كتاب " إنهيار جدار عرب المشرق " ، تأليف إبراهيم عبد الطالب ، والذي صدر عن دار زهران عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب إنهيار جدار عرب المشرق
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
إنهيار جدار عرب المشرق
المناورة الاستراتيجية في معركة كاظمة
تعني المناورة الاستراتيجية ... «حركة تستهدف إغراء العدو أو إجباره على اتخاذ وضع في غير صالحه»، أي دفعه إلى خوض القتال في مكان وزمان مفروضين عليه من جهة ووسط ظروف ليست في صالحه بشكل عام من جهة أخرى، بالإضافة إلى إجراءات أخرى كاتجاه ونوع وحجم الضربة التي ترتكز عليها مناورة كهذه على المستويين الاستراتيجي أو التعبوي مروراً بمناورة العمليات. كما تشكل المناورة إحدى أهم القدرات القيادية وإدارة وفن الحرب.
لقد استلم خالد بن الوليد وهو بعد في اليمامة من أرض نجد وفور انتهائه من حروب الردة، استلم أمراً من مقر الخلافة عمر بن الخطاب ( بالتقدم نحو جنوب العراق بادئاً بفتح الابله (بوابة الخليج) ثم يتوغل في العراق شمالاً حتى الحيرة، وحال دخوله العراق ستصبح قوات المثنى بن حارثة الشيباني وغيرها من قبائل العراق وهي بحدود (8) آلاف مقاتل بإمرتهِ فيصبح تعداد جيش خالد بحدود (18) ألف مقاتل.
لقد أمر خالد قواته بالتوجه على الفور نحو (الحفير) التي تعد عقدة المواصلات وملتقى الطرق نحو الأبله وحيث مجمع المياه، وكان اختياره هذا في غاية الدقة سابقاً العدو بالسيطرة عليها وتأمين ما تحتاجه قواته من الماء الضروري للغاية. لقد كانت (الحفير) منطقة تحشد أمامية ممتازة للعمليات المقبلة إذ يستطيع منها التحرك بحرية وبأي اتجاه، وقسّم خالد جيشه في مسير الانفتاح إلى أربعة أرتال متساوية العدد من الجند تقريباً وكما يلي(10):
• المقدمة: بقيادة المثنى بن حارثة ودليله (ضفر) على أن تسبق المقدمة الأرتال الأخرى بثلاثة أيام.
• رتل عدي بن حاتم الطائي ودليله (مالك بن عياد) ويسبق القسم الأكبر (الكوكب) بيومين اثنين.
• رتل عاصم بن عمر التميمي ودليله سالم بن نصر وتحرك قبل القسم الأكبر بيوم واحد.
• القسم الأكبر بقيادة خالد بن الوليد ودليله (رافع بن عمير).
تتجاوز الدوافع وراء هذا التقسيم مجرد الحماية وكسب الوقت والسرعة في التنقل إذ يبدو أن قلة الماء والكلأ في المنطقة فرضا أيضاً هذا التقسيم للاستفادة من الموارد الإدارية المتيسرة على طريق الأرتال.
عمل خالد بن الوليد وفق تصور متكامل لفكرة العمليات أو تصميم معركته المقبلة (كما يوصف الأمر بلغة عصرنا هذا) ومن السهل متابعة وتحديد خطوات هذا المفهوم وما سعى إليه خالد، فقد كانت الأبله (محافظة البصرة) هي الهدف الاستراتيجي الأول لجيش خالد بن الوليد:
أ. وجّه خالد رسالة شديدة (استفزازية) إلى حاكم الأبله الفارسي «هرمز» المعروف بغطرسته جاء فيها ... «أسلِم تسلم أو اعتقد لنفسك وقومك الذمة وأقر بالجزية وإلا فلا تلومن إلا نفسك، فقد جئتك بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة ...»(11) ولا شك بمعرفة خالد بحقد هرمز على العرب وتعاليه عليهم كما أحاط بموقفه وبأية معلومات توفرت لديه من قوات العراق، لذا اختار خالد كلماته بعناية وبما يحقق له إغضابه ودفعه إلى التهور أو التخبط في أعماله ـ وهذا جل ما يسعى إليه القادة اليوم لإيقاع خصومهم في تخبط عشوائي ينتهي بخطأ فادح.
