أنت هنا

قراءة كتاب إنهيار جدار عرب المشرق

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
إنهيار جدار عرب المشرق

إنهيار جدار عرب المشرق

كتاب " إنهيار جدار عرب المشرق " ، تأليف إبراهيم عبد الطالب ، والذي صدر عن دار زهران عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 9

إدارة القتال على محوريّ نهريّ دجلة والفرات

الموقف الفارسي

فور تلقي عاصمة الفرس «المدائن» أنباء دخول وتحركات جيش التحرير الإسلامي في جنوب العراق سارعت بتحريك جيش قوي من القوات الفارسية النظامية ومن قوات القبائل العربية وأسندت قيادته إلى (قارن بن قريانس) وكان مساوٍ لهرمز في المكانة والرتبة والقلنسوة، وكُلف بالتقدم جنوباً على ضفة دجلة اليمنى (الغربية) حتى وصل المذار (وهي بلدة تبعد مسيرة أربعة أيام عن البصرة) وليس من الواضح لدينا أن كان قد كلف بنجدة هرمز أم البقاء في (المذار)، التي وصلها فعلاً وتقدم منها إلى نهر المذار أو الثني (والعرب تسمي كل نهر ثني) واجتازه عند نقطة اتصاله بدجلة بعد أن كان قد عبر دجلة إلى الضفة اليسرى (الشرقية) وهنا جاءته أنباء كارثة كاظمة وهلاك هرمز، كما بدأت فلول الفرس بقيادة الأميرين (قباذ) و(أنوشجان) بالوصول والانضمام إلى قوته، فقرر التوقف مستنداً بظهره إلى نهر المذار بانتظار جيش خالد، ورغم الهزيمة والموقف الحرج يقول الجنرال أكرم عن الفرس . . « لم تكن معنوياتهم (عالية) كما كانت في كاظمة لكنهم كانوا رجالاً شجعاناً وكان رد فعلهم ناجماً عن الغضب وليس من الخوف بسبب الهزيمة التي حلت بهم، وكان (قباذ) و(أنوشجان) متشوقين للمعركة مرة أخرى ولم يصدقا ومعهما قارن هزيمة جيش امبراطوري واندحاره في معركة على أيدي قوات المسلمين غير المثقفة والبسيطة القادمة من الصحراء ولم يدركوا أن جيشاً إسلامياً رفيع المستوى قوي العقيدة هو الذي خاض معركة كاظمة لا قوة من العرب غير المتحضرين، وكان قارن حكيماً في إسناد قواته إلى النهر، إذ بوسعه خوض معركة جبهوية من النوع الذي يحبه الفرس ويناسب تدريبهم ونظامهم (18).

كما أصدر كسرى أمراً بتحشد المقاتلين في العاصمة الإمبراطورية عدا المرابطين منهم في المناطق المتاخمة لإمبراطورية بيزنطة، وأمكن حشد أول جيش خلال بضعة أيام. كان الفرس يرون أن العرب سيتقدمون ـ بعد معركة كاظمة ـ على محور الفرات كي يظلوا قريبين من الصحراء إذ لا يعقل أن يواصلوا التقدم على محور دجلة أو بين النهرين، كما اختار الفرس (الولجة) كمنطقة تحشد رئيسية لهم لإيقاف العرب، ودحرهم ومنعهم من التقرب إلى الحيرة. أنيطت قيادة هذا الجيش إلى (الأندرزغر) الذي كان حاكماً عسكرياً لولاية خراسان، وهو فارسي من مواليد المدائن وقد ترعرع بين العرب ويمتاز عن أبناء طبقته بحبه للعرب «حباً حقيقياً(19). كانت مهمة الأندرزغر التقدم على الضفة الشرقية لدجلة حتى (كسكر) فإن التقى المسلمين قاتلهم وإلا عبر دجلة واتجه غرباً إلى (الولجة) على الفرات، وكان الأندرزغر قد أرسل وهو بعد في المدائن عدة مبعوثين إلى القبائل العربية في المنطقة للانضمام إليه، وأكمل خط سيره إلى (كسكر) ثم إلى الولجة حيث أقام معسكره هناك. كما ضم إليه من تصادف وجوده من فلول جيش قارن بع هزيمتهم في معركة المذار (معركة النهر) وكما سيرد بيانه.

كذلك تم تشكيل جيش جديد في المدائن أنيطت قيادته بإحداى الشخصيات العسكرية البارزة (بهمن جاذويه) وهو ممن حازوا القلنسوة الذهبية «قبعة الماريشاليه» وأُمر حال إكمال تحشد جيشه بالحركة إلى الولجة على أن يسلك الطريق المار بين النهرين وأن يضم إليه أكبر عدد ممكن من القبائل العربية على أن يتولى (أي بهمن) قيادة جميع القوات الفارسية في الولجة حال وصوله وأن يتولى بهذه القوة الهائلة تدمير القوات الإسلامية في معركة واحدة. وقد تأخر في حركته لعدة أيام بعد جيش الأندرزغر كما أنه لم يكن على عجلة من أمره، كما يبدو.

الصفحات