعني إلا رجل يقول: ما خلفت أحداً أحب إليّ أن ألقى الله بمثل عملهُ منك، وأيم اللهُ إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك وحسبت أني كثيراً أسمع النبي ( يقول، ذهبت أنا وأبو بكر وعمر، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر، والرجل هو الإمام علي بن أبي طالب ((5).
وكان الخليفة عمر بن الخطاب ( قد شهد وسمع ما قالهُ أبي هريرة وأنس بن مالك ( فقال الأول في فضائل الخليفة العادل، قال رسول الله محمد ( «لقد كان فيما قبلكم من الأمم ناس مُحدّثون فإن يكُ في أمتي أحد فإنه عمر»(6)، وأورد أبي هريرة، قال: بينما نحن عند رسول الله محمد ( إذ قال: «بينما أنا نائم رأيت امرأة تتوضأ إلى جانب قصر فقلت لمن هذا القصر؟ فقيل لي: لعمر، فذكرت غيرتهُ فوليت مدبراً، فبكى عمر، وقال: أعليك أغارُ يا رسول الله»(7). أما أنس بن مالك ( وهو خادم الرسول محمد ( قال: صعد النبي محمد ( جبل أحد ومعهُ أبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فضربهُ برجلهِ وقال: اثبت أحد فما عليك إلا نبي وصديق وشهيدان(8).
أما قائد معركة القادسية سعد بن أبي وقاص ( قال: قال رسول الله ( لعمر: «أيها ابن الخطاب والذي نفسي بيدهُ ما لقيك الشيطان سالكاً فجاً قط إلا سلك فجاً غير فجك»(9).
بعد وفاة أبو بكر الصديق ( عام (634م) كان الخليفة عمر بن الخطاب ( الخليفة الثاني الذي أعلن الجهاد لتحرير العراق بقوله، هذا المثنى بن حارثة قد أتاكم من العراق يدعوكم إلى جهاد عدوكم، فسارعوا رحمكم الله إلى ذلك ولا تتغافلوا عن الجهاد في سبيل الله، وما هي إلا أيام حتى ازداد عدد المقاتلين إلى ثمانية آلاف.