ب. تظاهر خالد بالمسير نحو كاظمة لا (الأبله) وهي خدعة أراد بها أن يصرف هرمز بعيداً عن غاية خالد الحقيقية وتحقق ذلك إذ توجه هرمز بسرعة نحو كاظمة وكسب خالد من وراء ذلك أمرين في غاية الأهمية هما:
أولاً: إجبار هرمز على الخضوع لمشيئة خالد ومتابعة خطواته أي امتلاك خالد لزمام المبادأة وهي إحدى أهم مقومات النصر.
ثانياً: إخراج هرمز من الأبله وحصونها وإجباره على قبول المعركة في أرض مكشوفة أي إجباره على تغيير جذري لكل ترتيباته الأولى، مع ما في ذلك من جهد وإرهاق في التنقل وما عرف عن ثقل الجيوش الفارسية وكثرة أحمالها.
ج. كانت خطة خالد الأولية الاتجاه نحو الحفير ولعله اتجه نحوها فعلاً بعد معرفته بخروج هرمز من الأبله من جهة ولأن الاتجاه نحو الحفير لن يكلف خالداً أكثر من انحراف بسيط في خط سيره (راجع الخريطة) وما من شك في أن هرمز قد عرف بخدعة خالد عند وصوله كاظمة أو قبلها وحال تأكد من اتجاه خالد نحو الحفير توجه بدوره نحوها ووصلها قبل خالد، فقد تأكد لهرمز الخطر المحدق بجيشه كما عرف أن قاعدته «الأبله» مهددة، لقد استغرق مسيرهُ إلى الحفير يومين(12) وكانت مسيرة مضنية لجيش ثقيل ومع ذلك قد عبأ قوته في الحفير. وكان خالد الذي يريد كاظمة قد انتظر قليلاً قرب الحفير إلى أن سمع باقتراب هرمز ثم تراجع لمسافة قصيرة داخل الصحراء وبدأ المسير نحو كاظمة دون أن يبتعد حيث لا تراه كشافة هرمز، ولم يكن خالد في عجلة من أمره بل يسعى لإنهاك عدوه، كما لم يرغب بالوصول إلى كاظمة والتعرض أو الدخول في اشتباكات ثانوية لا جدوى فيها وفضل أن يدع للفرس وصولها أولاً وحشر أنفسهم فيها بينما يحافظ هو على مرونته وحريته في العمل والاستناد على الدوام إلى الصحراء. سار هرمز مرة ثانية إلى كاظمة وصمم على مقاتلة خالد بعيداً عن الأبلة وعدم تعريضها لغارات العرب، وبالإضافة إلى ذلك «فإن للجيوش قوة جذب مغناطيسية تدفعها إلى بعضها البعض وتغدو أحياناً حتى المناطق عديمة الأهمية نقطة انجذاب قوية لا لقيمة استراتيجية بل لوجود جيش العدو فيها. لقد انجذب هرمز إلى كاظمة لا لكونها هامة استراتيجياً بل لوجود جيش خالد» ولم يهدر هرمز الكثير من الوقت ففتح جيشه للمعركة بترتيب القتال المألوف وهو القلب والجناحان، ووضع على الجناحين أميران من البيت المالك هما (قباذ، وأنوشجان) من أولاد أردشير الملك. كان الفرس أيامها يستخدمون السلاسل لربط الجنود في المعركة، وكانت السلاسل بعدة أطوال تكفي لربط (3، و5، و7، و10) جنود، وتعد مصدر قوة للجيش كما هي لمنعهم من الهرب، كذلك فالسلاسل تقلل إمكانية اختراق الخيالة المعادية لصفوف المدافعين، والعيب الرئيسي فيها هي أنها قد تغدو قيداً قاتلاً فإن قتل بعضهم يفقد الآخرين حرية الحركة والتخلص، لذا سميت هذه المعركة بذات السلاسل. أما العرب فلم يوافقوا على استخدامها رغم اتهام الفرس لهم بالتهيؤ للهرب.
