خصائص المحلية في القص الإماراتي

يعدّ أدب القصة القصيرة الإماراتية فن وليد حديثاً, لم يمض على تجربته أكثر من ثلاثة عقود من الزمن, عكس الأدباء من خلال إبداعاتهم القصصية, طبيعة التحولات الاجتماعية و الفكرية والثقافية وتطوراتها وآثارها على المجتمع الخليجي, خاصة بعد ظهور الثروة النفطية الهائلة, جسّد المبدعون فيها مرحلة الانتقال من الواقع القبلي البدائي, إلى مرحلة جديدة من المدنية وحكم الدولة المركزية .

هذه المرحلة المهمة كانت غنية بالإرهاصات و المعاناة والأشجان, وتحمل كثيراً من التناقضات الكبيرة, بين الواقع الاجتماعي القديم والقيود والمفاهيم السائدة, وبين الطموح الإنساني المشروع في التحرر و الحرية والعدالة والبحث عن الذات, فقد شهدت هذه الفترة تطورات اقتصادية اجتماعية مزيفة, واضطراب وسطحية التغيرات الحاصلة, أدّت إلى وجود خلل غير متوازن بين التنمية الاقتصادية والبنية الاجتماعية .

فكان لابد للفن الأدبي الناشئ من أحشاء هذا الواقع, أن يعكس واقع التحولات الكبرى في مختلف الميادين, ويكشف مظاهر الخلل والزيف في بنيتها, ومسيرة تطوراتها السطحية الهشة, ويصور طبيعة العلاقات القديمة السائدة في المجتمع, ومتغيراتها اللاحقة و آثارها, وما ينتج عنها من مشكلات اجتماعية و إنسانية طارئة على المجتمع الخليجي, لذلك حاول الأدب القصصي رصدها وعرضها وتحليلها, ومعالجتها عبر رؤية فنية نقدية متعددة ومتنوعة, تعبر عن طبيعة الأديب وإمكاناته الإبداعية ...