كتاب " زهر البنفسج , زهر الرغبة " ، تأليف أنا كلافيل ، ترجمة رنا الموسوي ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر
أنت هنا
قراءة كتاب زهر البنفسج , زهر الرغبة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
لا يسعني إلّا تذكر «تانتاليس» والتفكير في كل محاولاتنا، اللاشعورية أحياناً، للاقتراب من الجسد الذي نشتهيه. أقول «الجسد»، لأن الرغبة تتجلى دائماً في المادة ولها دائماً أثرها الجسدي: لو عدت بالذاكرة إلى السنوات الأولى لزواجنا حين كانت إيلينا على الأرجح لا تزال تحبني، أشتم مجدداً أريج الزهر الذي كانت تعطر به سُرَّتها. ثم أستذكر الصورة الكاملة: مشهد صامت لإيلينا وهي تدخل غرفة ؟يوليتا الصغيرة في ليلة دافئة، تاركة عند الدرج أثر عطرها الممزوج برائحة مهبلها التي تذكر بعبير الشجر الرطب. «شجر وزهر العسل»... هذا ما كنت أفكر فيه حين بقيت أنتظرها في آخر الدرج بعد أن أرشدني أنفي إليها في الظلام.
تأخّرَت إيلينا في الخروج، فقد استيقظت ؟يوليتا ودندنت في أذنها حتى نامت، أما أنا الذي غلب عليّ النعاس فسمعتني أردد «شجر وزهر العسل».
سألتني فجأة: «أتعرف أن لكل مهبل امرأة رائحة مختلفة؟».
«وأنت كيف تعرفين ذلك؟» سألتها وقد أغوتني صورتها لامرأة تتمتع بتجربة واسعة بعد أن كنت أعتقدها نموذجاً ساذجاً ومغناجاً، فلم أقوَ على مقاومة إغرائها أكثر وأخذت أقبّلها في الظلام.
أجابتني بإصرار: «لا أعرف، لكنني أعرف» قبل أن تكتم اعتراضها ـ ولذتها ـ أمام جموح رغبتي.
منذ ذلك الوقت، أصبحت لدمى «ال؟يوليت» القديمة رائحة: أريج رقيق مستخلص من عطور صافية وأحياناً مختلطة. كانت تلك التجارب الأولى. لقد أبدى خاسينتو ابن السيد غابرييل بعض الامتعاض من ذلك التجديد، لكن سرعان ما استسلم لسحر تلك البشرة المعطرة والطرية التي كانت تولد بين يديه.
أما مع دمى «ال؟يوليت» المحرمة، فاختلف الأمر: كانت رائحتها شبيهة بعطر النموذج الأصلي. رائحة غير محددة كنت اشتممتها لدى ابنتي ؟يوليتا البالغة من العمر اثني عشر عاماً حين كانت تقبلني مودعة لدى ذهابها إلى المدرسة الداخلية، التي كانت تعود منها كل أسبوعين إلى البيت، كمن يفي بوعد.
على مدى أشهر، قاومت رغبة في التفتيش بين الثياب التي كانت تتركها في كيس الغسيل نهاية الأسبوع.
كانت ايلينا قد تركتنا الصيف الماضي. فجأة ومن دون إنذار، رحلت لتعيش إلى جانب هواجسها. ربما كان عليّ التردد إلى خزانتها حيث بقيت ثيابها معلقة على مدى أشهر كالأشباح. لكنني آثرت الذهاب إلى غرفة ؟يوليتا حيث وجدت أثر عطرها الشبيه بعطر الحوريات: مزيج من أريج الشجر والعسل. استبقت عندئذ الحلم الذي عشت من أجله، تلك الذكرى لجرح يختصر حياتي كلها.