د. اقترب خالد من المواضع الفارسية وقرر خوض المعركة فوراً وقبل أن يستعيد الجيش الفارسي قواه. لقد انفتحت القوات الفارسية في الطرف الغربي لكاظمة ويمتد أمامها سهل رملي مغطى بالأعشاب بعمق (5) كيلو متر وتلي هذا السهل مجموعة تلال جرداء بارتفاع 200-300 قدم. وبعد وصول خالد إلى السهل فتح جيشه للقتال بقلب وجناحين تسلم قيادتيهما عاصم بن عمرو وعدي بن حاتم وبدأت المعركة في الأول من نيسان عام 633م (الأسبوع الثالث من محرم عام 12هـ)، وكان هرمز هو الذي بدأ بدعوة خالد إلى مبارزة راجلة فالمبارزة بين المترجلين لا تدع مجالاً للهرب ولم يكن هرمز شهماً أو فارساً في دعواهُ بل كان قد أعد كميناً لقتل خالد وأوشك على النجاح في ذلك لولا يقظة القعقاع بن عمر الذي شل قوة الكمين وأتاح لخالد قتل هرمز في مبارزة عادلة.
ه. أمر خالد بهجوم عام فاندفع المسلمون بحماس لاجتياح القوات الفارسية واندفعت قوات القلب والجناحين عبر السهل، ورغم انهيار معنويات الفرس بعد قتل هرمز إلا أن تفوقهم العددي وفي المعدات ونظامهم الحديدي مكّنهم من المحافظة على تماسكهم وقاتلوا بشدة وتأرجحت نتيجة المعركة بين الطرفين حتى تفوقت شجاعة ومهارة المسلمين على تخاذل وإنهاك الفرس، وعندما أدرك الأميران الفارسيان قباذ وأنوشجان دلائل الهزيمة أمرا بالانسحاب وسرعان ما تحول الانسحاب إلى هزيمة منكرة قتل فيها الآلاف من جنود العدو كما استولت القوات الإسلامية على الكثير من الأسلحة والدروع والمخازن والألبسة الثمينة والخيل، ولم يمهل خالد القوات الفارسية أي مجال فأمر المثنى بن حارثة ومعه أخوه المعني بمطاردة فلول الفرس باتجاه نهر وحصن المرأة، كما أمر قوة أخرى بقيادة (معقل المزنى) باحتلال الأبله (لمنع العدو من التحصن فيها وخوض معركة أخرى) عدا عن كونها الهدف الاستراتيجي الأول لخالد وستغدو قاعدته الرئيسية للعمليات، ونجح رتلا المطاردة بتحقيق هدفيهما. لقد كان احتلال الأبله تتويجاً لجهد خالد بن الوليد وبعد سلسلة من المناورات وتقرب غير مباشر يُعد رائعاً حتى بمقاييس هذا العصر وبعد أن رأى العالم أصنافاً من المناورات والحروب والقادة العظام إذ نجح خالد بإخضاع خصمه (القائد الشجاع المحنك هرمز!!) لمشيئته بعد أن أفقده التوازن وحرية العمل وأجبرهُ على التحرك كما يريد له خالد وكما قلنا في تعريف المناورة أو بما يعرف بـ«إجبار العدو بالرقص على موسيقاك» كما يمكن اعتبار الاصطدام الأول بين العرب والفرس اختباراً شاقاً بين قوة فتية يعمر صدور مقاتليها إيمان عميق بالله وبمشيئته وبالرسالة التي وضعها الإسلام على عاتقهم وبين قوة تمتلك من الخبرة والإمكانيات ما يجعلها في مصاف أقوى الدول عسكرياً، كما تصرف المقاتلون العرب بثقة تامة، وتحكم خالد بشروط وظروف الصدام جاعلاً جيشه مركز الثقل الذي أجبر هرمز على الدوران