أنت هنا

قراءة كتاب سيكولوجية الإشاعة رؤية قرآنية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
سيكولوجية الإشاعة رؤية قرآنية

سيكولوجية الإشاعة رؤية قرآنية

كتاب " سيكولوجية الإشاعة رؤية قرآنية " ، تأليف حسين السعيد ، والذي صدر عن دار دجلة ناشرون وموزعون ،

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 9

من أساليب الدعاية السوداء

جاء الخطاب القرآني قويّاً مجلجلاً، وكان وقعه كالصاعقة على المشركين، ولما أعيتهم الحيلة في مواجهة الحجة بالحجة، وأنّى لهم ذلك؟ انتهجوا ترويج الإشاعات ضد الرسول الأكرم e باعتباره المثل الأعلى، ذلك في محاولة للتسقيط الشخصي، فأخذوا يشيعون أنه كاهن، وأنه مجنون، وأنه شاعر، وأنه كذّاب، وأنه ساحر ...!!.

{وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ}[(]3).

{قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ}[(]4).

{وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ مُّبِينٌ}[(]5).

{وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ} [(]6).

{وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ}[(]7).

وفي غمرة انهماك أعداء الإسلام ببث أباطيلهم حول الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم نزل الوحي يقرّع هؤلاء:

{فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ)(وَمَا لَا تُبْصِرُونَ)(إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ)(وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ)(وَلا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ)(تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ}[(]1).

ولمّا ثبت بطلان كل تلك الشائعات عنه صلى الله عليه وسلم لم يلقِ المشركون سلاحهم، ولم يتركوا أساليب دعايتهم السوداء، فعمدوا إلى أسلوب آخر، فتواصوا على أن يمنعوا الوافدين إلى مكّة من الاستماع إليه. واجتمع الوليد بن المغيرة مع نفر من قريش، ليتفقوا على شيء واحد يجمعون عليه، قال الوليد: إن الناس يأتونكم أيام الحج فيسألونكم عن محمد eفتختلف فيه أقوالكم، يقول هذا: ساحر، ويقول هذا: كاهن ويقول هذا: شاعر، ويقول هذا: مجنون، وليس يشبه واحداً مما يقولون. ولكن أصلح ما قيل فيه: ساحر يفرّق بين المرء وأبيه، وبين المرء وأخيه، وبين المرء وزوجته، وبين المرء وعشيرته. وقد اقتسم هؤلاء المتآمرون مداخل مكة أيّام موسم الحج، يحذرون الناس منه e وينعتونه بما تواصوا به من سحر مفرق[(]2).

ومرّة أخرى تخيب ظنون المشركين، ويرتد كيدهم إلى نحورهم، وطفق الناس يقبلون على كلمة السماء دون أن يعيروا أدنى اهتمام لما يبثّه دهاقنة الشرك.

وحينما تيقّن الوليد بن المغيرة وأضرابه من عقم محاولاتهم الرامية إلى التشكيك في شخصية الرسول e ، وتشويه صورته وصولاً إلى صرف الناس عن اتّباعه، والانقياد إلى دعوته، انتقلوا إلى خطوة أخرى وأخرى؛ ليمارسوا في إطارها تجارتهم الخاسرة.

وفيما يلي وقفة مع معركة أحد، كنموذج للمحطات الأخرى.

الصفحات