يعد هذا الكتاب البالغ الأهمية في عالم السرد الروائي باكورة درجة الأستاذية التي حصلت عليها الدكتورة آمنة يوسف في هذا العام، وهو جزء من تخصصها النقدي الذي بدأ مع رسالة الماجستير ثم تواصل مع الدكتوراه وتتابع مع أبحاثها التالية التي قدمتها لنيل درجة الأستاذ الم
أنت هنا
قراءة كتاب تهجين الإتجّاه في سرد ما بعد الحداثة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
تهجين الإتجّاه في سرد ما بعد الحداثة
الصفحة رقم: 1
تقديم
د· عبد العزيز المقالح
يعد هذا الكتاب البالغ الأهمية في عالم السرد الروائي باكورة درجة الأستاذية التي حصلت عليها الدكتورة آمنة يوسف في هذا العام، وهو جزء من تخصصها النقدي الذي بدأ مع رسالة الماجستير ثم تواصل مع الدكتوراه وتتابع مع أبحاثها التالية التي قدمتها لنيل درجة الأستاذ المشارك ثم لدرجة الأستاذية· وقد تصفحت الكتاب معجباً بما أفاض الله على الأستاذة آمنة من فتوحات غير مسبوقة في هذا العالم الذي اتسعت أبعاده بفضل النقاد الأجلاء من عرب وأجانب· وما قد كان في البداية سطوراً أو صفحات محدودة بات الآن كتباً ودراسات موسعة تضيف الكثير وتدعو بإلحاح إلى إضافات أكثر، هازئـة بالكسالى والمعتمدين على النقل والاستعارة مـن إنجازات الآخرين·
ويحزنني القول بأننا نبدو لقارئ بعض أبحاثنا الأكاديمية وكأن لا عقول لنا ولا موروثاً نقدياً يدلنا على الطريق، في حين أن أجدادنا - وهذا ليس من باب الفخر وإنما من باب التوثيق - كانوا في طليعة من وضعوا أسس الملامح النقدية الحديثة من خلال اهتمامهم باللغة وقواعدها التوليدية والتركيبية واعتبارها مصدر كل ماله صلة عميقة بالنصوص· ولعل ما تقترحه الأستاذة آمنة من رؤىً مستخدمة في مجال نقد السرد الروائي لا يخالف الاجتهاد المشروع، وإن كان من المرجح أنه سيغدو مثار إعجاب لدى فئة من الباحثين ومثار اختلاف لدى فئة أخرى، وتلك هي مهمة الدراسات العلمية في أي مجال كان، كما هو دور أي اقتراح جديد يتمثل في إيجاد أشكال مؤيدة أو مخالفة من القراءات المبدعة والخلاقة في زمن تجديد آليات الإبداع النـقدي والأدبـي·
ومع تجدد الحياة، وتطور أساليب البحث واكتشاف زوايا جديدة في النقد الأدبي الأحدث، صار من الصعب وضع الدراسات الأدبية في سجن تقليدي مظلم لا يجوز اختراقه أو محاولة اكتشاف آفاق أجد خلف الجدران السميكة المحيطة به· يضاف إلى ذلك أن تجدد الحياة يحفّزنا على مغادرة ساحة الوقوف عند آخر ما أنجزه الآخرون دون أن تكون لنا آراؤنا واقتراحاتنا وإضافاتنا وتصويباتنا، ومن حسن الحظ أن بات لدينا في هذه المرحلة عشرات إن لم نقل مئات العقول التي تبث بذكائها ووعيها القدرة على الإضافة والابتكار، وفي كثير من المراجع والمصادر العربية التي وقفت عليها الدكتورة آمنة وانطلقت منها إلى وضع تصورها الأحدث لسرد ما بعد الحداثة ما يجعلنا نطمئن إلى حدوث تطور جوهري في نطاق النقد الأدبي بعامـة والسـردي منه بخـاصة·
ولا بد في نهاية هذا التقديم الموجز من استحضار الحالة المؤسفة التـي رافقت المؤلفة أثناء إنجازها لهذا الجهد العلمي المتميز، وأعني بالحالة مـا مرت به بلادنا من احتراب سياسي تداخلت فيه الأصوات الداعية إلى التغيير بأصوات المدافع والصواريخ وهو ما يجعل نوابغ العقول تقف حائرة صامتة تسترجع فصولاً من مأساة الإنسان حين يفتقد المعنى الجوهري للحرية، والمعنى الصحيح للمسئولية فيجد نفسه هو ووطنه على حد سواء في مهب الريح·
كلية الآداب - جامعة صنعاء
27 / 11 / 2011م