حوله بحثاً عن ملاقاته متخلياً بذلك بوعي أو بدون وعي عن زمام المبادرة ومتنازلاً في الوقت نفسه عن موقعهُ الحصين في الأبلة، ومن الغريب أن يصل الجنرال أكرم من تحليله للموقف الاستراتيجي لطرفي الصراع إلى تقيّيم ينطبق على كل الحروب في الحرص وعدم الاستهانة بقوة العدو ثم يحاول ترجيح كفة الفرس لا لشيء سوى ما كانوا عليه فيقول ... «صمّم أبو بكر على فتح العراق، ولكن كان عليه أن يعمل بحرص شديد، لأن العرب كانوا يخشون الفرس بدون سبب سوي ما كان يتناقله الناس عن قوة الفرس وبأسهم عبر القرون. وكان الفرس بدورهم ينظرون إلى العرب نظرة ازدراء. وكان على جانب عظيم من الأهمية أن لا يصاب العرب بهزيمة، لأن ذلك لو تم سيؤكد ويقوي الخوف الغريزي من الفرس، ولكي يضمن أبو بكر النصر فقد قرر أن يكون الجيش الفاتح من المتطوعين أولاً وأن يكون خالداً قائداً للجيش»(13).
كان القائد الموهوب خالد بن الوليد قد استخدم نمطاً جديداً للعمليات، كان الكثير من القادة السابقين قد تبنّوها، ثم أصبحت في كنز قادة الغرب فيما بعد. «كانت طريقة نابليون (في الحرب) هي بالمسير (40) كيلو متر في اليوم وخوض المعركة ومن ثم التعسكر بهدوء. و«لقدأخبرني (يقول جوميني) أنه لا يعرف طريقة أخرى لإدارة الحرب(14) ...» ولعل أقرب ما يوضح لنا مفهوم التحكم وفرض نمط أو نهج الحرب، هو مطاردة الصياد للفريسة، أو مثل المهاجم (العدواني) والمدافع (الحامي) أما الأمثلة الحربية فكثيرة منها على سبيل المثال، الحملة التي قادها وتحكم بمسارها القائد الروماني (سيبيون الإفريقي) ضد هانيبعل (218 ق.م) وكذلك تحكم نابليون بمسارح الحروب الأوروبية التي شنّها في إيطاليا وألمانيا والنمسا، وكيف تحول هو بدوره في النهاية ليغدو أسيراً لنمط الحرب الذي فرضه على أعداءه فأحسنوا تعلمه وفرضه الروس عليه في حملة (1812). وكذلك تحكم الماريشال رومل أولاً، ومن بعده الفيلد مارشال مونتغمري ثانياً في مسرح الحرب بشمال إفريقيا، ونرى في كل هذه الأمثلة أن القائد الذي يمتلك المبادأة (المتعرض) يمتلك قدراً كبيراً من المرونة وحرية العمل لفرض نمطه الخاص في الحرب دون أن يترك لخصمه أكثر من الرد أو متابعة تحركاته هو (أي المهاجم) أو بالأحرى إجباره على الاستجابة لأفعال المتحكم بنمط الحرب وبخلاف ذلك قد يحاول المدافع استغلال فرصة سانحة ليتحكم هو بدوره في ذلك، و«حسبنا القول أن خالداً بن الوليد لقي الفرس وأولياؤهم في خمس عشرة وقعة لم يهزم ولم يخطئ ولم يفشل قط ولا في واحدة منها ... وكان يسير بجيشه أبداً على تعبئة كاملة ليقاتل عدوه حيث لقيه مفاجئاً أو غير مفاجئ، وكان أبداً كما وصفه عمر بن العاص. (في أناة القطاة ووثبة الأسد)، ولا يعز عليه أن يتحاشى لقاء عدوه في بعض الساحات لينتقل إلى المكان الذي هو أصلح لحركاته وأعون له عليه، وما