أنت هنا

قراءة كتاب سيكولوجية الإشاعة رؤية قرآنية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
سيكولوجية الإشاعة رؤية قرآنية

سيكولوجية الإشاعة رؤية قرآنية

كتاب " سيكولوجية الإشاعة رؤية قرآنية " ، تأليف حسين السعيد ، والذي صدر عن دار دجلة ناشرون وموزعون ،

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 4

ما هي الإشاعة ؟

الإشاعة، أو الشائعة معناهما واحد ... فقد جاء في المعجم الوسيط أن (الشائعة: الخبر ينتشر ولا تثبّت فيه) و(الإشاعة: الخبر ينتشر غير متثبّت منه)[(]1).

يقول ابن منظور: (شاع الشيب: ظهر وتفرّق. وشاع الخبر في الناس شَيْعاً وشَيَعاناً ...، فهو شائع: انتشر وافترق وذاع وظهر. وأشاع ذِكرَ الشيء: أطارَه وأظهره. وقولهم: هذا خبر شائع وقد شاع في الناس، معناه قد اتصل بكل أحد فاستوى علم الناس به ولم يكن علمه عند بعضهم دون بعض. والشاعةُ: الأخبار المنتشرة، وفي الحديث: أيّما رجل أشاع على رجل عوْرة ليشينه بها، أي أظهر عليه ما يعيبه.

وأشعتُ السرّ وشِعتُ به إذا أذعتُ به ... ورجل مِشْياع أي مذياع لا يكتم سرّاً[(]2)، والى هذا المعنى أشار القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ}[(]3).

والشائعة أيضاً هي: (معلومة لا يتحقق من صحتها، ولا من مصدرها، تنتشر عن طريق النقل الشفوي)، كما ورد في قاموس موريس.

ويعرفها الدكتور مختار حمزة بقوله: (الإشاعات هي الأحاديث والأقوال والأخبار والروايات التي يتناقلها الناس دون تأكد من صحتها، ودون التحقق من صدقها. ويميل كثير من الناس إلى تصديق كل ما يسمعونه دون محاولة للتأكد من صحته، ثم يأخذون يروون بدورهم إلى الغير. وقد يضيفون إليه بعض التفصيلات الجديدة، وقد يتحمسون لما يرونه، ويدافعون عنه بحيث لا يدعون السامع يتشكك في صدق ما يقولونه).

والشائعة - كما يقول الدكتور إبراهيم إمام - : (تقوم على أساس انتزاع بعض الأخبار أو المعلومات ومعالجتها بالمبالغة، والتأكيد أحياناً، وبالحذف والتهوين أحياناً أخرى، ثم إلقاء ضوء باهر على معالم محددة، تجسّم بطريقة انفعالية وتصاغ صياغة معينة، بحيث يتيسر للجماهير فهمها. ويسهل سريانها، واستساغتها، واستيعابها على أساس اتصالها بالأحداث الجارية وتمشيها مع العرف والتقاليد والقيم السائدة)[(]1).

وقد عرّف عالما النفس (ألبورت) و(بوستمان) الإشاعة بأنها(افتراض يرتبط بالأحداث القائمة يُراد أن يصبح موضع تصديق العامة ،بحيث يتم ترويجه من شخص إلى آخر مشافهة في العادة، ومن دون أن تتوافر أية ملموسة تسمح بإثبات صحته)[(]2).

أما (كناب) فيرى في الإشاعة( تصريحاً ًيُطلق لتصدقه العامة ،ويرتبط بأحداث الساعة وينتشر من دون التحقق رسميّاً من صحته). كذلك يبين (بيترسون) و(جيست) أن الإشاعة (قصة أو شرح غير مثبت من شخص إلى آخر، ويتعلّق بموضوع أو حدث أو سؤال يثير اهتمام العامة)[(]3).

الواقع أن التعريفات المتقدمة متقاربة جداً ، وتشير كلها إلى أن الإشاعة هي في المقام الأول؛ معلومة تضيف عناصر جديدة إلى شخص ما، أو حدث ما مرتبط بواقع الحال.وهي تتميز بذلك عن الأسطورة التي تتطرق إلى حدث من الماضي.ثانياً؛ الغرض من الإشاعة هو أن يتم تصديقها . ففي العادة لا تُسرد الإشاعة بغية التسلية أو إطلاق العنان للخيال، وهذا ما يجعلها تتميز عن القصص الطريفة والمغامرات الخيالية، خصوصا ًأن الإشاعة ترمي إلى الإقناع[(]4).

الصفحات