أنت هنا

قراءة كتاب مواطنون من جنسية قيد الدرس

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مواطنون من جنسية قيد الدرس

مواطنون من جنسية قيد الدرس

كتاب " مواطنون من جنسية قيد الدرس " ، تأليف محمد عيتاني ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2013 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 10

ـ شكراً يا عم أبو عمر. حديثك جوهر..

ـ العفو. الحق يعلى ولا يعلو عليك.

ـ صح. أكمل حديث المغارة.

ـ جاييك الحكي بس بدي أطرح هاالخيط هلق على نيّة اللَّه ورسوله.

قال العم أبو عمر:

وبدأت أنا أصطاد. علقت في صنارتي السمكة الأولى. السمكة الثانية. دكيتها في السلة. وبعد ذلك كأن أهل البحر الملاعين ارتحلوا إلى قبرص أو إلى اليابان... لا «حس ولا حسيس»... وقف شغلي... وانتظرت انتظرت انتظرت.. ولكن بعد قليل وفقت بسرغوس «عه!» وزنه أكثر من أوقية وكانت الأوقية في تلك الأيام بربع ليرة...يعني ما يعادل اليوم ليرتين أو أكثر... نعمة كريم.. سلة سمك ملأى كانت كالخزنة الملأى بليرات الذهب. صدقني... يكفي أن تعلم أنني حين كنت أرضى على ولدي أعطيه «قرشاً مبخوشاً» لا نصف قرش... نحن أهل رأس بيروت لسنا بخلاء بل نحن حريصون كما تعلم.. نحن أهل رأس بيروت عندنا كرم لكننا لا نستعمله إلا عند اللزوم... وكل الحكي الآخر أكل هوا...

كنت إذن أصطاد.. والحقيقة تعجبت كيف كان السمك الأبيض يأكل ليلاً والدنيا صبح أو بعد صلاة الصبح بقليل... ثم اكتشفت السبب، مبهور العينين مبتهج القلب كالصبيان في العيد... القمر كان مطلاً من أعلى الغرب على بحر اللَّه الواسع وصخوره ومغارة البحصاص. وهكذا ولا شك أفاق السرغوس والمنوري من النوم ليسبِّح اللَّه عزَّ وجلَّ.. كان في السماء نصف قمر... المتعلمون يسمونه «هلالاً» لا «بدراً» وعلى ذكر «الهلال» حضرتني حادثة أريد أن أرويها لك لنغير الحديث قليلاً... يقولون «هلال» كما يقولون «هل هلالك يا رمضان» إلى آخره... إلى آخره. ومرة كان قوال متوالي يزور مع فرقته بلدة «جونيه». وكان القوال المتوالي صائماً. فيدعى، لا إلى تزكة عرق، بل إلى عشاء أو «عصرونية»، والحقيقة أن تزكة العرق حضرت مع الطعام والدنيا ما تزال في وقت «العصر»، الدنيا قبل المغرب بساعة وأكثر والشيعة أصحاب دين. وجاؤوا، الرجل وفرقته بالعصرونية، وهذه الحادثة معروفة لكنني أريد أن أعيد روايتها لأذكِّر الاختيارية بها. الحاصل له: إن سيدة رائعة الحسن يا سبحان الذي خلقها تأتي صاحبنا القوال بكاس عرق.. الرجل صائم... لكن تلك الست بتاخذ العقل بجمالها.. طويلة ومش عريضة... ممشوقة... مكورة ومدورة كما يلزم من المحلات اللازمة... والحقيقة أن جمالها يغوي شيخاً عالماً.. بل يفتن حسنها ولياً من أولياء اللَّه إن لم نقل أكثر... أستغفر اللَّه العظيم... لكن القوال المتوالي صائم... تأتي بالكأس وتقول:

ـ يا أستاذ تفضل..

يحاول الرجل أن يمد يده... الرجل صائم... ويمد يده مرتجفاً... ويستعيدها.

ـ تفضل يا أستاذ. سوف تصوم هذا النهار فيما بعد.

وينظر الشاعر إلى تلك السيدة. ويرى عينيها الواسعتين. وهو كان لا بأس به. ففي قريتهم يوجد عنب وخوخ ولا يوجد تين لا سوادي ولا بياضي. يعني كانت عيناه جميلتين.، وتقدح شرارة العشق بين القلبين وكبر على الصلاة والصيام....

جاءت وقالت:

تفضل يا أستاذي.

الصفحات