من شك في إدراك خالد لحجم وأبعاد الصراع مع الفرس، إذ ليس هؤلاء كمشركي جزيرة العرب أو كمن ارتد عن الإسلام بعد وفاة محمد ( رغم شدة وضراوة بعض المعارك التي خاضها ضدهم في جزيرة العرب ودحرهم فيها كما في معركة (حديقة الموت) وسواها، فالمعروف أن الفرس أقوام عريقون في الحرب والتاريخ والحضارة وقد خاضوا حروباً طويلة وعديدة في آسيا وآسيا الصغرى وأوروبا، لذا كان خالد وبحرص شديد على أن يفرض وجوده وهيبته على ساحة الصراع منذ البداية، وأن يفهمهم بوضوح أنهم ليسوا بأكفأ من العرب ولا أقوى منهم، مقتدياً بذلك بقول رسول الله محمد ( «نُصرت بالرعب مسيرة شهر» مستخدماً لأجل ذلك كلما عرف وما وسعه ابتكاره من فنون الحرب والمناورة متخففاً من أثقال الحرب وتحركاتها التقليدية التي بوسع الخصم اكتشافها ومقاومتها أو إحباطها، مستهدفاً ـ أي خالد ـ شل إرادة خصمه على مواصلة القتال، الأمر الذي تؤكدهً صولاته العديدة مع الفرس، وكان ينذر خصمه بعبارته الشهيرة ... «جئتكم برجال يحبون الموت حبكم للحياة» فكان سيف الله المسلول فعلاً، لقد كان يطيل التمعن في تدابير خصمهُ وقدراته متتبعاً تحركاته بعناية ودقة رغم ما يبديه من تجاهل واستخفاف بخصمه متوجاً ذلك بشجاعة وحزم متناهيين مع سرعة بالغة في الحسم متيقظاً لمكر عدوه محاولاً التوصل إلى أفضل الأساليب للتمكن منه أو دحره، مركزاً طول الوقت على الهدف النهائي (توخي الهدف) الذي حددته توجيهات مقر الخلافة أو الذي اختاره خالد نفسه، وما زال خالد بن الوليد كقائد بحاجة إلى العديد من الدراسات المعمقة حول قدراته وعبقريته في القيادة وفكره العسكري، والمهم هنا نجاحه في إجبار خصمه على التخبط والتنقل من موقع إلى آخر سعياً لملاقاة خصمه من كاظمة ـ إلى الحفير ـ إلى كاظمة ثانية والتي وصلها بحالة من الإنهاك الشديد أي كما أراد له خالد دون أن يتكلف هذا من جراء ذلك أكثر من تعديل طفيف على خط سيره الأساسي وبطريقة لم تلحق به أو تسبب له أية مشاكل كما لم تترك أية آثار سلبية، كحالة التذمر التي سادت صفوف الفرس جراء هذه التنقلات المنهكة، بل إن مناورة خالد وفّرت له ما يلي:
أ. إخراج هرمز من قاعدته الحصينة (الأبلة) وحرمانه من مزاياها الدفاعية. مجنباً نفسه مشكلات القتال داخل المدن ومعضلات الحصار وما يعنيه ذلك من خوض قتال تقليدي أشبه بقتال الخنادق مضحياً فيه بالحركة (حرية الحركة والعمل) والمرونة اللتان كانتا أهم ما يميز أساليب خالد بن الوليد في العمل.
ب. الحرب النفسية والتلاعب بأعصاب خصمه وتوازنه وجعله في حيرة شبه دائمة من أمره أو بالأحرى من مكان ووقت ونوعية الخطوة التالية.
ج. إجبار الخصم على كشف كلما لديه من موارد، والعمل وهو تحت رقابة خالد الشديدة أو رقابة قادته المرؤوسين وعيونه التي كان ـ خالد ـ يبثها حول خصمه وفي منطقة عملياته.